في مدينة نيويورك الأمريكية بدأ سمير المراهق بأخذ دروس في مسجد المدينة حسب رغبة أمه فقد كانت تظن أن ذلك سوف يساعدها في التحكم أ:ثر بابنها و سوف يكون أقرب الى طبيعته البشرية لم تكن مخطئة في الحقيقة فقد كان من أكثر الأشخاص هدوءا في المسجد و أكثرهم استيعابا لدروس الشيخ، تقرب أحد من الشيوخ الى سمير قائلا:
الشيخ:" تعال يا غلام أريد أن أتكلم معك قليلا".
سمير:" طبعا سيدي أمرك".
الشيخ:" أرى أنك طفل نجيب ما اسمك".
سمير:" اسمي سمير".
الشيخ:" ما شاء الله ما شاء الله، أرى انك تتابع بشغف الدروس لذلك أريد أن أدعوك الى دروس خصوصية أو يجدر بي القول دروس للبالغين اذا أردت طبعا لكن أريد أن أخبرك أن الدروس التي تتلقاها هناك تبقى سرية و لا يمكنك أن تتكلم فيها مع اي احد و لو كانت امك".
سمير:" ما نوع هذه الدروس يا سيدي؟ كنت أظن أن هذه الدروس هي التي تهم فعلى حد قولك أنكم هنا لتحموا عقيدتنا في بلاد الغرب و كي تساعدونا على التمسك بديننا الحنيف."
الشيخ:" هذا ما أحب فيك فضولك للتعلم أكثر دعني أقول لك شيئا واحد، دروسنا الاخرى ليست لحمايتكم بل لحماية الدين ككل اذا أردت أن تعرف أكثر تعال غدا".
رحل المراهق الى البيت و كلمات الشيخ ترن داخل أذنه طول الطريق.في البيت قامت حواء باستقبال بعض الجارات في جلسة نسوية كي تنسى وحدتها الموحشة و تحظى ببعض الرفقة الممتعة هنا كان التلفاز موضوعا على قناة الاخبار أين كانت تتباع بشغف أخبار الثورة السورية رغم أنها لا تملك أي رأي الا أن أبويها مازالا هناك لا تريد التحدث معهم لوجود شوائب الحزن في قلبها لكنها تريد أن يكونا بخير و ان استلزم الأمر أن تحضرهما معها الى أمريكا، كسر ضجيج أفكارها صوت الهاتف أجابت فما كان الا صوت مرتعد يتكلم بالعربية
الصوت :" حواء حواء ابنتي أمك قد اصيبت في قصف لا أستطيع ان أتكلم الأن لكن اذا كنتي تستطيعين المجيء أرجوك تعالي قبل فوات الأوان".
تعرفت على الصوت بسرعة فقد كان صوت والدها استدارت الى أحد صديقاتها و قالت.
حواء ": يجب علي أن أذهب الى سوريا فورا هلا اعتنيت بسمير من أجلي ؟ لن يطول غيابي".
عانقتها صديقتها بشدة و أخبرتها ان كل شيء سيكون على ما يرام و أنها سوف تعتني بابنها فلا تقلق، حملت حواء حقيبتها و جواز السفر و توجهت مباشرة الى المطار راجية ان تصل في الوقت المناسب.دخل سمير الى المنزل و هو يحس بشيء غريب عادة ما كانت رائحة امه تملئ المكان و حاليا لا يوجد أي أثر لها،
الجارة:" أهلا سمير مرحبا بك في المنزل".
سمير:" أهلا سيدة الكسندرا". مترددا قليلا و محسا ببعض الغرابة.
الكسندرا :" لقد رحلت أمك لبعض الوقت و طلبت مني الاعتناء بك".
سمير:" هذا غريب لا يبدو من طبع أمي، لم تعتد ان تتركني وحدي في أي مكان".
الكسندرا:" حسنا فلنقل أن هناك امرا مستعجلا حصل في بيت جدك لذا كان عليها الرحيل".
هنا انقلب مزاج سمير فهو يعلم جيدا ما يحصل في بلده الأم.
سمير:" حسنا حسنا سوف ابقى معك لحين قدوم امي لكن ابتعدي عن طريقي ولا تحاولي ان تعامليني كابن لك مفهوم".
تعجبت من تعكر مزاجه المفاجئ و ابتسمت في وجهه قائلة.
الكسندرا:" ماذا تريد ان تأكل للعشاء سمير؟".
تجاهل سمير السؤال و اتجه الى غرفته و هو يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة، اغلق باب الغرفة وراءه و استلقى على السرير و هو ينتظر على احر من الجمر أخبار أمه فاحساسه يقول أن هناك خبرا سيئا جدا، هنا طرق الباب.
الكسندرا:" هل بي الدخول؟". من خلف الباب.
سمير:" ما الذي تريدنه؟".
الكسندرا:" اريد فقط ان اطمئن عليك". همت بفتح الباب.
سمير:" يمكنني الاعتناء بنفسي اريد فقط ان ابقى وحيدا لحين صفاء أفكاري".
الكسندرا:" حسنا سوف اتركك لكن اخبرني ان احتجت اي شيء".
سمير:" سوف أخلد الى النوم الن تذهبي الى بيتك؟".
الكسندرا:" بيتي في الجهة المقابلة من الرواق هل تظن انني احتاج سيارة الى هناك ؟".
سمير :" افعلي ما تشائين ، تصبحين على خير".بعد وصول حواء الى المطار تفاجئت بأن الرحلات معلقة و لا يمكنها الوصول الى سوريا بتلك السهولة، وقفت لبضع ثواني في مكانها ثم تذكرت اسما "سيباستيان مورفي " الرجل الذي ساعدها في الوصول مقابل خدمة من الشيطان و قد قام بتقديمهاله على أنها زوجته
لذلك قررت أن تستغل الأمر لصالحها هذه المرة و قامت بالبحث عنه فتوجهت الى أقرب مكتب استعلامات.
حواء:" مرحبا أنا أريد الاستفسار عن عامل هنا في المطار هل يمكنك أن تقدمي لي بعض المعلومات".
العاملة:" من دواعي سروري".
حواء:" أبحث عن شخص يدعى سيباستيان مورفي هل أجده هنا؟".
العاملة:" سوف نرى".
المطلوب من السيد سيباستيان مورفي التقدم الى مكتب الاستعلامات في أقرب فرصة، أكرر مطلوب من السيد سيباستيان مورفي التقدم الى مكتب الاستعلامات في أقرب فرصة شكرا..... مطلقة صوتها عبر مكبرات الصوت في جميع أنحاء المطار.
العاملة:" الان سوف ننتظر ان كان هنا سوف يحضر و ان لم يكن سيتم اعلامنا بذلك".
حواء:" شكرا لك انت حقا أنقذت حياتي".
لم تمر عشر دقائق حتى حضر أمام مكتب الاستعلامات.
سيباستيان:" لقد قمتي بطلبي هل من مشكلة؟".
العاملة:" السيدة هنا تبحث عنك".
سيباستيان:" حسنا سأتولى الأمر من هنا شكرا لك".
توجه بخطى متسراعة نحو حواء ملاحظا بأن وجهها مؤلوف بعض الشيء و أيضا علامات الحزن البادية على وجهها بوضوح.
سيباستيان:" مرحبا سيدتي هل من خدمة يمكنني تقديمها لك؟".
حواء:" الحمد لله انك هنا أريد منك خدمة ان كنت تستطيع أن توفرها، أريد أن أذهب الى سوريا هل من طريقة يمكنك أن توفرها".
سيباستيان:" أنا حقا اسف لكن الرحلات الى سوريا معلقة بسبب الأوضاع هناك لا يمكنني أن أفعل أي شيء حيال ذلك".
حواء:" يبدوا أنك لم تتذكرني بعد هيا سيباستيان أين هي ذاكرتك، أنت أحضرتني من سوريا لذا يمكنك أن تعيدني هناك".
سيباستيان:" أنت زوجة السيد داميان لقد عرفت أن وجهك مؤلوف لكن أنا حقا اسف تلك كانت خدمة لمرة واحدة فقط".
حواء:" هيا لا تكن معي هكذا أنا أعلم انك تريد شيئا من ما و تعلم جيدا أن زوجي سوف يحققه لك باشارة أصبع واحد".
سيباستيان:" أنا أعلم ان زوجك يستطيع أن يفعل أي شيئ لكن لا يمكن أن اغامر".
حواء :" اذن هناك شيء يمكنك ان تقوم به أخبرني ما هو".
سيباستيان:" هناك شحنة من المساعدات سوف تذهب لسوريا بعد أربع ساعات من الان يمكنني أن أضعك على متنها لكن هذا سوف يكلف كثيرا و يمكن أن أضع منصبي على المحك".
حواء:" لنعقد اتفاق ضعني على متن تلك الطائرة و سوف أحرص أن ترقى في عملك بأي ثمن كان".
سيباستيان:" أنا حقا متردد في هذا يا سيدتي فلا أظن انه يمكنك فعل أي شيء".
حواء:" أنت تعلم من هو زوجي، لا يدعونه بالشيطان البشري بلا سبب".
سيباستيان:" حسنا حسنا اتبعيني".
اتجهت حواء مع سيباستيان نحو مدخل العمال، فهو يعتبر المدخل الوحيد الذي لن يتكلم احد مع سيباستيان فيه مهما كان عدد الناس الذين معه، أخذ يشرح في خطته لحواء و كيف أنها ستتظاهر بأنها احد الممرضات الاتي اتين للمساعدة الطبية، اعطاها بعض الوثائق المزورة التي سوف تضمن وصولها الى سوريا بدون أن يتم الامساك بها.....
بعد ساعات من الجلوس في مكتبه و تلقينها كل الدروس و الخطوات التي يجب أن تتبعها حتى لا يتم طرده بتهمة التزوير وضعها على الطائرة و تمنى لها السلامة، في الجهة المقابلة تمسك حواء بطنها من شدة الخوف ليس من المغامرة الصغيرة التي تخوضها على متن الطائرة بل على امها التي تخاف ان ترحل قبل أن تضمها و تطلب عفوها بعد كل سنوات الخصام.
YOU ARE READING
نجل الشيطان
Fantasyعندما يمشي الشيطان على الارض و يقوم بتجربة الحياة البشرية و يقع في الحب ما الذي سيحصل يا ترى و الاهم من ذلك كيف سيكون ابنه الهجين ؟؟ و ما هي الحياة التي تنتظره