دق باب غرفة ابنته ودلف عندما سمع صوت ابنته يأذن للطارق بالدخول .
جلس بجاورها علي الفراش وتساءل وهو يربت علي وجنتها برفق:
- قوليلي يا حبيبتي.... تعرفِ الولد ده منين!! ؟
ارتبكت حنان قليلا خيفة من ان يرفضه والدها فينتهي حلمها بأن تزور بلاد العالم ...وان تتمتع بشبابها فــ اخذت نفس عميق حتي تخرج القلق من داخلها ونظرت لوالدها وابتسمت بتوتر واجابته:
- كنت فــ يوم في الشارع وكان هيخبطني بــ العربية.... ووقتها هو قالي هتشوفيني تاني ... مفهمتش ليه او ازاي.... بس دلوقتي عرفت ... يعني علشان هو غني فــ اكيد هيعرف يجيب معلومات عني.
زفرت بتوتر بعد ان انهت كلامها وكانت تدعي بــ داخلها ان يقتنع والدها ويوافق عليه.
نظر لها مجدي بعدم اقتناع ثم تساءل بترقب:
- وانتِ رأيك ايه فيه!؟
اصطنعت حنان الخجل قائلة وهي تنظر للاسفل وكأنها تؤكد بفعلتها تلك بأنها خجلة كثيراً:
- اللي تشوفه حضرتك.
اومأ لها والدها ونهض من علي الفراش وتوجه للخارج ولكن قبل ان يدلف للخارج رمق
ابنته نظرة شك ثم اغلق الباب خلفه متنهداً بقلق ،لم قلبه لتلك الزيجة ابداً.
اما حنان فــ قالت بتمني بعد ان غادر:
- يارب يوافق.
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
اخيرا احضرت الاطعمة الناقصة من السوق وعادت للمنزل .
كانت تجلس امام التلفاز حتي تشاهد برنامج عالم الحيوان المفضل لها ... كانت تبتسم وهي تتأمل تلك الحيوانات التي خلقها الله وتركض بحرية امامها في شاشة التلفاز .... قطع تأملها صوت شقيقتها تناديها فــ نهضت متجهةً لشقيقتها.
تساءلت شروق بترقب بعد ان دلفت للداخل:
- نعم ... بتنادي ليه! ؟
اجابتها حنان وهي تعطيها الهاتف:
- خدي في حد عايزك.
عقدت حاجبيها بتعجب فــ من يريد التحدث لها وهي لا تعلم احد .. لم تفكر كثيرا بل اخذت الهاتف واردفت بصوت هادئ:
- الو.
اجابها الطرف الاخر:
- الو ... شروق معايا!!؟
شعرت بأن الصوت مألوف لها وانها سمعته من قبل ولكنها لا تتذكر صوت من .... لذلك تساءلت:
- مين معايا !!؟
اجابها الطرف الاخر:
- انا شمس اللي بشتغل معاكي في المطعم.
لم تفكر كثيراً فلقد تذكرتها فور جملتها تلك لذلك هتفت بسعادة:
- اااه افتكرتك ... ازيك عاملة ايه!! ؟
اجابتها شمس بــ راحة:
- الحمد لله بخير ... وانتِ عاملة ايه!
- الحمد لله على كل حال.
قالت لها شمس بحماس وحب:
- اتصلت علشان اعزمك ع الغدا.
فكرت شروق قليلا من انه يمكن ان يكون رجل هناك مثل والدها او شقيقها لذلك قالت بحرج:
- مش هينفع علشان تاخدو راحتكو.
فهمت ماذا تقصد لذلك اجابتها:
- متقلقيش مفيش حد هيبقي موجود ... اخويا هيبقي برة.
اومأت شروق بــ موافقة وكأن شمس تراها واردفت بتفكير:
- هقول لبابا واشوف رأيه وهبقي اتصل بيكي.
وافقتها شمس الرأي ثم انهت المكالمة.
نظرت لشقيقتها فـــ وجدتها تنظر لها بشك وسألتها:
- مين دي! ؟
اجابتها شروق وهي تعلم ان شقيقتها لن تتركها حتي تجيبها:
- صاحبتي في الشغل.... صمتت قليلا ثم سألتها:
- هو بابا في الجامع!! ؟
اومأت لها حنان بمعني نعم ثم قالت لها وهي تدفعها للخارج حتي تستطيع ان تتحدث مع هشام بإريحية:
- اه... ويلا بقي من هنا.
استغربت شروق من معاملة شقيقتها وفضلت ان تذهب لوالدتها بعد ان تصلي فرض ربها حتي تعلم ما بها لأنها مرتبكة كثيرا.
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★