المفاجأة الكبرى

66 19 39
                                    

صلوا على الحبيب المصطفى ❤️🌹

بسم الله نبدأ ☺️

                      **************
عندما اقتربت الساعة من الثامنة إلا ربعاً كان المساء قد بدأ ينتشر، والسكون يخيم على ضاحية المعادي الهادئة بطبيعتها.

فقالت "هادية " "لممدوح" و"محسن" : هيا... يجب أن نصل في موعدنا إلى العربة حتى لا ينتظرنا والدنا طويلاً.

سار الثلاثة في الطريق الطويل، وعندما وصلوا إلى نهايته، قابلتهم مفاجأة غريبة، كانت العربة تقف في مكانها، وبجوارها عربة أخرى، ولكن القصر الوحيد كان غارقاً في الظلام، لا ينبعث منه حتى شعاع ضوء واحد، ولم يكن والدهم في العربة، وبدا المكان كله صامتاً مخيفاً، وكأنه أحد قصور الأساطير القديمة الغامضة.

كان " محسن" أول من أفاق من دهشته، فقال بصوت عال وكأنه يطمئن نفسه ليشعر بوجوده : غريبة، هل حدث عطل مفاجئ للكهرباء في القصر؟!

ممدوح : لو كان الأمر كذلك لأُضيئت شموع في مثل هذا البيت....

هادية : أو كنا سمعنا صوتاً.... ما رأيكما؟! ما العمل الآن؟!

ممدوح : لا تخافا..... اتبعاني..... يجب أن ندخل المنزل ونبحث عن والدنا حالاً!

وكان "ممدوح" بحكم قدراته الرياضية أقواهم طبعاً، فاندفع يتقدمهما تتبعه "هادية" ثم " محسن"....
عبروا الأرض غير الممهدة أمام القصر حتى بوابة الحديقة، فوجدها مفتوحة... مروا خلالها في صمت...
وكان هنام ممر ممهد تحت أقدامهم حتى باب القصر، واعتلوا الدرجات القليلة، حتى وصلوا إلى الباب، وقفوا ينصتون..... لا شيء لا صوت ولا حركة، كل شيء هادئ تماماً!!

همس "ممدوح" : احتموا بي... ومد يده يدفع الباب، فإذا بالباب ينفتح في سهولة تامة، وبدون أي مقاومة!!

تملكهم الخوف قليلاً... ولكن "ممدوح" اندفع داخلاً بجرأة، ومد يده خلف الباب يتلمس زر الكهرباء.... ولدهشته الشديدة وجد مفتاح النور تحت يده... ضغط عليه، وفي الحال سطعت الأضواء متلألئة تنير بهواً فاخراً يتوسط القصر!!

أغمض الثلاثة عيونهم بعد أن بهرهم الضوء المفاجئ، وعندما تمالكوا أنفسهم توقعوا أن يهاجمهم خطراً ما..
فاستندوا إلى الحائط ولكن شيئاً لم يحدث.

وعندما مضت لحظات المفاجأة، واستطاعوا أن يديروا بصرهم في البهو الواسع الكبير، كان كل شيء يبدو أمامهم وكأن حفلاً كبيراً قد انتهى منذ لحظات...
مائدة مستطيلة كبيرة.... عليها عشرات الأطباق من الحلوى و" التورتات" الفاخرة... وتناثرت حولها أكواب الشاي، والزينات تملأ القاعة، والزهور متناثرة في كل مكان....

داروا حول المائدة... وفجأة صاح "ممدوح" في صوت صارخ : أبي..... أبي..... أين أنت؟!
ولم يرد غير الصدى...

اختفاء السبعة "اللغز الأول" ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن