مارك يدرك أنه أسير في الحصن

117 4 0
                                    

- تجول مارك يعبر الغابات ، ووصل للتلال، و سافر عبر حدود القرى النائية وصولا لعنوان الديار. و بينما هو يمر عبر طرق معبدة . لمح رجلا ينتظر شخصا ما بنهاية المسار، لوح هذا الأخير له بيده ، فاتجه مارك نحوه .
- أتعرفني؟
- أنت السير مارك ذونغ. أليس كذلك؟
- بلى، إنني هو.
- أنا راسيل، أمين أسرار الكونت فاليوس. لا بد أنك سمعت عني من قبل.
- أجل، بالطبع.
- أرسلني سيدي لإصطحابك إلى الحصن.
- هذا لطف منه. كم من الوقت استغرقت عند انتظارك لي  ؟
- وصلت لتوي ، حوالي ٥ دقائق تقريبا. أجاهز للرحيل ؟
- هيا بنا إذن.
غادر الاثنان الزقاق متوجهين إلى عربة النقل، وضع مارك لوازمه في ظهر العربة بجانبه ثم  انطلق السائق.
- الكونت فاليوس بالقلعة الآن، و هو في انتظارك.
- آمل أن أكون عند حسن ظنه.
مرت عدة دقائق دون أن يشعرا بمرور الوقت و وصولهما.
- لقد و صلنا تماما.
أنزل مارك حقائبه مرة أخرى و ساعده السائق على ذلك.
- فتح راسيل الباب الخارجي بمصراعيه ورحب بمارك قائلا:
- تفضل إلى مكانك الجديد.
دهش الزائر لوجوده منزلا بدا مهجورا تماما منذ عشرين عاما. لكنه لم يكن كذلك بالفعل.كان مؤلفا من عدة حجرات تتداخل فيما بينها كأنها أصابع اليد المتشابكة ، أما سقفه فهو مزركش بكل أنواع الحجر الكريم و الرسوم بالألوان كعادة القلاع المشيدة وفق طرق هندسية نادرة.
أدخل راسيل مارك إلى حجرة و أشار بذراعه إلى طاولة مستديرة مرفقة بمقعد .
- هذا هو مكتب سيدي، أما الآخر الذي لفت انتباهك بالخارج فهو مكتبي.
كان يجلس على مقعد المكتب رجلا مريعا ، حتى إن مارك أخد يتصبب عرقا لدى رؤيته كما كان قد انتهى لتوه من تمارين رياضية ، وشعر بعدم الارتياح ، حتى إنه رغب في الانصراف . فعيناه جامدة و باردة ، تداعب شفتيه ابتسامة قاسية تزرع الرعب في القلوب، فشعر مارك بالرعب و الخوف الشديدين و اقشعر بدنه.كان الأمر بالغ الغرابة.
أدرك راسيل ما أثار انتباهه ، فاستطرد قائلا:
- أقدم لك الكونت فاليوس جوناثان.
أحس بصعقة كهربائية و و عكة صحية عند سماع هذه الكلمات . لم ينبس بنبت شفة، حتى إن ارتباكه دفعه إلى التفكير بصوت عال:
- ماذا!!!!
فوجئ راسيل بهذا الصراخ المفاجئ.
- ما الأمر؟ أهناك شيئا يزعجك.
- ل....ل.... لا شيء أبدا . تذكرت شيئا نسيته في محطة القطار. لكن لابأس  .ثم ابتسم ابتسامة ليخفي توتره .
- أردف راسيل: سيدي ، ها هو موظفنا الجديد.
-  أجاب الكونت فاليوس: اذهب لإنجاز مهامك، أرغب في الثحدث معه على انفراد.
لم يشأ مارك التكلم مع هذا الرجل المريع، لكن لا خيار أمامه سوى الانصياع للأوامر و الخضوع لها.
- أدعوك للجلوس .
- قعد بجانب المكتب. و حاول جاهدا إخفاء ضغطه.
- استهل فاليوس الحديث قائلا: أهلا بك، سمعت عن تجاربك و مهارتك في إتقان أعمالك ، لذا لم أجد مانعا في العمل لدي. أريدك أن تملأ هذه الاستمارات الورقية . ثم منحه ملفا به مجموعة من الأوراق . تابع: و بعدها أود أن تكتب لي خمس خطابات رسمية مملوئين بالبيانات ثم تطبعهم و وترسلهم إلى البريد نيابة عني.
- بأي تواريخ؟
- السابع و العشرون من شهر نيسان و اليوم الأول للشهر القادم.
-كما تريد.
نهض الكونت فاليوس من مكانه و تبعه مارك . فتح باب ردهة و استطرد قائلا:
- هذا هو مكتبك، هنيئا لك.
- أشكرك.
- أتركك الآن  لإنجاز مهامك ، إلى اللقاء. و انصرف الكونت إلى منصبه الرئيسي.
- لم يكد مارك أن يبرح غرفته حتى شعر بالراحة و الهدوء بين جدرانها المطلية باللون الوردي و الأبيض. كانت حجرة فسيحة ، بها سرير من الخشب الرفيع ، حوله بسط صغيرة كثيفة الوبر، فوقه حشية كبيرة سميكة كساها غطاء موشى بالأزهار المزركشة .يحيط بالسرير خزانتان صغيرتان فوقهما مزهريتان. تتوسط الجدار المقابل للسرير نافذة زجاجية كبيرة أسدلت عليها ستائر.وفي جهة اليسار ، يوجد مكتب نظمت فيه مجموعة من الكتب و الخطابات إلى جانب حاسوب إلكتروني للاشتغال.
وضع مارك ما كان يحمله جانب الحاسوب  و جلس على كرسي المكتب و هو يفكر بعمق.
- قال في نفسه: لم أتخيل أن فاليوس جوناثان سيكون بتلك البشاعة. أيكون قد يأسر كل من يعمل لديه غنيمة له؟ أيعلم كل من راسيل و البقية  بأسرار عنه و يكتمونها حفاظا على حياتهم؟ تم لم يدفعني صديقي للعمل لدى هذا السيد إن كان كما تخيلت؟ ألم يكن يعلم ذلك؟ لا بد من هذا ؟إن كان كل من هذه الاعتقادات في محلها فإذن أنا مسجون في منزل هذا الوحش.  تراكمت الأفكار في ذهنه حتى لم يعد قادرا على التفكير . ظل في حيرة من أمره بشأن هذا الموضوع. لكنه استسلم لعمله و بدأ يظطلع على  برنامج العمل و يدون  الخطابات المطلوبة منه طوال الليل.

فاليوس جوناثانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن