𝑃𝑎𝑟𝑡 3 .

691 44 43
                                    

رَماها على الأرضِ وبصراخٍ أزعجَ ليلةَ الجيرانِ الهادئة : 
" أُخرجي و انضَمي لفَيلق الإسْتطلاع ولكنْ تَذكري أنَ لا مكان لكِ بيننا " ، إنهَالت عَليها الكلماتَ كالصدمة كأنه حُلمٌ أو كابوسٌ بالأصح وتريد الاستيقاظ منه. 

نَعود لِذلك المنزلِ البَائس الذي كَان قَبلَ لحظَات مَنزلًا يَعُمهُ السلامُ والهدوء ، دَخل وهوَ غَير مُهتم بِما اقترَفت يَداه في تِلك اللحظات ، سَئلت الأم بأسى عَن حال ابنَتها قائلةً بصراخٍ ممزوجٍ بصوتِ نحيب : " أينَ هيا؟ ، مالذي فَعلتهُ بها؟ " .

بَقيَ الأخر صامتًا وفي نَفس وضعه وَاضعًا رأسهِ فِي كَفية بُغية التَفكير  لأنه لم يَقصد  ، لم يَفتح أي احد فَمهُ مِن الحضور فَقد كَان الجو متوترًا بما فيه الكفاية .

" عند فتاتنا " :
وقَفت مِن على الأرضِ ونَفضت التُراب مِن على ملابسها ، بابتسامةٍ على مَحياها ، فَعلت ذلك مُتحاشيةً نَظراتِ الشفقةِ الظاهرة من عُيون الجيران الحَارقة ، استَقامت ، وأكملت طَريقها المَجهول  .

بَدأت تَمشي .. تُهرول .. تَركض بأقَصى سُرعتها ، فَهي لَقد سأمت من سماعِ أصواتهم في أُذنيها ، " يا الَهي مَاذا فَعلت كي تُطرد هكذا " ، " أعَتقد أنَها فَعلت شَيئا شَنيعًا " سَمعت الكَثير مِن هَذا القبيل ، ظَلت تَركض وتَركض بُغية الهَرب مِن كَلامهم الجَارح هيا لم يَعُد لها القُدرة عَلى التَحمُل .

بَعدَ مُدة أدركت أنها في قَلبِ الغابة ، جَسدها مُهلك مِن الركض ، أُصيبت بِجفافٍ شديد ، عَيناها أُغرقت بالدموعِ ، أَحست ببرودةِ المَكان ، بَدأ جَسدها الهزيل بالارتجافِ ، لم تَكن تَقوى على الحَراكِ في الغَابة ، وَجدت كَومةَ صُخورٍ ، تَحَسستها ، وجَلست عَليها .

" نَعود للحاضر " :
أَحَست بالصداعِ وهوَ يُداهمها كُل مَا فَكرت في السبب ، كَيف بكلمةٍ مِنها قَلبت حَياتها رأسًا على عقب ، ولكن لا يوجَد وقتٌ للندم ، فَقد أجرَمت وهذهِ عُقوبة إجرامها .

سَمعت صوتَ مَعدتها وهَي تَصوي مِن الجوعِ ، شَدت عَليها فقد أكملت يومًا كاملاً بِلا طعامٍ أو حتى شراب ، وغَطت في نومٍ عميق  .

استَيقظت فَزعةً من الكابوسِ الذي راودها ، لَكن اتَضح أن هَذا الكَابوس هو واقِعها ، تنهدت و بدأت تلتفت لعلها تَجد أحدًا يُهديها لطريقِ الخروج .

دبَ الخوفُ في قَلبها ، وسَرت القَشعريرةُ في انحاءِ جَسدها الهَزيل ، حينَ سَمعت أصواتَ أقدامٍ لمجموعةٍ مِن الأحصنة ،  وهيا تهرول ، بللت رِيقها وحَاولت الاختباء ، فَهي لا تَقوى عَلى مُهاجمتهم .

"في نفس هذه اللحظة " : 
" جميعكم أجرو مَسحًا لهذهِ المَنطقة ، وأعَلموني اذا حصلَ أمرٌ غريب " تَفوه بٍهذهِ الكلمات وشَدَ عَلى حِصانه وانطلقَ يبحث هوا الأخر .
-
-
( يُتبع ..) .
-
-
جُمعة سَعيدة للجميع ، بارت خفيف وتشويقة للجاي  ، أتمنى ينال إعجابكم ، توقعاتكم ؟ ،  في أمان الله 🤍🤍.

لَقّد إِنْتَهَى .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن