الجزء السادس : النشأة

973 38 2
                                    

بين البارحة و اليوم عامان، حواء ترى ابنها ىيكبر اما عينها مثله مثل اي بشري عادي الفرق الوحيد انه محاط دوما بعفاريت لا يمكنها ان تراهم لكن تلاحظ انهم يساعدونها كثيرا كانت ممنونة لزوجها و مرعوبة في نفس الوقت اين بدأ سمير يتعلم الحديث رويدا رويدا فقد كان متأخرا قليلا و كانت كل افكار حواء حول ما اذا كان يستطيع ان يراهم هل يفهم لغتهم و يتواصل معهم و كيف ستتعامل معه و  هل سوف يجد صعوبات في التفريق بين العالمين او حتى هل يمكنه ان يختلط بالبشر بدون ان يحس انه شخص غريب، في خضم تفكيرها العميق يقاطعها جرس الباب استغفرت قبل ان تنهض من الكرسي فقد اصبح يخيفها جرس الباب، فتحت الباب لتقابلها امها فباشرت بغلقه مجددا فهي لا تحتاج الى الدراما العائلية الان لكن امها وضعت يدها على مقبض الباب.
الأم": ارجوك استمعي لي انا امك بعد كل شيء".
حواء": حسنا تفضلي و اخبريني ما تريدين بسرعة".
الأم": اعلم اننا اخطأنا في حقك كثيرا بعد ان رحل زوجك و لم يكن لنا الحق ان نحملك المسؤولية الكاملة فبعد كل شيء انت فتاة و من حقك ان تحبي الشخص الذي ترينه مناسبا لابأس بخطأك فلا يوجد شخص كامل حتى نحن نملك اخطائنا، أرجوا ان تجدي المغفرة في قلبك ولا تحرمينا من تربية حفيدنا".
حواء": لقد اخبرتك منذ اربع سنوات في نفس هذا المكان انا لا أحتاجكم كما ان ابني مييز للغاية  و اريد ان اعطي له كل الاهتمام بعيدا عن صخب العائلة التي انا متيقنة انها سوف تتخلى عنا في اول مشكلة تصادفنا لذلك لا تلومني عندما اقول انكم لن تروا ابني و لن تكونوا قريبين منه لاذيته او كسره كما فعلتم لامه التي هي اصلا ابنتكم ".
بدأت عيون الام باسقاط الدموع و البكاء اما ابنتها التي لم تهتم اصلا لما تفعله.
حواء": لربما الان تفهمين شعوري عندما تركتوني حبلى وحيدة".
الأم": انا لا ابكي لما قلتيه بل انا ابكي لرؤية حفيدي لا اصدق انني ضيعت كل هذه المرحلة من حياته يا له من ملاك صغير جميل".
استدارت حواء خلفها لكي ترى ابنها قد جاء الى عتبة الباب رق قلبها قليلا فهي تريد ان تريد ان يكبر ابنها في كنف العائلة رغم تظاهرها بالقوة اما امها فهي حقا تريد منها ان تساعدها.
حواء": حسنا ربما يمكنك ان تريه لكن اتمنى فعلا ان لا تتخلوا عنه".
الام": ابوك في الخارج هل يمكنني ان اناديه ليتعرف على حفيده ؟".
اشارت حواء بالموافقة، ابتسمت الام ثم نادت الى الاب مبشرة اياه بقبول البنت، دخل الجدان الى المنزل و احتضنا حفيدهما الصغير حتى كادت الهواء ينقطع من صدره وسط ذهوله فهو لا يعلم من هذان الغريبان اللذان يبكيان امامه.

توالت الزيارات من الجدان و بدأ الطفل يتعرف عليهما رويدا رويدا متعرفا على حنان العائلة حتى في يوم من الايام حدث شيء غريب في المنزل عند زيارة الجدان حيث اصبح سمير عدائيا معهم ولا يريد ان يلعب مع اي احد ما عدا امه مترجيا اياها ان تتركه في الغرفة بعيدا عنهما.
الام": يا بنيتي ما به ابنك عدائي على غير العادة هل هناك خطب ما؟".
حواء": انت تعلمين كيف هم الاطفال يا امي بدون ان اشرح لك مزاجيون بشكلا لا يصدق خاصة سمير انه طفل مميز و يدهشني بتصرفاته احيانا".
الام": عليك ان تتابعيه يا بنيتي انا اعلم ان كل طفل مميز عند امه لكن ربما يكون متوحدا الكشف المبكر يمكن ان ينقص عليك الكثير من المشاكل و المتاعب بالاضافة الى تعلم كيفية التعامل معه معاملة مناسبة".
حواء": شكرا لك على النصيحة انا متاكدة ان ابني بالف خير و ليس مريضا مجرد نزوة طفل صغير لا اكثر و لا اقل".
بينما هما في هذا الحديث حتى سمعا ضحكات تتعالى من غرفته لم تستغرب حواء من هذه فقد اصبحت روتينا طبيعيا لها لكن الجدة سارعت الى الغرفة و فتحت الباب بسرعة فقط لترى حفيدها في الارض يلعب ببعض الكريات فارتاحت على حفيدها وودعت ابنتها و انصرفت مع زوجها، عادت حواء لغرفة ابنها لتجده كعادته محلقا في الهواء مع الكريات التي كانت امامه.
حواء": يجب عليكم ان تتوقفوا عن اللعب مع ابني اثناء تواجد الناس في المنزل انا اعرف انكم دائما موجودون هنا لكن هم لا يعلمون ربما تسببون رعبا للناس و مشاكلا لي و لابني".
التقطت ابنها و وضعته جانبا كعلامة للعتاب لم تعد تخاف منهم اعاتدت وجودهم اضافة الى ذلك عقلها الباطن يعطيها شعورا بالامان اعاتد ان تكون زوجة الشيطان.

حانت لحظة جميلة من اللحظات القليلة التي ستعيشها حواء مع ابنها يوم دخوله للمدرسة من جهة كانت قلقة عليه فهي لا تزال لا تعلم ما هي قدراته او ما يمكن له ان يفعل عندما تغيب عنه ربما سيبقى مشغولا مع الشاطين التي معه لكن ماذا اذا حملوه اما الملأ  ربما ليسوا بهذا الغباء او لن يكونوا معه اصلا لا يمكنها ان تراهم بعد كل شيء حتى سمير لم يتكلم عنهم او عن اشكالهم ابدا ربما لا يراهم و يعرف بوجودهم منها فقط او اثناء حملهم له سيكون كل شيء على مايرام. 
مر اليوم الاول من المدرسة و قررت حواء ان تبدا في سؤال ابنها عن ما يراه و تستفسر عن بعض المعلومات.
حواء": سمير اريد ان اسئلك عن شيء ما ان استطعت ان تجيبني عنه".
سمير:" طبعا ماما ".
حواء": اذا سألت المعلمة عن عدد سكان المنزل كم ستجيبها".
سمير": هناك انا و انت و مطرش و اقبض و ولهان و ابيض". 
حواء": من هؤلاء؟".
سمير": دائما يقولون انهم اصدقاء ابي و يعيشون معنا".
حواء": ربما يجب ان تبقي امر عيشهم معنا سرا بيني و بينك حسنا".
سمير": لماذا؟ انهم مرحون جدا يا امي و يلبون لي طلباتي دوما".
حواء": حسنا يا بني ابوك لا يحب ان يعلم الناس بان اصدقائه يعيشون معنا لذلك يجب ان نحترم رغباته و ان نحافظ على هذا السر".
سمير": سمعتم يجب ان نبقي هذا السر لذلك توقفوا عن تتبعي في كل مكان اذهب اليه حتى لا يشتبه الناس انكم تعرفون ابي".
.........
سمير": لا مجال للاعذار لن ادعكم تحملونني بعد اليوم و قولوا هذا الابي عندما تلتقون به".
حواء": مع من تتحدث يا سمير؟".
سمير": معهم انهم هناك خلفك يا امي".
استدارت حواء خلفها مع انها تعلم بالفراغ الذي ستراه لكن لم ترد ان تحسس سمير انه وحده من يراهم و ابتسمت ابتسامة مطمئنة و استدارت لابنها مجددا 
حواء:" حسنا يجب ان تنهض الان لتراجع دروسك و تذكر هذا سر بيننا وعد".
سمير": حسنا يا امي انا اعدك، ابيض احمل محفظتي و اتبعني الى الغرفة كي نراجع معا".
جلست حواء مجددا على الكرسي و يقيت مندهشة كيف لابنها ذو السادسة ان يتحدث مع الشياطين و ان يتحكم بهم بهذه الطريقة المسيطرة حقا انه نجل الشيطان.

نجل الشيطانWhere stories live. Discover now