الفصل السادس والأخير

790 40 7
                                    

الفصل السادس والأخير
*****
بعد ست سنوات.........
بإحدى المدارس الخاصة...
تقف أمام مكتب صغير نسبيًا يوضع عليه حاسوب بغرفة الوسائط.. قهوتيها تتركزان على شاشة الحاسوب تبحث عن ما تريده به وفي تلك الأثناء وجدت الطلاب يدخلون للغرفة... رمقتهم للحظات قبل أن تكمل بحثها وحينما وجدت ما تبحث عنه والذي يتمثل بأغنية باللغة الاسبانية  فتركت "الفارة" و نظرت للطلاب الذين ما إن دخلوا حتى انسجموا بالحديث مع بعضهم البعض... ضربت راحة كفيها ببعضها تزامنًا مع نبرتها المرتفعة حتى يعم على صوتهم :
-حسنًا يا شباب... اهدئوا.. .

صمتت للحظات حتى يصمتوا وما إن فعلوا حتى تحدثت مرة أخرى :
-الأن أنا سأشعل لكم أغنية... أريدكم أن تنصتون  لها جيدًا وتخرجوا منها كلمات على قدر المستطاع.. حسنًا.. .

اومأوا بنعم وقد تحمس البعض عكس الآخرين الذين يتذمرون لمجيئهم اليوم والذي لا يوجد به شيء مهم ليتعلموه!!!... فأشعلت الأغنية وتركتهم يفعلون ما أمرتهم به ووقفت خارج الغرفة تنظر برواق المبنى لترى مجموعة من الفتيات يمرن من أمامها وصوت ضحكاتهن المُبهجة تصلها... ابتسمت بحنان وعقلها يشرد كيف ساندها زوجها وحبيبها في إكمال تعليمها ودخولها الكلية التي تريدها... وحينما تخرجت سارع بمساعدتها لتتعين معلمة بإحدى المدارس الخاصة التي تليق بها..... وها هي بتلك المدرسة سنتين كاملتين تعمل بها وحظيت بصديقات كُثر وطلابٍ عديدة يحبونها على الصعيد الشخصي قبل المهني...
اخرجت هاتفها من جيب فستانها الفضفاض تبحث عن رقمه قبل أن تضعه على أذنها تنتظر إجابته ببسمة رقيقة......
بقسم الشرطة.... كان يجلس بمكتبه وأمامه فتاة لم يتجاوز عمرها الخامسة عشر ووجهها ممتلئ بالكدمات تبكي بقهرة وهي تشتكي من الفاعل وبجانبها والدتها تقدم أفادتها..... وفور خروجهما رن هاتفه... امسكه ليرى المتصل فابتسم ببلاهة لا تليق برجل مثله... وضع الهاتف على أذنه يستمع لصوتها المحبب له وهي تحدثه  :
-السلام عليك...(ثم قالت بالإسبانية) اشتقت لفاشلي.. .

ضحك جاد بمرح قبل أن يقول :
-وعليكِ السلام....(ثم قال بالإسبانية أيضًا) وأنا اشتقت لمعلمتي... .

قالت باللغة العربية وهي تبتسم بعبث:
-لقد أصبح فاشلي يجيد اللغة... .

اراح جاد ظهره للخلف على المقعد يرفع قدمه على المكتب الزجاجي وهو يقول بمكر :
-وهل يمكن حدوث غير ذلك وأنتِ معلمتي.. .

كادت تفلت منها ضحكة صاخبة ولكنها كتمتها وهي تقول :
-حسنًا سأغلق الأن قبل أن أفضح في المدرسة... و لا تتأخر علي حتى نذهب لريماس ومعاذ... .

-حسنًا لن أتأخر... لقد أخذت أذن حتى الغد... وسأذهب لآتي بشفق من الروضة ثم سأمر عليكِ تحت المنزل... فلا تتأخري بالنزول ولا تنسي سترتك أنتِ وأبنتك لأن هناك احتمال كبير أن تمطر ليلاً..... .

ضحكت أسيف بخفوت وهي تقول :
-لقد تعديت على وظيفتي يا سيادة المقدم... كل هذه تحذيرات... .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 11, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أرتويت بغيثهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن