العجوز الهارب

48 14 12
                                    

صلوا على الحبيب المصطفى ❤️🌹

                    ***************

خيم الصمت على الثلاثة، وغرق كل منهم في أفكاره، كانت المشكلة أن الرجل الهارب كان في أيديهم،
ولكنه تمكن من الفرار.... الرجل الوحيد الذي يمكن أن يكون عالماً بسر اختفاء سبعة من الرجال كان معهم وتحت أنظارهم، ولكنهم بإهمال تركوه يهرب....
ما الذي يجب أن يفعلون الآن؟ كانت الإجابة لا تحتمل المناقشة، الجواب هو أن يجدوا الرجل !!

أخيراً نطقت "هادية" وقالت وهي تربت على على ظهر "عنتر" : يبدو يا "محسن" أنه ليست هناك طريقة للعثور على الرجل إلا الاعتماد على "عنتر"، وهي فكرتك التي اقترحتها سابقاً.... وهي طريقة غير مضمونة تماماً.... فقد لا نجد للرجل أثر في الحجرة، وقد نجد أثراً لشخص آخر.... ولكننا في النهاية لا نملك إلا أن نجرب هذه الوسيلة....

ممدوح : ويجب أن نبدأ فوراً.... فالمسافة بعيدة، وعلينا أن نعود قبل أن يحل الظلام وقبل أن تعود والدتنا.

هادية : هناك مسألة يجب أن نناقشها قبل أن نبدأ، لنفرض أننا عثرنا على الرجل، ما الذي يمكننا أن نفعله؟ ليس في وسعنا أن نقبض عليه فنحن لا نملك هذه السلطة، وأخشى إذا عرف أننا قد عثرنا على مكانه أن يواصل الهرب، أو يختفي نهائياًّ لأني أعتقد أنه بلا شك أحد أفراد العصابة التي خطفت المدعوين السبعة.

ممدوح : هل تعتقد أنها عصابة حقيقية؟

محسن : طبعاً.... وهل تعتقد أنت أن رجلاً واحداً يستطيع أن يخطف سبعة رجال؟ والرجل العجوز -إذا لم يكن فرداً في العصابة - لماذا صرخ عندما ذكرنا اسم الشرطة؟ ولماذا هرب عندما وصلت؟

هادية : معك حق يا "محسن".... ومن رأيي أنه إذا تمكنا من العثور عليه لا نجعله يشعر بنا، ونراقبه من بعيد !

ممدوح : رأي صائب.... اتفقنا، هيا نستعد قبل أن يمضي الوقت....

أحضرت "هادية" طوقاً وسلسلة طويلة وضعتها في رقبة "عنتر"  ففهم من هذه الحركة أن أمانه مهمة عليه أن ينجزها فهد ذيله سعيداً، ولبس الثلاثة أحذية خفيفة في أقدامهم استعداداً لأن يطول بهم السير في مهمتهم، وخرجوا إلى الطريق.

انقضت ساعة كاملة حتى وصلوا إلى القصر، وكانت الصعوبة أن الشرطة قد أغلقت كل أبوابه، ولكن بوابة الحديقة كانت منخفضة فلم يجدوا صعوبة في تسلقها، ومن حسن الحظ أن حجرة البواب القريبة كانت مغلقة بغير أقفال، فبمجرد دفْع الباب فُتح على مصراعيه ودخل الثلاثة يتقدمهم "عنتر".

كانت الغرفة خالية تقريباً إلا من فراش بسيط ممزق، لا يزيد عن حشية قديمة على الأرض.... ولم تكن هناك أيّة ملابس أو بقايا خاصة، وكاد اليأس يدب في قلوبهم إلى أن مد "محسن" يده فجذب منديلاً مهلهلاً من أسفل الحشيَّة، ثم قال : من الواضح أن هذه الحجرة لم يستعملها غير الرجل العجوز وحده، فليس فيها أي أمتعة تخص أي إنسان وبالتالي.... فهذا المنديل منديله، هيا يا "هادية".... تفاهمي مع "عنتر".

اختفاء السبعة "اللغز الأول" ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن