الفصل الخامس
*****
فتح جاد باب منزله ودلف للداخل مضيئًا ضوئها وخلفه أسيف.. اغلق الباب فور دخولها ليراها تنظر لما حولها... ردهة متوسطة الحجم مفترشة بأثاثٍ فاخر ذات ألوان أعجبتها.. لم يدعها جاد تكمل تأملها حينما شعرت بذراعيه يحيطا جسدها يحملها فوق كتفه هاتفًا براحة :
- لقد تخلصنا من ثاني عقبة بحياتنا والأخيرة.. والأن دعينا نكمل حديثنا.. .حركت أسيف قدميها بتمرد وضحكت هاتفة:
- انزلني جاد لدي ساقين أسير بهما.. .لم يرد عليها ودلف لغرفة النوم يضعها على الفراش.. كادت تعتدل بجذعها ولكن جسده منعها عن ذلك حينما حاصرها بينه وبين الفراش.. نظرت للمعان عيناه ببسمة رقيقة وقالت :
- لمن هذا المنزل؟.. .أجابها وشفتاه تغزوان وجهها تقبيلاً :،
- لي.. .اغلقت جفنيها تستقبل قبلاته بقلبٍ مبتهج والبسمة لا تبرح شفتيها.. فخرج صوتها متهدج:
- أليس ملكًا لجدك!.. .قام كفه بمهمة نزع حجابها يجيبها :
- لا ليس ملكه.. وإنما ملكي بأموالي أنا بعيدًا عن مراثه العزيز.. .نظر لها بعدما غُرزت أنامله بخصلاتها.. وكادت تتحدث ولكنه داهم شفتيها يسكتها بطريقته.. فاليوم ليس للحديث.. اليوم هو السماح لمشاعرهما بالخروج والاتحاد.. لهمساتهما المليئة بالحب.. للمساتٍ كفيلة بأن تعبر عن ما يجيش بقلبيهما... فتاهت هي معه ترتوي بغيثه ونست ما كانت ستقوله سابحه معه في بحر عشقه وقد سلمته نفسها وقلبها بعدما تخلصت من كوابيسها.. حان الوقت أن تعيش بعيدًا عن القلق والخوف.. أن تعيش بجواره وترتوي من حبه.. حان الوقت أن تتخطى الماضي وتمحوه وتحبو للعشق إلا أن تتعلم السير به على يديّ زوجها وحبيبها.... .
*****
بصباح اليوم التالي.. كانت تجلس على الفراش بجانب هذا النائم بعمق تنظر له بنظرات حالمة.. لا تصدق للأن أنها زوجته.. بعدما كانت ستقع في بئر الأفاعي ظهر بحياتها وجعلها وردية لم تكن لتحلم بها...
مدت كفها تتلمس صدغه ببسمة رقيقة حتى يستيقظ... ولوهلة كانت تظن أنه سيستيقظ من نومه ويأخذها بين ذراعيه يكيل عليها بالقبلات لكنها صُدمت من ردة فعله وهو يقول بنزق :
- اذهبي والعبي بعيدًا يا فتاة واتركيني نائمًا.. .أبعدت كفها عنه والصدمة تحتل وجهها ورأته يتقلب وينام على معدته يكمل نومه بهناء.. فهمست بصدمة :
- أهذا هو الزوج المصري الذي يتحدثون عنه!.. .
*****
بمنزل ريماس....
كانت تقف أمام الموقد تعد الافطار لزوجها وصغيرتها الذي يلاعبها أباها بمرح على الطاولة خلفها.. استمعت لرنين باب المنزل فالتفتت تنظر لمعاذ بتعجب.. فمن الذي سيأتي لهم في هذا الصباح الباكر.. فجاد ينعم مع زوجته في منزله بعيدًا عنهم جميعًا.. ووالديها يمكثان عند جدها... وقف معاذ يجلس ابنته على المقعد بدلاً عنه وخرج يفتح الباب ليجد حمويه يقفان أمامه وبيدهما بعض الحقائب.. والبعض الأخر مع حارس البناية الذي يقف خلفهما... وبرغم تعجبه ألا أنه افسح لهما المكان ليدخلا وهو يقول بترحاب :
- أهلاً وسهلاً يا عمي.. تفضلي يا عمتي.. تفضلا.. .
أنت تقرأ
أرتويت بغيثه
Romanceقلوبًا جفاها القسوة والجحود فكانت أشبه بصحراءٍ جرداء لا يصلها الماء ولا الهواء... لا يوجد بها حتى نبتة واحدة.. وإن كان يوجد فستكون ذابلة أرهقتها سكرات الموت.... ولكن عصف فصل البرودة والمطر صحرائهم وروت إحداهم بغيث آخر... وهذا الآخر صعقه شعاع رعدي شح...