الخطوة السادسة والعشرون

500 64 24
                                    

___

ألحان الحُزن تأخذ مخيلاتنا بعيدًا تعيدنا إلى أيامٍ حاولنا طمسها من ذاكرتنا أو إلى مخاوف نخشى اللقاء بها مستقبلًا.

و ما كنا لتلك الألحان سوى مرحبين نستمع لها في كل ليلة نعجز بها عن النوم مع زجاجة نبيذ تلمع وسط عتمة أفكارنا تسحب كل الوعي منك على شكل رشفات لاذعة و هواء مسموم يحتل مكانًا في الرئة التي أثقلت من حمل الهموم والتنهدات الصامتة.

و في تلك الغرفة التي لا ينيرها ضوء يملأها دخان الناتج من أعواد التدخين والشراب يطغى على رائحتها.

«لمَّ قررتِ القدوم إلى سيؤول؟»
سأل التي تجاوره صاحبة الشعر الأشقر المتناثر بعشوائية أعلى أكتافها التى يتدلى منهما قميص أبيض قصير المظهر و مثير الهيئة.

«ضجرت من العيش في بوسان لم تعد تلك البلدة تروقني، ثم ألم تفتقدني أيها الفاسق!»
أنهت حديثها المترنحة حروفه أثر الثمالة بضرب كتفه المتعري من أي قطعة قماش.

«لم قد أفتقد إنسانًا تغير عن هيأته التي عهدتها؟»

«يا لك من بغيض قوي الملاحظة بيكهيون»
شتمته و هي تسخر منه تشاركه النظر نحو ستارة الشرفة المتطايرة بحرية أثر الهواء القوي في الخارج.

«ما الذي حصل لكِ؟»

«أُصبتُ بـلعنة تُدعى " الحب " لا أجد علاجًا لها والذي ألقاها علي إختفى بعد أن أدرك جريمته فيي وها أنا ذا أتيت إلى هنا كي أعيش مع أخي بعيدًا عن العائلة التي لا تنفك عن غرس سكاكين الألم في أعماقي من حديثهم الموبوء».

تنهدت بحزن نهاية حديثها ليكمل الآخر الزجاجة الرابعة في يده، قاطعت الهدوء تسأله.

«وأنت بيكهيون! أين إختفى ذلك الفاسق الذي لم ينفك سابقًا عن إرهاقي وإرهاق قلوب الفتيات بفتنته وشخصيته اللعوبة!»

إبتسم بسخرية على حديثها متحسرًا بما كان عليه وما حل به، كان كالمرض يخيم في قلب كل فتاة ويرهق كل عاهرة سلمته نفسها ليلًا بلمساته الأخاذة
وكيف صارَ الآن مريضًا بفتاة لم تكن سوى مهمة عليه وضع خط أعلى إسمها حين ينتهي منها إلا أنها كـالظل الذي لا يستطيع الإمساك به مهما كانت المسافات بينهما، و صارت صداعًا يلازم عقله وإضطرابًا خانِق لقلبه الذي خُذِل بسببها بعد أن رست مياه الأمان على طواحين شُخصها.

«لم أتغير ولكني أعاني من مرض هذه الأيام وسيغادرني قريبًا».

قهقهت الأخرى بخفة لتهمس بحسرة على حالهما
«يبدو أن أحدهم سوف يتبع خطاي المظلمة».

ADDICTION || BYUN BAEKHYUN {✓}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن