~ 1 ~

49.5K 1.7K 437
                                    

في احدى الشقق الهادئة .. حيث التلفاز يعمل على قناة رسوم أطفال بينما جهاز التدفية ينشر دفئه في الغرفة .. نادت كريستين ماريا بصوت عالي عدة مرات فأطفأت التلفاز لتجيب بتذمر طفولي: "نعم نعم يا أمي!"

ذهبت لها فقالت كريستين بغضب: "ساعتين و انتِ تتابعين .. هل انهيتِ واجباتك؟"

اومأت فقالت: "اذاً هل أنهيتِ تنظيف غرفتك؟"

اومأت مرة أخرى ففركت كريستين اذنها بتفكير لتقول: "هل أنهيتِ طعامك؟"

همهمت لها و قالت: "نعم أنهيت كل شيء لذلك أشاهد التلفاز الآن فما الضرر؟"

فكرت كريستين قليلاً بقلق ثم أمسكت بيدها بلطف و سحبتها خلفها لغرفة النوم قائله: "لنحممك اذاً"

تذمرت ماريا كثيراً الا انها تجاهلتها لتحممها بالمياه الدافئة ثم أخرجتها لتلبسها و تضع لها الاستشوار الخفيف على شعرها لتقول ماريا: "أخبريني اذاً يا أمي .. ما بكِ؟"
نظرت لها مطولاً لتقول: "ماريا .. هل أنا أعطيكِ كل شيء؟"

"أجل"

"الا تشعرين بنقص؟"

نفت برأسها و قالت: "يكفي اني أشعر بأنكِ أمي"

"ماريا الا تشعرين انكِ تريدين عائلة؟ أم و أب حقيقين؟ جد و جدة؟ إخوة و حياة كاملة؟"

تنهدت ماريا فهي تعطيها اسئلة كثيرة لم تفكر بها بعمرها هذا في الثامنة!

قبلت ماريا وجنة كريستين و قالت: "انتِ هي عائلتي .. حسناً لا أكذب عليكِ كنت أريد معرفة أمي الحقيقية و العيش معها لكنك فعلاً عوضتني أما عن أب فأنا لم أعوض لذلك أريد أن أعرف كيف كان أبي سابقاً و إن كان حياً كيف كان سيعاملني؟"

دمعت أعين كريستين لتقول: "بالطبع كان سيكون جيداً معك يا حبيبتي"

مع انها كانت تقول العكس فوالدها لم يرغب بها أبداً و قد خاض شجاراً عنيفاً مع أمها حينما حملت بها! حتى انتهى بهم بمشاجرة في السيارة بعد ولادتها بفترة قصيرة ادت الى حادث شنيع و موتهما سوياً.

رن الجرس فوقفت كريستين بسرعة و قالت: "لا تخرجي من هذه الغرفة أبداً .. انه عامل سأتحدث معه و حسب"

اومأت بطاعة فقبلت جبينها و خرجت من الغرفة لتفتح الباب بتوتر كبير .. قابلها رجل كبير في السن تخلل الشيب في رأسه .. كان بنظرة باردة جداً.

و خلفه رجل يحمل حقيبة سوداء مربعة .. افسحت لهما مجالاً ليدخلا ثم تفضلا على الأريكة ليبدأ الرجل ذو الحقيبة بالتحدث: "مساء الخير يا آنسه .. تعرفين سبب تواجدنا هنا"

اومأت بضيقة لتقول: "لكني أعترض"

تنهد الشائب ليقول: "اسمعيني جيداً يا فتاة .. انتِ شابة حسناً؟ في منتصف العشرينات تعمل وظيفة مؤقتة هنا و هنا .. دعينا نتفاهم دون المحاكم .. مصلحتها معي كثيراً كما اني أبحث عنها منذ ثمان سنوات!!"

Night & Christineحيث تعيش القصص. اكتشف الآن