الجزء الثالث عشر: في حضرة الموت

1K 34 14
                                    

بعد وصول حواء لبلدها الحبيب التي لم تتصور انها ستراه في حالة فوضى هرعت الى البيت كي تتفقد ابوها ثم الى المشفى كي ترى امها على أمل ان تراها حية، لكن في منتصف الطريق غيرت رأيها فكيف لها ان تذهب الى البيت في وقت كهذا ؟.
حواء :" اسفة على الازعاج يا سيدي لكن هل يمكنك ان تغير الطريق الى المشفى؟".
اشار سائق سيارة الاجرة بالايجاب و غير الطريق و هو يلاحظ علامات القلق في محياها.
في الجانب الاخر  في عالم اخر يجلس ملك الشر في عرشه على عادته العرش الذي اصبح ملتسقا به، يراه كزنزانة تحبسه عن عائلته و في نفس الوقت يتسائل عن هذه المشاعر التي يحظى بها، و يرى كم انه كان تافها و طفوليا في لحظة غيرة جعلت حياته تتغير بمائة و ثمانين درجة، من طفل مدلل محبوب الى ملعون يبحث عن المشاكل في كل يوم كي يأخذ معه الارواح الملعونة كي تختم في جحيم أبدي لا يكون فيه وحيدا ، اقتحم باب قاعة العرش عفريت كان مكلفا بمراقبة حواء استغرب الشيطان من حضوره فلا يجب أن يبرح جانبها.
العفريت:" انها مصيبة يا سيدي يجب أن أتكلم معك على انفراد".
أشار الشيطان للحاشية بالانصراف ثم أذن للعفريت بأن يكمل الكلام.
العفريت:" انها الام يبدو انها مصابة اصابة بالغة تم الاتصال بحواء من طرف والدها و قامت بالذهاب لسوريا بينما نحن نتكلم".
 نهض الشيطان من مكانه و قرر الذهاب الى سوريا حالا كي يتفقد الاحوال و يلتقي بزوجته متمنيا اللحاق بها في هذه اللحظات الصعبة.
في منزل الكسندرا يوجد سمير تحت وصاية مالكة المنزل تماما كما أرادت أمه،  دقت الساعة الخامسة بعد منتصف النهار سمع سمير طرقا على الباب، ثم كلمات ترحيب من الكسندرا ثم ارشادا الى الصالة.
الكسندرا :" تعال سمير لا تخجل يمكنك أن تحضر الصف اذا أردت ذلك".
سمير :" اي صف ؟ و عما يتكلم؟".
الكسندرا:" اليوم سوف نتحدث عن الشيطان و أهدافه في الديانة المسيحية".
سمير :" أنا اسف لكن شيخ المسجد أخبرني أن لا أتأثر بالمعتقدات الفاسدة فهي سيئة للغاية".
الكسندرا:" لن تتأثر فكر بالامر على أنه مقارنة بين الأديان و وجهات النظر الا يثير هذا اهتمامك؟".
فكر سمير بالامر لبرهة و قرر الانضمام و مشاهدة ما يقوله الدين المسيحي عن الشيطان و ما أذا كان يتوافق مع الدين الاسلامي.
بدأ صف الكسندرا و كانت تتكلم عن الثورة و الغيرة و كيف أن الشيطان في الأصل ملاك ساقط و تنصيبه ملكا للجحيم و العالم السفلي و الارواح السيئة التي يعذبها، كل هذا لم يأثر في سمير فهو مقتنع تمام الاقتناع أن الشيطان مجرد جن فاسد يريد أن يأخذ ما أمكن من الارواح الادمية.
وصل الشيطان الى المشفى في غرفة حماته محافظا على جسده الشيطاني لا يريد أن يراه أحد حتى حواء واقف و يشاهد حماته و هي تتحدث مع ابنتها حتى شعر به، حضور مهيب يخطف الانفاس ، تحول الجو داخل الغرفة الى برودة تكاد تترك على جسده الهزيل لسعات الصقيع.
........:" أنا هنا هل تحس بحضوري؟ بالطبع أنت تحس به".
الشيطان:" لم أظن أنني سأراك اليوم هنا لكن يبدو أن ساعة أحد فيهم قد حانت و جئت كي تقبض الروح".
ملك الموت:" أنا سعيد حقا لأنك هنا أريدك أن ترى كيف أسلب الروح من حماتك نعم أنا أعلم أنها حماتك الكلمات تتنتشر بسرعة في العالم الشيطان الذي تزوج ادمية تلك زوجتك صحيح تخيل أنها سوف تحترق في نار الجحيم بسببك و بسبب بذورك السيئة؟".
الشيطان:" لا تقحمها في الموضوع"".
ملك الموت:" أنا لا أقحمها في أي شيء لأنه سوف يأتي يوم و أنتزع روحها و سوف تكون هناك لتشاهد مثل الان بالضبط شاهد كيف هي الرحمة التي حرمت منها لانه بيننا وعد يا ملعون و يوم يحل الوعد سوف أكون قاسيا معك و سأخرج الروح منك بكلاب من نار حتى يملئ صراخك الاراضي السبع و السموات".
وقف الشيطان متجمدا فلي مكانه يشاهد الروح و هي تخرج من جسد حماته يرى الوعد الذي بينه و بين ملك الموت شعر بالخوف للمرة الاولى منذ ملايين السنين خوف يتجسد في أعماققلبه و حتى اخمس قدميه ثم استدار نحو حواء بنظرات حسرة و ندم كيف لمحبوبته ان تنتهي في قعر الجحيم معه لتتعذب ملايين السنين أمام ناظريه هل كان هذا اختبارا لها ؟ هل فشلت في الاختبار و ختم مصيرها؟ كل هذه الأسئلة كانت تدور في عقله أثناء وقوفه هناك متجمدا حتى أنه لم يلحظ الدموع المنهمرة من عيون حواء مودعة لأمه رغم كل المشاكل التي صارت بينهم الا أنها لا تزال أمها من لحمها و دمها و ها هي اليوم تفارقها و لن تراها مجددا ، جائت الممرضات و قامت بأخذ جسد الام للتغسيل بينما حواء منهارة بين أذرع والدها.
حواء :" أبي يجب أن اتصل بصديقتي كي أخبرها أن اقامتي سوف تطول هنا قليلا كي لا تقلق". متحدثة بين أنفاس دموعها.
اتجهت الى أقرب هاتف وجدته و اتصلت بالكساندرا.
الجو الروحاني للصف كان لا يوصف الكل يتكلم عن الرب و رحمته و الشيطان و بغضه لبني ادم ، جو لم يقاطعه الا صوت الهاتف.
الكسندرا :" الو من معي".
حواء :" هذه أنا حواء". محاولة كتم دموعها كي تتكلم بوضوح.
الكسندرا:" صوتك ليس على ما يرام ما الخطب عزيزتي ؟".
حواء:" لقد توفيت أمي للتو سوف تطول اقامتي قليلا هنا ارجو ان لا تنزعجي".
الكساندرا:" لا عليك ولدك سيكون بخير معي ، ارجو ان ترقد روحها بسلام ابقي قوية و اعتني بوالدك".
سمير :" لترقد روحها بسلام ؟ ما الذي جرى اخبريني".
الكسندرا :" ليس من اللباقة ان تتصنت على مكالمة الناس".
سمير :" أخبريني ما الذي جرى الان ".
بدأت علامات الغضب تبدو على وجه سمير فأمسكت الكساندرا بوجهه الصغير.
الكساندرا :" لا تقلق عزيزي كل شيء سيكون على ما يرام امك سوف تطيل البقاء قليلا فجدتك قد تعرضت لحادث ادى الى وفاتها و جدك يحتاج بعض العناية".
انهمر سمير بالبكاء رغم انه لا يحمل الكثير من الذكريات مع جدته لكنها تبقى واحدة من عائلته .
سمير :" لماذا على الابرياء دوما الموت ؟ انها لعبة سياسية قذرة و من يموت هم اناس بعيدين عنها كل البعد كم اكره الحكام و الرؤساء".
الكساندرا:" عزيزي الصغير عندك حق من يموت هم الابرياء فقط ، لكن لماذا يموتون ؟ لان الشيطان هو من زين متاع الدنيا للناس فارادوا القوة و السلطة حتى و لو كان ذلك على حساب حياة الاخرين فمن الاجدر بان تكرهه ؟ الرئيس الذي لا يملك أي حيلة و تم الايقاع به ؟ أم الشيطان الذي يدبر و يكيد كي يقتل و يجلب الناس معه الى قعر الجحيم ؟ ".
سمير :" الشيطان الشيطان كم اكره الشيطان الحقير و كل اتمنى ان اقتله".

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 31, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

نجل الشيطانWhere stories live. Discover now