شيئاً فشيئاً انحسرت موجة الصداع عن جمجمة ماركو و شعر بحرارة جسمه تعود لإستقرارها، ظل روبن يراقبه بعينيه ثم قال أخيراً:"هل انت بخير يا ماركو؟" التفت اليه الشاب الذي كان مُقعداً و قال بينما نظرة رعب مرتسمة على ملامحه:"انا لا ادري ما حصل معي! لقد كان شعوراً لم أعهده" ابتسم صاحب القلنسوة و قال بينما يساعد ماركو على النهوض:"لا عليك، اضمن لك أنك ستكون بخير" ثم صمت لبرهة و عاد يقول بما يشبه الهمس:"مرحباً بك في النادي"، أخيراً انتصب الشاب ماركو على قدميه و منح روبن ابتسامة مترددة و قال:"سأغادر هذا المكان أخيراً" ثم تقدم بضع خطوات باتجاه الباب الذي يقع امامه مباشرة و أضاف:"اكتفيت من مراقبة البدر الليلة"، قطب روبن حاجبيه ثم ابتسم دون طرح أي تعليق، و تقدم في اعقاب ماركو و قال بابتسامته المعتادة:"سأشتاق لك أيها الشاب صدقني"، جاء رد ماركو بعد أن وضع قدمه اليمنى على أول درجة في السلم:"أتمنى لو باستطاعتي قول نفس الشيء عنك لكن للأسف انا لا اعرفك و ولائي للعائلة فقط"، اطلق روبن ضحكة حادة فيها شيء من السخرية و تابع:"بالفعل بالفعل،لديك ذلك النوع من الولاء، و أنا أيضاً"، التفت اليه ماركو و ابتسم ثم انصرف.
كانت الساعة تشير الى التاسعة و الربع عندما دخل المحقق العجوز الى الغرفة التي كان يجلس فيها الشاب النحيل مقيداً على كرسي و تقابله طاولة،تقدم و همّ بنزع قبعته و جلس مقابلاً لفيليب و قال:"صباح الخير" رفع الشاب عينيه باتجاه محدثه ثم قال:"لا حاجة لتقييدي حضرة الضابط لون عينيك لا يعنيني"، مط المحقق شفتيه و قال :"قضيتك بتلك البساطة، انت لا تنكر كونك قتلت كل ذلك العدد من الضحايا المنسوبة اليك"، رد فيليب بينما لم تتغير نظرته الجادة:"أحب أن أقول الاشخاص الذين منحتهم الرحمة، ذكرني بعددهم"، حاول المحقق أن يحافظ على هدوئه إذ قال:"مئة و ثلاث و أربعون خلال ثلاث سنوات و لولا شهامة الشاب في المشفى لكنت ستحظى بضحيتك رقم مئة و أربعة و أربعين" تنهد الشاب و أضاف:"كنت سأحظى بكليهما"، تنحنح العجوز و أراح يده على قبعته قائلاً:"أياً يكن، جرائمك واضحة و على هذه الحال قد تصل عقوبتك للإعدام، هل تدرك حجم الورطة التي أوقعت نفسك فيه؟"، كشف فيليب عن ابتسامة صادقة و قال:"عندها سأحظى بفرصة للقاء بياتريس"، قطب المحقق ملامحه و حك ذقنه قائلاً:"بياتريس إن لم تخني ذاكرتي فهي إحدى ضحاياك"، اندفع الشاب يقول بعدائية:"إنها زوجتي أيها العجوز اللعين! و لن اسمح لك أن تقول عنها ضحية، هي تعيش معي طوال الوقت و لم تفارقني حتى بعد مرضها العضال! هل تفهم هذا؟"، تنهد المحقق ثم وقف من مكانه واضعاً قبعته على رأسه شبه الأصلع و اتخذ طريقه نحو الباب قائلاً:"آسف يا فتى لم اقصد اهانة زوجتك"، ثم تقدم و همّ بفتح الباب و اضاف:"أظن أنه لا جدوى من التحقيق معك".
بعد انصراف المحقق دخل ثلاث رجال من الأمن، اقتاد اثنان منهم فيليب نحو الخارج بينما قال الثالث:"لديك مكالمة، اجرها بسرعة، ثم خذوه الى زنزانته حيث سيقيم حتى موعد المحاكمة".
أنت تقرأ
المغناطيس: الشظايا
Mystery / Thrillerتدور أحداث القصة في ارض مقسمة الى أربعة أقاليم حيث تتصراع رؤوس السلطة على مادة إستراتيجية جاءت عبر نيزك سقط منذ مئات السنين، يجد ماركو الطالب العادي نفسه في صراع متعدد الأطراف . . . . الكتاب الأول سيكون بعنوان "الشظايا"، مع العلم أن هذه النسخة ه...