فُرصة..

1.8K 77 314
                                    

*في مشهد جريء*

بينما تجلس على يمينه.. تنظر الى طبقها المليء بقطع الخضار المشوية مع قطعة من لحم الواغيو الذي تُحب مع صلصة الباربكيو الخاصة.. هذا هو طبقها المفضل و الذي لا تستطيع النظر اليه بهذا الهدوء.. ليس لانه لم يعد كذلك، بل لان عقلها في مكان آخر.. يُحلل ويتخيل ما قد يحدث في هذه اللحظة، ربما هي تنام على صدره الان.. او ربما.. ربما يتبادلان القُبل الطفيفة التي يُحبها .. ربما و ربما والف ربما.. وكل ربما تجعل الغضب يزداد في عروقها والغيرة تغرز مخالفها في قلبها بعنف.. فزت بعدما سمعت صوت احدهم ينطق بإسمها، نظرت اليه
زيك: ماذا بكِ! انني اتحدث معك منذ ساعة ولا تبدين مستمعه!
هانجي بتلعثم: اجل.. انا مرهقة.. سأذهب للنوم
زيك: لم تأكلي شيء، يجب ان تأكلي ثم اذهبي للنوم
هانجي: لا اريد، كل انت عزيزي..

ثم نهضت، وقبل ان تدفع الكرسي من خلفها لتتمكن من السير امسك بيده العريضه معصمها وشد عليه بغضب
زيك: كُلي ! عليكِ انت تأكلي لا يجب ان تبقين هكذا .. انت لم تأكلي منذ ٣ ايام ! هل تودين ان تسقطي مره اخرى؟
هانجي برعب: اخبرتك اني لا اريد! لما كل هذا الغضب؟
زيك يصرخ: هل سأبقى طيلة عمري اعتني بكِ ام ماذا! هل انا مرتبط بإمرأة ام طفلة يجب ان اهتم بطعامها ونومها ومؤخرًا اصبح كليتها!

سحبت يدها بقوة من قبضته وصرخت
هانجي: لم اطلب منك اي شيء! لقد سئمتك وسئمت ذُلك هذا لي!
زيك: حقًا؟ لم تطلبي اليس كذلك! من تكفل بعمليتك تلك وبقاءك في اكبر جناح في المشفى؟ هل هي بأموالكِ؟ انسيتي انك دميتي الخاصة؟ لقد اعتنيت بكِ لتنهضي واعود للإستمتاع بك لا لان ابقى طيلة عمري اعالج اوجاعك!

صفعته ولم يُسكته من تلك الاسهم التي يصوبها نحوها الا صفعتها، فرت الدموع من عينيها الجاحظه من هول ما سمعت..
هانجي باكية: سأذهب.. وسأترك لك كل خزانتي! لتُلبسها للدمية الاخرى من بعدي ايها اللعين!

ركضت وركض وراها زيك، امسكها من ذراعيها وظلت تدفعه بينما يحاول هو محاوطتها بيديه
زيك: هانجي.. اعتذر هانجي، اقسم لك لم اقصد فقط اردت ان تهتمي بنفسك اكثر فأنت لم تعودي كسابق عهدك
هانجي: اتركني ايها القذر !
زيك: ارجوكِ هان.. اقسم لك لم اقصد

دفعته والتفتت نحوه: انت مريض! عليك انت البحث عن دواء لإنفصام شخصيتك القذرة هذه!

سقط على ركبتيه، انزل رأسه للاسفل.. ثم هبط بيديه نحو الارض لستند عليهما، بدأ صوت انينه يعلو ويعلو ..
زيك باكيًا: لا تتركيني وحيد هانجي.. ارجوكِ

كانت دومًا ما تُشفق عليه عندما يسقط هكذا بعد كل نزاع يحدث بينهما، تعلم جيدًا انه يعاني من رهاب الوحدة .. يخاف البقاء وحيدًا فقد عاش طفولته وحيد، لا اهل له ولا اصدقاء.. منذ دخولها لحياته وهو يشعر بأن لحياته قيمة، يعمل من اجلها ويعود للمنزل من اجلها.. لكن كل الامور التي عاشها في طفولته قد اثرت عليه وهي من تجعله يعاني من هذه المشاكل النفسية الكثيرة كالعصبية المفرطة والعنف والغرور، فهذه امور كان يراها من الناس عندما كان طفلاً يتيم يسعى لجمع قوته، تُشفق هانجي على حاله في كل مره.. لكنها هذه المرة لا تُشفق بذات الروح القديمة، هي تُشفق عليه رحمةً بحاله وليس حُبًا .. مالت بجسدها نحوه رغمًا عنها.. جثت على ركبتيها وعانقته كطفل تحاول والدته اسكاته، لا تعلم ان كانت الاقدار قد وهبتها اياه لتسعد ام تشقى.. ورغم كل شيء هي لا تكرهه بل ترى انه ضحية للمجتمع الذي افقده طفولته، مسحت على شعره الاشقر الناعم.. تنهدت وحاولت كبت غضبها
هانجي: لا بأس.. لن اذهب..

قدري .. || ليفايهان || مُكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن