تَزوجيني أولاً

الفصل الرابع

أعطيتها قلبي وحبّي وعطفي، لكنها أضاعت كلّ شيء.

(مقتبس)

عجباً لهذه الدنيا تجمعنا ونحن لا نعرف بعضنا، وتفرقنا وقلوبنا متعلقة ببعضها ..

خرج ابي من غرفه العمليات وهو يبدو بصحة جيدة انتظرنا لساعتين او اكثر ثم خرجنا لم يكن يحتاج بالبقاء بالمستشفى كثيرا .. اعطاني الطبيب بعده تعليمات من اجله ثم عدنا الى المنزل ..ولايزال شادي معنا .. لم انطق كلمه واحده منذ اخر كلام قاله لي ..ولم استطع النظر الى عينيه ايضا. . هو الاخر شعر انه استعجل في اخباري بالامر ولم يتبادل معي الحديث ايضا او انه حاول ان يعطيني فسجه من الوقت ويحاول ان لايظهر كانه يضغط علي بخصوص هذا الامر ...

وصلنا الى البيت نزلت قبل ابي من السياره كي اساعده على النزول هو الاخر ..واتكأ علي ثم دخلنا الي البيت .. ودخل خلفنا شادي ... اجلست ابي في غرفته ليرتاح وخرجت لكي ارى صديقي الذي طلبني للزواج قبل عده ساعات ...

تحاشى التظر اليَ وانا ايضا لكني لااريده ان يتأمل كثيرا .. قلت له ..

لبنى .. تعال ياشادي لنتكلم بالصالون ..

دلف شادي وانا بعده الى الصاله جلس اخبرته اذا يريد شايا او قهوة لكنه لم يطلب كنت متوتره افىك اصابعي واتردد في فتح الموضوع مره اخرى لكن لايوجد مهرب منه .. طوال طريق العوده احاول ان اجمع بعض الكلمات كي استطيع ان اقول له رأي في طلبه المفاجئ ...

رفع شادي راسه يحاول ان يسحب مني الكلمات بتلك النظرات التي اخاف ان افقدها اذا سمع جوابي. ..قلت له ..

لبنى .. ياشادي انت اقرب شخص لي بهذه الدنيا بعد ابي .. وكنت اكثر رجل استطيع الاستناد عليه والثقة به ..لم تكن الا عونا وسندا وصديقا مخلصا ..لكنني لم افكر فيك ابدا مثل رجل اشاركه حياتي او سريري ..

نظر اليَ كاني شعرت ان اخر جمله دخلت في صدره وقطعت قلبه الى اشلاء .. كنت ارى فيهما انه تكسر الى قطع صغيره. مثل تكسر الزجاج لاتجمع واذا حاولت جمعها جرحت اصابعك ...

اجابني قائلا ...لاتكملي وصلني ردك ولاتقولي الكلمه التي لااريد سماعها ..

نهض ليذهب عائدا حاول مسك ذراعه لاعيده حتى نتكلم اكثر ..سحب ذراعه من يدي وافلت مني خارجا بسرعه لايريد ان يسمع اكثر .. معه حق لو كنت مكانه لما تحملت ماقيل للتو لي ...

لااريد خسارته وانا على وشك ان اخسره .. تبا لهذه الاحداث التي تجري خلف بعضها البعض ..كم تصعبت الحياة خلال اسبوع واحد فقط ..كم تغيرت اشياء وكم ستتغير بعد ..