الخطوة الثانية و العشرون

526 72 30
                                    

_____

وسط تلك الأغطية البيضاء أراها تختبىء تنزف دمعًا حاولت جاهدة أن تخفيه خجلًا من أن أراها تبكي،تجهل حقيقة أني قطعت وعدًا على نفسي بأن أكون تلك الغيمة التي تسندها عند السقوط و تريحها عن الآلم

لو بإمكاني فقط إقتلاع ذلك الصداع من رأسها وأروى جفاف ثغرها على طريقتي،لو بإمكاني تخليصها من تلك الأعراض التي سببتها لها

أعلم كم من الصعب عليها التنحي عن طريق الإدمان بهذه السرعة إلا أني هنا كي أشجعها على سلك الطريق الصحيح

منذ فترة إقلاعها عن تلك الحبوب حتى اليوم و هي تعاني من أعراض طفيفة، وذلك أمر طبيعي قد يتعرض له أي مدمن سابق قرر الإنسحاب

تزايد ضربات القلب، صداع مقيت، جفاف الثغر، ألم مفاصل و جرعة من الاكتئاب؛ لهذا حرصت على ملازمتك طوال تلك الفترة السابقة أُلهيكِ قليلًا عن إضطراباتك

طرقت باب الغرفة بهدوء قبل أن أدخل حاملًا صحن باستا مظهرها لا يشجع كثيرًا إلا أن الطعم مقبول

«إلى متى تنوين الإختباء أسفل الأغطية!»

«أخرج أرجوك»
أردفت بصوتٍ مرتجف حفزني إلى التقدم منها و رفع الغطاء الذي تمسكت به بقوة عنها

«هل تشعرين بالخجل!»
سخرت منها في حين غطت الأخرى وجهها

تذكرت في هذه اللحظة حين تلامست شفاهنا في السيارة منذ قليل و بكل براءة تحدثتُ وسط شفتيها بأننا وصلنا، مهرجان الزهر الذي سطع على وجهها حينها لا يُنسى!

«أنتِ حمقاء فعلًا!
أنا طبيب و أعلم أنكِ لا تبكين ألمًا أو حزنًا بل لأن أعينك الإدمانية تجبرك على ذلك»

«لحظة أنتَ صيدلاني وليس طبيب»
سألتني بشك لأجفل بصدمة قليلًا وغيرت الموضوع بسرعة

«وكنتُ طيارًا في صغري وروبن هوود في مراهقتي وجوكر في شبابي، أي شيء تريدينه بإمكاني أن أكون عليه»

«أنتَ حقًا سخيف!»
أردفت بإشمئزاز في حين وافقتها الرأي في داخلي

أشاحت ببصرها نحو الطاولة المجاورة تناظر أقداح الماء هناك لتردف بإستغراب
«هل شربت حقًا كل هذا!»

«وبقيتِ تطالبي بالمزيد»
سخرت منها و أنا أشير إلى الكؤوس الستة المصطفين على الطاولة، هذا إنجاز قد شربت كل هذا في غضون ساعة واحدة فقط

«كنت على وشك ضرب نخب إنتهائي من ذلك الإدمان اللَّعين؛ لمَّ علي المعاناة بالمزيد!»

ADDICTION || BYUN BAEKHYUN {✓}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن