ستة مرات

الفصل الثاني

"إذاً بماذا فكرت؟".

رمش جونغكوك النوم المتبقي بعيداً عن عينيه ، وهو يحتسي من فنجان القهوة السوداء الذي أعطاه العالم له.. كانا بالفعل في المصعد ينزلان لأسفل..كان الرجل الأصغر بالكاد قادراً على الخروج من غرفة نومه قبل أن يتم سحبه إلى هذا الصندوق المعدني الكبير.. كان عقله لا يزال ضبابياً من النوم وتدفقت أفكاره معاً عند السؤال ، لكن الشعور الذي تغلب على أي شيء آخر كان القلق المستمر من مقابلة المستنسخين أخيراً.

طوال الليل كان يحلم بهم ، كيف يمكن أن يكونوا ، كيف ستبدو أصواتهم، إذا كانت أيديهم ستُشعره بالدفء ، إذا كانت ابتساماتهم تصل إلى أعينهم كما هي ابتسامة جيمين..هل سيحبونه؟ هل سيتحدثون إليه؟ هل سيتركونه يدخل إلى رؤوسهم؟.. برزت العديد من الأسئلة الأخرى في ذهنه وأصبح يشعر بالفعل بصداع متزايد في مقدمة جبهته ، وأصابعه تصعد بشكل غريزي لتدليك صدغه والمنطقة الواقعة بين حاجبيه.

كيف سيمضي اجتماعه الأول معهم؟ هل سيصاب بالصدمة أو الخوف أو الفضول؟ هل سيكون قادراً على التحدث بشكل صحيح ، والإقتراب منهم كما لو كانوا بشراً عاديين؟ كان جزء منه يعلم أنه بحاجة إلى التصرف بشكل طبيعي ومهني ، لكن كان من الصعب أن يضع نفسه في مثل هذه العقلية عندما كان على وشك مقابلة أكثر تقدم علمي لا يُصدق عرفه الإنسان.

لم يكن جونغكوك سوى رجل عادي ، وضع نفسه في منصب ضابط القانون ، لكن هذا المنحنى في طريقه برمته قلب كل ذلك رأساً على عقب.

لقد كان جزءًا من شيء أكبر بكثير الآن.

"بالكثير".

ضحك جيمين وخرج من المصعد المتوقف ، وهو يخطو بخطى سريعة ومفعمة بالحيوية ، متناقضاً مع خطوات جونغكوك الغير مؤكدة والحذرة.. بدا العالم مبتهجاً وسعيداً، وكان أكثر نشاطاً بقليل من اليوم السابق ، ولم يستطع جونغكوك سوى التساؤل عن السبب.. حتى لو حفرت الدوائر السوداء تحت عينيه ، لكنه بدا أكثر إشراقاً من أي وقت مضى ، والإبتسامة الدافئة الممتدة على شفتيه يمكن أن تعني فقط أنه كان متحمساً.

بالطبع ، كان الرجل متلهفاً على الأرجح لعرض تجربته على شخص خارجي ، ولكن كان يبدو أن هناك شيئ آخر.. شيء لم يستطع جونغكوك التعرف عليه.

ليس بعد.

"هل كنت مستيقظاً منذ فترة؟".

نظر جيمين إلى ساعته التي أشارت إلى أنها كانت الساعة السادسة وثلاثين دقيقة ، وتساءل جونغكوك عما إذا كان عليه أن يستيقظ مبكراً كل صباح.. لا يعني ذلك بأنه كان سيمانع ، لكنه سيكون فرقاً صارخاً مقارنة بجدول أعماله المعتاد في نوبات ما بعد الظهر أو في الليل. "منذ حوالي ساعتين".