في غابة مختلة الموازين يسيطر الذئاب على الحكم في وجود الأسود والنمور المغلوبين على أمرهم حيث يتعايشون مع الواقع الجديد .
ترى في كل ركن ذئبا يراقب وآخر دورية وآخر يصطاد بحرية وآخر يأخذ من كل صياد ضريبة لمجلس حكم الذئاب الأعلى وذئاب أخرى لصوص وقطاع طرق وآخرون قضاة يفصلون بين الحيوانات .
لهم جيش جميع قادته من الذئاب ويحوي الأسود والفهود والنمور والضباع والثعالب وحتى الدببة والفيلة و وحيدات القرن جنود في جيش مملكة الذئاب .
من المخالف للواقع رؤية هذه الدولة لذئاب في وجود الأسود ولتفسيرها لنعد بالزمن للوراء حيث
استخدم الحكام الذئاب كل الطرق وجميع الأساليب للوصول إلى الحكم والمحافظة عليه في سلالتهم
ولم يكونوا حكاما بالأصل بل موظفين عند ملك من الأسود وثق فيهم فبدؤو يثبتون سلطتهم
ويزعزعون سلطة الملك حيث جعلوه يشك في كل أبناء جنسه من الأسود بدعوى أنهم يطمعون في
ملكه ويستبدلون الأسود بالذئاب والثعالب حيث اقنعوه أن الذئاب لم تحكم يوما ولم تسع للحكم وكذلك الثعالب .وبعد الزج بأغلب الأسود في السجون واعدام البعض وفرار الآخرين بدؤوا بإيغار صدر الملك على النمور والفهود بأنهم سيستفردون به وينقلبوا عليه
لأنه أصبح وحيدا فالاسود ليس مأمون جانبها بعد أفعاله فيهم ولذلك أشار أصحاب الرأي والمشورة
من الذئاب أيضا على الملك أن يعزل النمور والفهود بتهم ملفقة ويقضي على سلطتهم ليحفظ ملكه كما واشاروا عليه أن يعين الثعالب بدلا عنهم.... وكان ذلك.ولما خلا بلاط الملك من جميع أبناء جنسه وأبناء عمومته وتفرد الذئاب وأعوانهم بالملك وبلاطه
بدأوا بتحريض الحيوانات في الغابة على الثورة على الملك الظالم المستبد ودفعوا الملك لاستخدام الضباع لضرب الثورة فكان ما أرادوا فقد أفسد
الضباع أيما إفساد ودمروا كل شيء في الغابة وزادت الثورة اتساعا وفي لحظة حاسمة طلب الثوار تدخل الذئاب فتدخل الذئاب وخلعوا الملك
الأسد وأعدموه ونصّب البلاط المكون بكامله من الذئاب رئيساً من بينهم وعدلوا الدستور بحيث يكون الحكم للذئاب بدل من الأسود وأطلقوا سراح الأسود والنمور والفهود المسجونين من قبلهم في زمن الملك الأسد ليظهروا تسامح الحكام الذئاب التمثيلي .استمر تصديق الحيوانات للذئاب فترة يسيرة حتى ادركوا جميعا أن الظلم الذي كان أيام الملك الأسد كان من الذئاب وحدهم فقد بدأ ظلمهم يستشري
في الغابة وسيطروا على كل مفصل في الحكم وجعلوا بقية الأجناس خدما لهم حتى من يعمل
عند قطيع الذئاب يعيش حياة الخوف فهم غدارون أصبحت الغابة أجمع تتمنى اليوم الذي تتخلص فيه من حكم الذئاب حتى لو أظهروا عكس ذلك.
✍ أبو الفداء