~ 2 ~

24.7K 1.4K 254
                                    

هيا يا صغيرتي .. استيقظي لنتناول أول إفطار سوياً"
فتحت ماريا عيناها لترى جدتها التي رأتها بالأمس لأول مرة ففركت عيناها لتقول بسرعة: "أين أمي؟"

مسحت على شعرها بحنية كبيرة لتقول: "ذهبت لوظيفتها الجديدة مع جدك .. بما انكِ اتيتِ متأخرة و لم تري المنزل هل تريديني أن أريكِ إياه؟"

تنهدت ثم وقفت من على السرير لتقول لجدتها: "حسناً لكن لماذا عيناك هكذا؟ هل تبكين يا جدتي؟"

فقدت نفسها لتبكي فغطت وجهها بيديها عن الطفلة فأسرعت ماريا بعناقها بتوتر كما تفعل مع أمها دائماً .. "جدتي لا تبكي .. هل فعلت شيئاً خاطئاً منذ أول يوم لي هنا؟"

نفت عدة مرات لتقول بغصة: "انتِ لا تخطئي .. تذكرت ابني فحسب .. أنا أشعر بنفس الشعور معك"

اكملت ماريا عناقها بجسدها الصغير و حزن ظاهر على عينيها الباهتتان.

و في الشركة

كانت تجلس كريستين لوحدها و تقرأ ذوقه في الطعام .. ستحذر على صحته دوماً و تقدم له الطعام الشهي و المفيد .. ضحكت بخفة ثم قالت: "يالها من وظيفة سهلة .. لا تستحق الراتب العالي بما أن المدير يأكل كل شيء بالفعل!!"

لن تقدم له الطعام فحسب بل ستحرص على نوع الطعام الذي يدخل الى الشركة و مصدره و ما سيقدم لكل موظف يعاني من أي حساسية.

سمعتها موظفة دخلت للتو لتقول: "بدلاً عن التحدث على مديرنا اذهبي له بالفطور"

تنهدت كريستين لتنظر لها بحدة .. لا تريد المشاجرة من أول يوم لكنها استفزتها فقالت: "يبدو انك تهتمين للمدير كثيراً"

وضعت أوراق بجانب الطابعة لترد: "في الحقيقة جميعنا نهتم له .. انه رحيم و ذو تعامل حسن .. لن تواجهي صعاب معه ابداً إضافة الى انه وسيم"

"مدهش .. لنراه اذاً"

حملت الأطباق لتسير نحو مكتبه بكعبها الأسود و شعرها الأصهب المفرود .. لاحظا أنظار كثيرة عليها و لم تعلم السبب تحديداً .. هل لأنها صهباء؟ أم لأن وجنتيها ممتلئتان؟

تجاهلت الأمر و طرقت باب المدير لتسمع همهمة .. فتحت الباب بثقة لتدخل و تقف أمام مكتبه بينما هو مستدير بكرسيه  و ينظر لملفه.

"صباح الخير أيها المدير .. سأضع هنا إفطارك"

أشار لها بيده فحسب و تركيزه على الأوراق فغضبت قليلاً لأنه لم يرد حتى التحية! و لم يلتفت لها فلماذا يحبونه الموظفين جميعاً!

وقفت عدة ثوان فلم يلتفت لها فاستدارت بتمالك أعصاب ليقف هو مستوعباً و قال: "مهلاً ، شكراً لكِ أيتها الجديدة"

تجمدت أطرافها و هي تسمع الصوت .. ارتجفت من داخلها كثيراً و هي تشعر بأنها ستجن .. هل تتخيل أم أن الصوت نفسه تماماً؟

Night & Christineحيث تعيش القصص. اكتشف الآن