برهان النجار

2K 26 0
                                    


المشهد الاول

يسعدني جدا ان يكون هناك من القراء الذين كان فضولين لدرجة ان يسإلو عني اكثر، وهو يحاولون ان يتعرفو عني اكثر، ان يستكشفو ما عشته ولو بطريقة مختصرة ستقدمها لكم صديقتي الكاتبة كما كتبت عن حب حياتي ( لبنى) وأظهرت قصتنا بهذا الاسلوب المشوق، لقد اطلعتني صدقيتي على مدى حبكم لشخصيتي وانا احبكم ايضا لولاكم ماكنت اشعر اني على قيد الحياة فبالرغم من انني شخصية من حبر وكلمات الا انني احس بعظامي ولحمي ونفسي حين تقرإون سطور هذه الرواية.

انا برهان النجار، ولدت من اب مصري وام لبنانية وكان هذا التجانس كفيلا بإن يجعل مني انسان مختلف كليا، فحين يكون للمرء ابوين من جنسيتين مختلفتان ولكل منهما خلفية حضارية وتقاليد وعادات مختلفة يتشعب الظفل ويضيع بين الاثنين بل قد يتوه في ذاك الاقتران .
كنت الولد الاوحد والوحيد لم يكن لدي اخوة او اخوات كنت مدللا جدا لدرجة ان لا اسمع كلمة لا ابدا لكن لم اكن اشعر انني انتمي لاي احد منهم، برغم الحب الذي كان والدي يكناه لي وكلي ثقة من هذا الا انهما لم يكونا موجودان في حياتي، تربيت عاى يد المربية الواحدة تلو الاخرى حتى اصبحت في عمر الثانية عشر ليرسلاني والدي الى مدرسة داخلية ثم يبدإ عصر جديد لي هناك ..
كانت المدرسة الداخلية صارمة، والجنيع يتبع القوانين وكنت انا من الذين يكسرونها، ولم يستطع احد ان يمسك بي مرة، لم اهتم ابدا بوجودي هناك، تإقلمت بسرعة وكونت صداقات داخل اسوارها فقط، لم اكن اثق بوجود صداقات حقيقية بل ان الاصدقاء في منظوري يشبهون الزمن هم معك في وقت محدد وما ان يمر ذاك الوقت حتى تنتهي تلك الصداقة، لتبدإ واحدة اخرى.
تخرجت من المدرسة ودرست القانون في الجامعة وكنت احبه، اعجبتني جدا المناقشات التي كانت تدور في صالة المحاضرات، كما ان الشلة التي صاحبتها كانت رائعة ايضا وبالاخص في الليالي التي كنا نسهر فيها بصحبة اجمل النساء واشهاهن. 
عرفت بعدها بزير النساء او دونجوان مصر كما وصفتي صديقي الاسباني خورخيو ذات يوم بعد ان دخل علي صباح احد الايام في غرفتي. ووجد معي ثلاث نساء غافيات على سريري بجانبي .
لم اكن اخطط ان اكون زير نساء بل كانت مغامرات لم افكر بها بل كانت تاتيني بدون تعب، اخبرتني صديقتي اللبنانية كارمن ذات يوم انها انجذب لي لان ملامح وجهي تشبه أجدادي الفراعنة التي تقرأ عنهم في كتبها . قد يكون كلامها صحيحا، فإن لسماري وعيناي السوداوان القاسيتين كانا بمثابة الطعم الذي القيه فأصظاد بشباكي مالذ وطاب .
انتهت دراستي الجامعية وتخرجت كرجل قانون لكنني لم امتهن ابدا المحاماة، لان والدي كان قد توفي وترك لي ادارة امبراطوريته الكبيرة كلها، كان موته مؤثرا جدا، اشتاق اليه جدا، كانت لقائاتنا واجتماعاتنا رائعة قد يكون هو صديقي الوحيد الذي حظيت به . بعد وفاة والدي لم تتحمل امي العيش في القصر بدونه، لم لم تطق العيش في كل البلاد بدونه واصرت على العودة الى لبنان، حيث كان لايزال اخاها يعيش هناك مع عائلته، لم استطع ان اغير رإيها فما كان احد يستطيع ان يؤثر على القرارات التي تتخذها السلطانة هيام الا والدي فقط .
كانت لي صولات وجولات في عالم الاعمال كما كان يوازيها في عالم الليل لم يكن هناك اي أخبار موثقة كل ماكان هناك إشاعات، لم اتحدث ابدا عن حياتي الشخصية ولم احدث عنها احد ايضا، كبرت امبراطرية ابي التي تركها لي اكثر ومرت السنين بي وانا منشغل ومغموس في الحياة العملية، لم تكن حياتي العاطفية جدية بقدر ما كانت جدية في عالم البسنز .
كنت اشعر ان الحرية هي اكثر العطايا التي يعطينا الله لنا واغلاها ثمنا، الحرية التي تجعلك تعيش كنا يحلو لك، لاتكون هناك اي معوقات او سلاسل تعيقك من الحركة او فعل ماتريد، ليس هناك اي مسائل اخرى تشتت من انتباهك، ليس لاني لا اتحمل المسؤلية بل اني لم اثق في الحب، لم اثق بإمرإة تجعلني اتخلى عن كل شيء لاجلها، لم اجد تلك التي قد تضحي لاجل البقاء بجانبي وليس العكس .
كل من عرفتهم كانوا يتقربون مني لاجل ما املك ولاجل من انا، لم اشعر ابدا انهن يستحقن الحب، حتى نساء وزوجات الرجال الذين اعرفهم كانوا اذا ما سقط رجالهم تركوهم يعانون الانكسار لوحدهم .
حتى عصر ذات يوم حين كنت امر بسيارتي في احدى الشوارع في مدينة القاهرة كان سائقي الخاص من يقود العربة وانا كنت اجلس في المقعد الخلفي اراجع بعض الاوراق وكنت اتحدث مع امي ايضا، وهي تخبرني بنفس الحديث الذي نتكلم به كل مرة ( عليك الزواج، ان تنتقي لك امرإة تلد لك وريثا يحمل اسمك وامبراطوريتك من بعدك ) .
اه كم كنت انزعج من هذا الحديث لكن امي ماكنت تمل منه، وبينما كنا نتحدث وقفت السيارة فجإة لارى ان فتاة كانت تعبر الشارع وكاد السائق ان يصدمها،لكنه توقف بسرعة ونزل مستعجلا ليطمإن على الفتاة وانا اراقبهما .
لم تغضب الفتاة بل كانت تتحدث بلطافة هذا مابدا على وجهها، ثم شكرا السائق وعاد ليخبرني أنها بخير ولم تتإذى من شيء، لكن كان لابتسامتها العذبة اثر في، كنت سأطلب من سائقي ان ينده عليها مرة اخرى ان يحاول التعرف عليها اكثر لكن ليس برهان النجار من يفعل هذا . للنساء حسن لايقاوم وعقل لايضاهيه اكثر الفلاسفة حكمة، ان تعشق امرأة يعني ان تغوص في ما الانهاية حتى تتقطع أنفاسك وتصبح شهيد لهن .
برغم من بعد والدتي عني كل تلك المسافات والاوقات الا ان الله ارسل لي اما اخرى، تتمثل في قلب طيب، وحنان مفرط، ( السيدة نوال ) التي لاتتعب ابدا من ان تلبي رغباتي من ان تسهر على راحتي وارضاء حتى مزاجياتي التي كانت تتعبها، فإنا لم تتعاجز يوما من ان ترسم الابتسامة على وجهي فكانت ام ثانية لي، عملا هي وزوجها عندنا منذ سنين الان توفى الله زوجها ولم ينجبا الا فتاة واحدة اصبحت بمثابة اختي التي لو طلبت عيناي مارفضتها .
وحين كانت تتعب ماكانت تفصح عن تعبها وانما تقاومه، وحين ارغب في ان اخذها الى الطبيب تتحجج بإنها مشغوله وستذهب لوحدها حين يفسح الوقت لها، وهل كان يسمح الوقت لها؟ ابدا .
كانت تبدو متعبة مرهقة ذاك اليوم حين عدتي من عملي مبكرا، ليس من عادتي ان اعود مبكرا لكن الاقدار شائت ولكل امر تحت السماء وقت . اصريت ان اخذها دون ان تتحجج هذه المرة وافقت على مضض واخذتها بنفسي الى طبيب صديق لي وطلبت منه اجراء فحوصات كاملة وشاملة لها في المشفى الذي يعمل فيه .
وادخلت نوال الى الغرفة وابتدإت الاجرائات . وانتظرت انا خارج الغرفة حتى ينتهي كل شيء واطمإن عليها ثم اخرج .
وبينما انا انتظر سمعت صوت ارتطام على الارض، ولما رفعت رإسي وجدتها، كانت هناك مرمية على الارض بلا حراك، أسرعت وحملتها بين ذراعي شعرها يتدلى الى الاسفل وانفاسها تعلو وتهبط ببطئ شديدين تبدو شاحبة جدا، اليست هي من رف قلبي لها عصرا، لم تبدو بهذا الشكل الان، وضعتها على احدى الاسرة وطلبت من الممرضات ان يسعفنها حال وصول الطبيب لمعاينتها . فاقدة الوعي هناك لا ادري لما شعرت بالرعب، لست انا من يدق قلبه بهذه السرعة الجنونية الا ان كنت افرغ كل رغبتي في احداهن، انما الان ارتعب من اجل احداهن .
مثلت الامبالاة حين اتى الطبيب وابتعد كي لا الفت الانظار الي، راقبتهم من بعيد وفهمت انها بخير الا انها تعاني من هبوط في ضغط الدم، وسمعت من بعض الممرضات ان والدها ايضا موجود في احدى الغرف ولابد ان حزنها عليه قد اوصلها لهذه الحالة .
وبعد بعض الوقت استفاقت ولكن كان هناك احد ما بجانبها، اهو صديق ام حبيب ام اخ لم اعلم، ناداني الطبيب ليهرفني عليها ولتشكرني فكان ضياء وجهها لايقاوم، والرجل الذي بجانبها كان يستخدم اسلوبا دفاعيا ليس له اي معنى، لم افهم ماعلاقته بها لكنني لم اود ان اسبب المشاكل لها وابتعد، ثم اقسم لنفسي ان رإيتها صدفة مرة اخرى لن افلتها من يدي، كل الحياة عبارة عن فرص وصدف اذا ما تكررت معنى هذا انها تتقصدك، معنى هذا انك يجب ان لاتفلتها من يدك .

 تَزوجيني أولاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن