نجل الشيطان

الجزء العاشر : كذبة بيضاء

ادم:" لقد قلت لك يا حواء ان فكرة الفنون القتالية سيئ".
كان هذا اول توبيخ تلقته حواء من ادم منذ ان تعرفت عليه، هي تدرك حجم خطئها  فقد عرضت حياة شخص بريء الى الخطر لكن هي لاتعلم الحقيقة وراء استيقاظ قوة ابنها، حتى الشيطان نفسه لا يعلم كان امرا مفاجئا لهما لذلك هما هنا الان يتناقشا حول ما الذي سوف يفعلونه.
حواء:" انا اعلم انني اخطأت و من حقك توبيخي لكن الفكرة كانت من مديرة مدرسته".
ادم:" لكنها لا تعلم انه ابني يجب ان تتصرفي معه على هذا الاساس انه ابن شيطان و ليس انسان".
حواء:" ما تريد مني ان افعل؟ ان العن ابني كما العن الشيطان؟ كن واقعيا لقد حاولت جاهدة ان اربيه مثل انسان عادي انت فقد من تريد جعله شيطانا". 
ادم:" هل تظنين ان حياة الشياطين ممتعة؟ انت رأيت هيئتي الحقيقية هل بدت لك مثل هيئة شخص يستمتع بحياته؟ اريد فقط الافضل لكما معا و الافضل يكون في عدم تعريضه للأذى".
عم سكون رهيب في الارجاء فقد شعرو بنهوض سمير محاولا استراق السمع، ما هي لحظات حتى انصرف مجددا.
حواء:" ماذا تريدني ان افعل الان معه ؟".
ادم:" لا اعلم في الحقيقة لا استطيع حتى ان اخبره انني والده الحقيقي".
حواء:" دعني اراقبه اياما في الرياضة ثم سوف اخبرك بالتطورات و يمكننا ان نقرر معا ما رايك؟".
ادم:" تبدوا فكرة جيدة".

في ركن بعيد عن المنزل يجتمع الاربعة الاشرار من أجل ان يوقعوا بحكم الشيطان و الان في حوزتهم الكثير من الادلة القوية التي سوف تعينهم في خططهم المستقبلية، يترأسهم أبيض واحد من أتباع داشيم الاقوياء و صاحب سلطة في البلاط الشيطاني، كان سببا في الكثير من الكوارث في الازمنة الغابرة لذلك لم يستطع الشيطان ان يبعده عن البلاط فقد كان ابعاده بمثابة انتحار و تتحريض على التمرد، ثم يليه مطرش يعتبر من افضل العفاريت في اسلوب التنكر و ذو قدرة كبيرة على تقمص حياة البشر من اجل الحصول على المعلومات اللازمة لوسوسة او القيام بعمل فظيع، ولهان ثالثهم يعتبر من افضل المقاتلين في العفاريت و ذو بطش كبير، و الرابع اقبض من امهر السحرة الجنيين تارخيا، كان هؤلاء الاربعة من يريدون الانقلاب و يسعون من اجله رغبة في الانتقام لداشيم و ايمانا بنظرته الفاسدة التي كانت تعتبر مطهرة للبلاط الشيطاني من خائن ينام مع العدو.
أبيض:" اذا اخبرنا يا مطرش ما الذي وجدته".
مطرش:" الهجين ذو قوة كبيرة يممتاز بشخصتين واحدة انسية ضعيفة و الاخرى شيطانية بحتة يمتاز بحس رهيب و قوة كبيرة عند الغضب اظنه قال باستطاعته قراءة افكار الشياطين من حوله و القدرة الاخيرة التي جريبتها بنفسي هي الشلل فقد تحكم بجسدي و جعلني غير قادر على الحراك".
ابتسم ابيض لما سمعت اذناه لكن عليه ان يخطط جيدا فاي خطوة خاطئة يعلمة انه سيدفع ثمنها بدمه.
أبيض:" أقبض اريدك ان تصنع تميمة صغيرة مثل قلادة أو ميدالية اجعلها جميلة و كي يقوم الطفل بارتدائها كل وقت اجعل فيها سحرا يقوم بتثبيط قدراته لا اريده ان يقوم بالهيجان مجددا".
مطرش:" لكن اليس هدفنا ان نقوم باستغلال هيجانه؟".
ابيض:" نعم بالضبط لكن ليس عندما يكون الثمن حياتنا يا احمق".
أشار الكل بالتفاهم و قاموا بالانصراف على ان يلتقوا مجددا عندما ينهي اقبض التميمة.

استيقظ سمير في الصباح الباكر و الحيرة مازالت تعتليه محدقا في البقع الزرقاء تلك التي على يديه متسائلا عن ما هي و ان كان يجب ان يبحث عن الاعراض تلك في الانترنت لعله يجد حلا لتساؤلاته التي تكاد ان تفجر رأسه، قاطعه صوت امه التي تناديه لتناول فطور الصباح، لم يكن يشعر بالجوع حتى انه لاحظ تشابه الاذواق في فمه فلم يعد يفرق بين المالح و الحلو.
حواء:" ابتسم يا عزيزي لمذا انت عابس هكذا في الصباح".
سمير:" لا اعلم انا فقط افكر".
حواء:" بماذا يا بني".
سمير:" اريد تفسيرا لما حصل لي البارحة لقد تعبت من التفكير في الموضوع حقا".
حواء:" حسنا سوف اخبرك ما الذي حصل بالتفصيل لكن سوف يبقى سرا بيننا اتفقنا؟".
سمير:" موافق اخبريني فقط".
حواء:" حسنا اسمعني جيدا، عندما صفعك المدرب ادى ذلك الى ارتفاع نسبة الادرينالين في جسمك بالتالي اكتسبت قوى خراقة لبضع ثواني ادت الى تحول لون الجلد في يديك الى الازرق نتيجة الضربة التي وجتها الى مدربك كانت اقوى مما تتحمله انسجتك الصغيرة و زيادة على ذلك فقدان الذاكرة و الوعي بعد انخفاض الادرينالين شيء عادي و منتشر و تلك البقع الزرقاء سوف تختفي بعد يومين".
تعجب سمير من كل هذه الكلمات التي لم يفهمها او يدرسها بعد فهي خارج منهاجه الدراسي و عقله لم يستوعبها، لكن في قرارة نفسه كان متأكدا ان امه لن تكذب عليه لذلك اطمئن قلبه ، قبل امه على خدها و انصرف الى مدرسته".

في البلاط الشيطاني يتوافد الالاف يدلون بتقريرهم عند ملك الشر من طمعا في مكان عنده او حتى اطراء صغير يكفيهم، كان الشيطان في امس الحاجة الى حلفاء جدد لكن من؟ يده اليمنى كانت داشيم حتى ان اغلب الشاطين كانوا يثقون به اكثر من الملك نفسه لقد كان تجسيدا حقيقيا للشر جسدا و تفكيرا الان العفاريت الصغيرة  لن تفي بالغرض في الحرب القادمة بل حتما سيكون في الجانب الخاسر و لا يمكنه ان يلعب على بطاقة خلوده دوما فحتما سوف يجدون فكرة او سحرا ينجح في قتله فليس مخلوقا كاملا في النهاية بل في الحقيقة هو مملوء بالعيوب التي يخفيها تحت رداء كبريائه العظيم، قاطعت افكاره دخول عفريت من العفاريت العمالقة يبدوا موجودا من مئات السنين لكن نادرا ما يحضر للبلاط يقال انه من سلالة الحن الذين تم اسرهم في المعركة الاولى و استعبادهم عند الجن و هذا العملاق يعد هجينا.
....... :" انت يا عملاق ما جاء بك هنا الم نقل لك ان لا تدنس البلاط بدماء النجسة؟".
الشيطان:" دعوه يأتي فقد جاء يثبت ولاؤه لي و لا احد يطرد من بلاطي، تقدم و قدم تقريرك مع ذكر اسمك و فصيلتك".
 العملاق:" كما تعلم يا سيدي انا عملاق من سلالة الحن اعد هجينا لا انتمي لسلالتكم الموقرة، يتم تكليفي عادة بحمل الشياطين لاستراق السمع من السماء الاولى، يقال لي اعور".
الشيطان:" فلتغيروا له هذا الاسم المهين من اليوم اسمك شهاب و سوف تكون يدي اليمنى نظرا لتفانيك و تحملك للحرق و المهانة، لا اريد ان اسمع احدا يناديه بالهجين بعد الان سوف يصبح عضوا شرفيا في سلالة الجن و يتم التعامل معه على هذا الاساس ، انا الان اعطيه القوة و السلطة و بدأ من الان سوف تصبح تلميذا عند اقبض لتعلم اصول السحر و الشعوذة و خبايا العالم السفلي".
لم يستغرب الحاضرون هذا القرار فقد كان العملاق من القدامى و ذو فائدة كبيرة، رغم شكلهم المريع فان العملاقة يتمتعون بمشاعر اكبر من الشياطين و يفكرون بالجماعة قبل الكل و كان هذا هدف الشيطان ان يملك احدا يضحي بنفسه من اجله، حقا الشيطان مخلوق مريع