الفصل الثالث
*****
حينما يعصف بنا اليأس والوصول إلى جحر الشياطين يبعث لنا الله من ينجدنا ويخلصنا من ما كان.. فنتخطى الماضي ونحبوا لدروب العشق معًا.. .
*****
وقفت سيارة أجرة أمام المزرعة مترجلاً منها جاد.. أتجه للباب الحديدي وضغط على زر دائري يقع على جانب الباب ولم تمر أكثر من دقائق قلة حتى رأى هارون يخرج من غرفته القريبة من الباب مهرولاً عليه وقام بفتح الباب له يحيه باحترام...
دخل جاد المنزل وأتجه للدرج كي يصعد لغرفته فلمح ظل أحدٍ يتحرك أمامه تحت الدرج.. توجس من هذا الظل معتقدًا أنه لص فأخذ يهبط منه متجهًا نحوه.. فرأى أمامه فتاة تواليه ظهرها ورأسها يلتفت يمينًا ويسارًا كأنها تبحث عن شيء ما وبردائها الأسود أعتقد أنها لصة.. فسار لها ببطء كي لا تشعر به مخرجًا سلاحه من جانبه.. وما إن وصل لها حتى وضع فوهة السلاح على جانب رأسها وقبل أن تصدر أي صوت كتمه بكفه الغليظ الموضوع على فاها فما كان منها إلا سقوط الزجاجة من بين كفيها بصدمة وذعر مما حدث متحطمة إلى أشلاء صغيرة.. حاولت نزع كفه بكفيها ولكنها لم تستطع....
حينما أطبق على فمها بكفه أدى ذلك لالتصاق جسدها بجسده فتوتر قليلاً.. وباقتراب رأسه من رأسها وقعت نظراته على جيدها الظاهر من خلف الوشاح الشفاف بجانب ملامسة كفيها التي تريد تخليص فاها من كفه جعلته متصلب.. وتحرك جسدها المذعور محتكًا بجسده جعله متصلبًا أكثر وممسكًا بها بشدة أكبر...
اخترق صوت ريماس أذنه وهي تصرخ بغضب:
- أخفض سلاحك أيها المجنون.. .حررها جاد بذهول فابتعدت أسيف للخلف بذعر وكفيها يثبتان وشاحها على رأسها.. بينما نظر جاد لشقيقته وقال بقليل من التأثر من قربها المهلك:
- من تلك الفتاة ريماس؟!.. .صاحت به ريماس بغضب :
- تقصد من تلك التي كانت ستكون جثة هامدة بسبب تسرعك.. .تعجب جاد من عصبتيها فبادر بقوله :
- تسرع ماذا! لقد ظننتها لصة.. .كانت ريماس على وشك الصراخ به لكن معاذ أوقف حديثها يعنفها بصوت خفيض خيفة أن يستيقظ جدهم :
- أخفضي صوتك هذا ريماس.. .صمت قليلاً ينظر لجاد وكاد يحدثه لكن ريماس صرخت مرة أخرى :
- ليس لك دخل معاذ وأنت جاد لمَ أتيت الأن؟ .. ألم تقل أنك لا تريدنا أيها الحقير؟ .. .تأفف معاذ منها وكاد يزجرها مرة أخرى لكن سبقه جاد بهتاف غاضب:
- ليس لكِ شأن بي.. آتي أذهب ليس بيتكِ وحدكِ.. .كادت ريماس تصرخ به هي الأخرى لكن سبقها معاذ بالهرولة عليها ووضع كفه على فاها يمنع صراخها.. وهي بدورها حاولت الافلات منه لكنها لم تستطع وجاد ينظر لهما بضيق يعيد سلاحه لموضعه السابق....
كانت تنظر لهم ببلاهة.. فما تلك العائلة المجنونة.. وخاصةً تلك الفتاة ذات الشعر القصير.....
شهقت بصدمة من صراخ معاذ وابتعاده عن ريماس قليلاً حينما غرست أسنانها بكفه فسبها معاذ بسخط بينما هتف جاد بذهول :
- يا أبنة المجانين.. .
أنت تقرأ
أرتويت بغيثه
Romanceقلوبًا جفاها القسوة والجحود فكانت أشبه بصحراءٍ جرداء لا يصلها الماء ولا الهواء... لا يوجد بها حتى نبتة واحدة.. وإن كان يوجد فستكون ذابلة أرهقتها سكرات الموت.... ولكن عصف فصل البرودة والمطر صحرائهم وروت إحداهم بغيث آخر... وهذا الآخر صعقه شعاع رعدي شح...