في يوم من الأيام أتانا خبر مرض جدتي ، فقررنا الذهاب لزيارتها ، بعد ساعتين من الطريق وصلنا أخيرا بعد ان اطمأنت على جدتي صعدت الى غرفتي لأغير ثيابي ، فوجدت مرآة ضخمة هناك لم يسبق لي ان رأيتها فاعتقدت ان جدي هو من وضعها في غرفتي ، وذهبت لأغير ثيابي وعندما انتهيت وقفت امام المرأة لأرى ان كنت جميلة بتلك الثياب ، فاحسست بان هناك عين تنظر الي داخل تلك المرآة وعندما اقتربت لأرى لم اجد شيئا فظننت انني اهلوس ، نزلت الى الطابق السفلي ( منزل جدتي يتكون من طابقين ) فرأيت العائلة مجتمعة حول مائدة الطعام جلست بجانبهم ... مر ذالك اليوم بسلام إلى ان اتى اليل ...
في الليل سلمت على الكل لأصعد لغرفتي لكي أنام ، جهزت فراشي واستلقيت فيه وكانت المرآة امامي ، اغمضت عيني لكي أنام فسمعت صوت غريب خفيف يأتي من المرآة كأن هناك شخص بداخلها ، حاولت ان انصت جيدا بدون فتح عيني لما يقوله لكن لا جدوى لأنه كان يتكلم بلغة لم أستطع فهمها ، فتحت عيناي ببطئ شديد وانا في قمة الفزع رأيت ضوئا ابيض في المرأة ثم رأيت عينا تحدق بي داخل ذلك الضوء بدأت أحقق في تلك العين فرمشة خفت كثيرا لدرجة انني أطلقة صرخة كبيرة فرأيت وحشا مرعبا يخرج من المرأة ( كان لديه عين واحدة و أربعة أيدي ورجلين وفم مبتسم كبير ) يركض ناحيتي بمشية العقرب فوضع إحدى يديه على فمي ليحبس صرخاتي ألا منتهية وعندما أحكمني فتح فمه لدرجة كبيرة وكانت أسنانه ملطخة بدماء ، كان يريد ان يعضني ناحيت عنقي ، فجأة توقف عندما سمع بعض آيات القرآن التي تتلى ، فركض ناحية المرآة بسرعة كبيرا الى ان اختفى هو والضوء ، أغمضت عيناي لثواني استوعب ما حصل ثم فتحت عيناي عندما تعرفت على صوت قارئ القرآن .. نعم لقد كان جدي ، فرأيت أبي وأمي جالسان بجانبي في السرير وجدي يمسك بيدي ويقرأ القرأن الكريم ، فنهضت وانا أسألهم عن ماذا يحدث فأخبرني أبي أنهم كانو نائمين فأتاهم صوت صرخاتي ...
طلبت من أمي ان تنام جنبي وأن يتخلصو من تلك المرأة ... منذ ذلك اليوم وحتى الآن يدور في بالي سؤال واحد .. هل كان ذلك حلم أم حقيقة ؟!
