كانت تلك الليلة بمثابة الخُذلان بالنسبة للجميع.. لم يخرج احد بقلب سليم حتى نانا ومايك الذين لا شأن لهم بالأمر، لم يكن سهلاً عليهم رؤية صديقهم مجهول المصير بعد كل ما حدث، يقف عاريً الجسد لا يغطي سوى اسفل جيده ببنطاله .. يتألم قلبه خوفًا على محبوبته التي لم يسعد حتى بعودتها الى احضانه، ويفكر في مصيره بعدما هشم وجه ذلك الذي يرقد في غرفة العلميات دون معرفة ما حل به، يتنهد ويضرب بيده على الجدار من شدة القلق وعدم الارتياح لكل ما يجوب حوله! امسك بيده مايك
مايك: اتود كسر يدك الاخرى؟ عليك ان تهدأ
ليفاي: علامات يده لا تزال في عنقها.. لقد اضطرب الاكسجين بداخل جسدها بسببه! كيف تطلب مني الهدوء
مايك: وانت كذلك كدت تقتله! و قد يموت اصلاً! لا احد يعلم ما الذي سيحدث لذلك ارجو ان تهدأ وتدعنا من غضبك المفرط هذا فهو دوما سبب المشاكل!
ليفاي يصرخ: اكنت تريدني اتركه يقتلها ام ماذا ايها اللعين
دفعه مايك وصرخ: لا يوجد لعين سواك! انها في هذا الحالة بسببك وبسبب افعالك الطائشة! وكل ما تفعله هانجي من افعال سيئة دومًا كان سببه غضبك وتصرفاتك الحمقاء هذه! اتفهم!!تدخلت نانا ووقفت بينهما ممسكة بيديها على صدر كل واحد منهم
نانا: مالذي تفعلونه! لا ينقصنا هذا اليوم سوى اشتباككم اليس كذلك؟ابتعد مايك بعدما رمق ليفاي الذي غرزت كلمات مايك في صدره وجعلته يفكر في كل ما حدث بصورة مُغايرة لما كان يفكر بها.. بالفعل هو سبب كل ما يحدث، لا يُمكنه الهرب من هذه الحقيقة او تضليلها بأي شكل من الاشكال، عليه مواجهة نفسه لمعرفة الحل لكل ما يحدث، لا يعلم ما قد يُصيب زيك وما قد تكون اثاره على هانجي .. تنهش الافكار عقله بعنف دون رحمة! تغزوه و تُشتت تركيزه.. لا يعلم مالطريقة الصحيحة لحل كل تلك الازمات التي تحاوطه
ابتعد مايك عنهم، التفت نانا نحو ليفاي المُنهار
نانا بهدوء: ليفاي... مالذي حدث؟ هل عدتما؟
ليفاي: اتت غاضبة بعدما رأتي اقدم الورد لهيستوريا لي العيادة اثناء مراجعتها.. ظنت ان امر ما بيننا
نانا بلطف: جميعنا نظن ذلك
ليفاي بإرتباك: ولكن.. الحقيقة هي انني تعمدت مواعدة هيستوريا لجذب انظار هانجي نحوي، لتذوق من ذات الكاس الذي اذاقتني اياه
نانا بفزع: ماذا!؟؟؟ هل انت جاد!!؟ ليفاي!
ليفاي وهو يضرب على الجدار: اجل اجل اجل اجل!
نانا بحزن: لا اصدق... مالذي تفعله! انها تُحبك بصدق! لماذا تُقحمها في الاعيبك هذه!
ليفاي: اعلم انني اناني في تصرفي هذا .. لكن... نانا ارجوكِ لا تُثقلي الحمل على عاتقي
نانا تتنهد وتحاول كبت غضبها: سنتحدث في هذا الامر فيما بعد.. لكن بعد ما اخبرتني اياه، اعتقد ان عليك التفكير مليًا بما قاله مايك! فأنت تؤذي كل الاشخاص الذين يحبوك بصدق!ثم انسحبت هي الاخرى الى المجهول، ابتعدت عنه وبقي وحيدًا يصارع افكاره المرعوبة والمضطربة، يرى انه خائن ومستغل وجبان .. يرى كل تلك الصفات التي ينبذها ويمقتها، يرى كذلك... انه ارتكب ذات الخطأ الذي ارتكبته هانجي عندما تركته، استغلت الشُبان لإغاضته.. هو كذلك، يستغل هيستوريا التي وهبته قلبها بكل جراءة وصدق.. فقابله هو بالإستغلال، ظل يفكر كثيرًا.. لا يعلم كم من الوقت قد مضى ولكنه الكثير.. يجلس على الكرسي بجانب هانجي النائمة بسلام وموصل الاوكسجين يغطي وجهها.. يتأملها بهدوء، يلامس اطراف اصابعها تارة ثم يُمسك بيدها تارة، كان شارد الذهن في احداث هذا اليوم الغريب والطويل .. حينما شعر بإبتعاد حتى عائلته.. نانا ومايك الذين لم يقفوا يومًا في وجهه بهذه الملامح الغاضبة، شعر بالغربة وهم لا يتواجدون بجانبه الان .. وضع رأسه على طرف السرير بجانب يد هانجي، ثم حمل يدها ووضع كفها على خده وغفى...
أنت تقرأ
قدري .. || ليفايهان || مُكتملة
Romance. . تدور الاحداث بين حبيبان يرفض القدر فصلهما عن بعضهما رغم محاولاتهم المستميته في الهروب من بعض ليتمكن كل منهما العيش بسهولة.. فهل سيتأقلمان مع رفض القدر لإبتعدهما ام سيتابعون محاولة الهرب؟