الفصل التاسع

65 5 0
                                    

شيئاً فشيئاً انحسرت موجة الصداع عن جمجمة ماركو و شعر بحرارة جسمه تعود لإستقرارها، ظل روبن يراقبه بعينيه ثم قال أخيراً:"هل انت بخير يا ماركو؟" التفت اليه الشاب الذي كان مُقعداً و قال بينما نظرة رعب مرتسمة على ملامحه:"انا لا ادري ما حصل معي! لقد كان شعوراً لم أعهده" ابتسم صاحب القلنسوة و قال بينما يساعد ماركو على النهوض:"لا عليك، اضمن لك أنك ستكون بخير" ثم صمت لبرهة و عاد يقول بما يشبه الهمس:"مرحباً بك في النادي"، أخيراً انتصب الشاب ماركو على قدميه و منح روبن ابتسامة مترددة و قال:"سأغادر هذا المكان أخيراً" ثم تقدم بضع خطوات باتجاه الباب الذي يقع امامه مباشرة و أضاف:"اكتفيت من مراقبة البدر الليلة"، قطب روبن حاجبيه ثم ابتسم دون طرح أي تعليق، و تقدم في اعقاب ماركو و قال بابتسامته المعتادة:"سأشتاق لك أيها الشاب صدقني"، جاء رد ماركو بعد أن وضع قدمه اليمنى على أول درجة في السلم:"أتمنى لو باستطاعتي قول نفس الشيء عنك لكن للأسف انا لا اعرفك و ولائي للعائلة فقط"، اطلق روبن ضحكة حادة فيها شيء من السخرية و تابع:"بالفعل بالفعل،لديك ذلك النوع من الولاء، و أنا أيضاً"، التفت اليه ماركو و ابتسم ثم انصرف.

كانت الساعة تشير الى التاسعة و الربع عندما دخل المحقق العجوز الى الغرفة التي كان يجلس فيها الشاب النحيل مقيداً على كرسي و تقابله طاولة،تقدم و همّ بنزع قبعته و جلس مقابلاً لفيليب و قال:"صباح الخير" رفع الشاب عينيه باتجاه محدثه ثم قال:"لا حاجة لتقييدي حضرة الضابط لون عينيك لا يعنيني"، مط المحقق شفتيه و قال :"قضيتك بتلك البساطة، انت لا تنكر كونك قتلت كل ذلك العدد من الضحايا المنسوبة اليك"، رد فيليب بينما لم تتغير نظرته الجادة:"أحب أن أقول الاشخاص الذين منحتهم الرحمة، ذكرني بعددهم"، حاول المحقق أن يحافظ على هدوئه إذ قال:"مئة و ثلاث و أربعون خلال ثلاث سنوات و لولا شهامة الشاب في المشفى لكنت ستحظى بضحيتك رقم مئة و أربعة و أربعين" تنهد الشاب و أضاف:"كنت سأحظى بكليهما"، تنحنح العجوز و أراح يده على قبعته قائلاً:"أياً يكن، جرائمك واضحة و على هذه الحال قد تصل عقوبتك للإعدام، هل تدرك حجم الورطة التي أوقعت نفسك فيه؟"، كشف فيليب عن ابتسامة صادقة و قال:"عندها سأحظى بفرصة للقاء بياتريس"، قطب المحقق ملامحه و حك ذقنه قائلاً:"بياتريس إن لم تخني ذاكرتي فهي إحدى ضحاياك"، اندفع الشاب يقول بعدائية:"إنها زوجتي أيها العجوز اللعين! و لن اسمح لك أن تقول عنها ضحية، هي تعيش معي طوال الوقت و لم تفارقني حتى بعد مرضها العضال! هل تفهم هذا؟"، تنهد المحقق ثم وقف من مكانه واضعاً قبعته على رأسه شبه الأصلع و اتخذ طريقه نحو الباب قائلاً:"آسف يا فتى لم اقصد اهانة زوجتك"، ثم تقدم و همّ بفتح الباب و اضاف:"أظن أنه لا جدوى من التحقيق معك".

بعد انصراف المحقق دخل ثلاث رجال من الأمن، اقتاد اثنان منهم فيليب نحو الخارج بينما قال الثالث:"لديك مكالمة، اجرها بسرعة، ثم خذوه الى زنزانته حيث سيقيم حتى موعد المحاكمة".

المغناطيس: الشظاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن