الـخـاتـمـة

178 14 1
                                    

بعد مرور خمسة وعشرون عامًا..

استيقظت حنان من النوم بسبب اشعة الشمس المطلة علي وجهها من شرفة الغرفة ذات الاساس الفاخر ... تململت في الفراش بكسل ووضعت يدها علي رأسها عندما شعرت بذلك الصداع الذي اصبح يراودها منذ ايام ... نهضت واخذت ملابس من الخزانة وتوجهت للحمام ... بعد ان انتهت من وضع مساحيق التجميل، هبطت الي الاسفل وقالت بإبتسامة مشرقة وهي تتجه لتجلس علي المقعد المجاور لزوجها في غرفة الطعام:
- صباح الخير.
رد الجميع:
- صباح النور.
نظر هشام لزوجته بإهتمام وسألها:
- حبيبتي... الصداع راح ولا لا!! ؟
اجابته حنان و علامات الارهاق ظاهرة علي قسمات وجهها:
- لا... بقي يشتد اكتر.
بدأ القلق في الظهور علي وجه هشام وقال وهو يضع يده علي كف يدها:
- يبقي زي ما قولت هنروح للدكتور علشان نطمن عليكي.
اومأت له حنان بموافقة ... نادي هشام علي الخادم وامره ان يقول للسائق بـ ان يجهز السيارة حتي يذهبو للطبيب
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
دلف كلا من هشام وحنان للداخل ... صافح هشام صديقه ثم جلس بجاور زوجته علي المقعد المقابل لمكتب صديقه ... نظر له صديقه وسأله بإهتمام:
- خير!! ؟
اجابه هشام وهو ينظر لزوجته بقلق:
- عايزين نعمل فحوصات لــ مراتي علشان عمال يجيلها صداع من كذا يوم.
اومأ له الطبيب بموافقة وقال وهو ينهض:
- تمام ... اتفضلي معايا يا مدام.
نهضت حنان مع الطبيب " راشد " وذهبت معه لغرفة الفحوصات حتي تقوم بعمل الفحوصات اللازمة حتي تتطمئن علي نفسها.

بعد مرور ساعتان
اخبر الطبيب هشام وزوجته ان نتيجة الفحص سوف تكون جاهزة في يوم الغد.
شكر هشام الطبيب وتوجه هو وزوجته للخارج عائدين للمنزل.

في صباح اليوم التالي
كانت حنان تجلس هي وزوجها علي الاريكة ينتظران ان يخبرهما الطبيب ما هي نتيجة الفحص.
فتح راشد الملف الذي امامه ونظر فيه لبعض الوقت ... بعد ان انتهي نظر لــ هشام وزوجته وقال بتنهيدة:
- مهما حصل دي ارادة ربنا و...
قاطعه هشام بنفاذ صبر:
- قول النتيجة علطول.
اجابه الطبيب بــ حزن لأنه لن يستطيع انقاذها:
- المدام عندها سرطان في المخ.
صدمت حنان مما قاله الطبيب وصرخت تنفي ما قاله الطبيب لا تستطيع تصديق ان حياتها سوف تنتهي :
- مستحيل، مستحيل  ... انت كداب ... انت كداااب.
واجهشت في البكاء المرير

بعد عشرون دقيقة
دلفت للمنزل هي وزوجها للداخل نظرت للردهة فوجدت حقائب سفر موضوعة فيها فنظرت لزوجها وسألته بتعجب:
- هو في حد هيسافر!! ؟
اجابها هشام ببرود شديد:
- انتِ.
سألته بحاجب مرتفع وهي تشير لنفسها :
- انا هسافر ليه!! ؟
ابتسم هشام بسخرية وقال وهو يجذب تلك الحقائب ويضعها امامها:
- انتِ مش هتسافري ... انتِ هتمشي من هنا ومش هترجعي تاني.
شهقت حنان بصدمة ونظرت له بــ احتقار عندما فهمت انه تخلي عنها في اشد مراحل حياتها ثم اندفعت تضرب صدره بقبضة يدها صارخة بقهر:
- انت حقير ... هانت عليك العشرة يا ندل، يا....
قاطعها هشام بصفعة قوية وقعت علي اثرها وسمعته يقول لها بقسوة:
- انا مش مستعد اضيع كل فلوسي علي واحدة بتموت.
ثم توجه ناحيتها وجذبها من خصلات شعرها بقسوة والقي بها خارج القصر وامر الخدم ان يلقو الحقائب معها.
نظرت حنان امامها بشرود و صدمة فهي لا تصدق ما حدث لها للآن
عاودت النظر له مرة اخري ولكن تلك المرة بوجه شاحب شحوب الموتي عندما هتف:
- انسي ان كان ليكِ بيت واولاد.
ونظر للخدم وامرهم بأن يلقوها للخارج ... نظرت لأولادها تستنجدهم ولكن لا حياة لمن تنادي ... كانوا يشاهدون ما يحدث بكل برود وكأن تلك المرأة ليست والدتهم.
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
بعد مرور اسبوع علي تلك الحادثة
كانت تجلس في فراش غرفتها التي أجرتها في ذلك الفندق قليل الثمن، تشعر بأن ذلك الصداع يشتد عليها اكثر واكثر وشعرت بأن النهاية اقتربت ... كانت تحاول ان تنهض ولكن لم تستطع بسبب ذلك الصداع ... وفجأة مر شريط حياتها امام عينيها وتذكرت انها لم تسجد لربها ولو سجدة واحدة ولم تحمده ابداً علي اي شيء سواء كان في الحزن او الفرح، تساقطت دموعها بحرقة تتمني لو يعود بها الزمن ولم ترتكب كل تلك الاخطاء الشنيعة ولكنً الندم لا يفيد صاحبه في شيء، وفي دقائق معدودة لفظت انفاسها الاخيرة واغلقت عينيها ... مغادرة لــ تلك الحياة ولم تنقظها تلك الاموال التي وبسببها لم تحمد ربها ابداً علي اي حال.
غادرت حنان الحياة دون ان يعلم احد ما حل بها كما هي لم تحاول ان تعلم عن والديها اي شيء وكما فعلت بعدم بِرهما في الكِبر ... فُعل بها من قبل اولادها نفس الشيء.

عن أبي قلابة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "البِرّّ لا يُبلى والإثم لا يُنسى والدَّيان لا يموت، فكن كما شئت كما تدين تدان"
وقال الله في كتابه العزيز عن بر الوالدين :-

{بسم الله الرحمن الرحيم}
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].

وقال ايضاً سبحانه وتعالي

{بسم الله الرحمن الرحيم}

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14، 15].

إلى هنا يا قرائي الأعزاء تنتهي قصة حنان التي تعلمنا منها ان نصبر علي ما اصابنا حتي يجازينا الله خير ما صبرنا وان نبر والدينا وان المال ليس كل شيء في الحياة وعلينا ان نحمد االله علي كل شيء ..مهما كان  اما عن شروق فاصبحت هي وزوجها من اغني الاغنياء حيث ان شروق كانت تعمل بعد زواجها من نور وكانت تَدّخِر هي وزوجها الاموال الي ان اَجَّرو مطعماً لهم واصبح ذلك المطعم من اشهر وافضل المطاعم في المحافظة بسبب صبرهم وايمانهم.

تمت بحمد الله 💖

🎉 لقد انتهيت من قراءة دمار حياتي ©️ - كاملة ✅ 🎉
 دمار حياتي ©️ -  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن