الفصل الثاني

82K 1.5K 23
                                    

الفصل الثاني

بعد أسبوعين كانت حور تستقل القطار المتجه نحو الصعيد وكانت تتوقع أن تري السائق بانتظارها فور وصولها للمحطة فأخذت تبحث بين الحشود عمن يستقلها إلي قصر الأنصاري . لكنها فجاءة تسمرت مكانها ،، جاسر الأنصاري بنفسه يتقدم نحوها ... و يحمل حقيبتها و يضعها في صندوق السيارة ..
سألها بلطف دون أن ينظر إليها
- يارب يكون سفرك كان مريح
ابتسمت حور وقالت:
أيوا الحمدلله كان مريح شكرا شعرت بارتعاشة في داخلها بقوة . يبدو أن الحفيد الأكبر يحتقرها .. هل اخفي فادي عنها شيء ..
قالت في نفسها :
-ياتري قال لصاحبه ايه عني الي يخليه كارهني بشكل ده
قطع جاسر حبل افكارها قائلا :
قدمنا حوالي ساعتين علشان نوصل القصر علشان هو في منطقة منعزلة زي ما كانت قيل لك جدتي بس اوعي يكون قلبك خفيف لأن الطرقات وعرة و المنعطفات صعبه .. هحاول اسوق علي مهلي ... قالها بجفاء دون النظر إليها .
قالت حور وهي تحاول أن تتجنب النظر إليه:
-شكرا علشان حذرتني بس ماقدميش غير أني أستحمل معنديش حل تاني
دون أن تنتظر الجواب أضافت :
- هو صحيح القصر معزول خالص عن البلد
أكد علي كلامها وقال وهو يركز في القياده:
أيوة واعتقد مش هتتأقلمي مع الوضع بسرعة الهدوء هناك قاتل و انتي واخده علي دوشة القاهرة بس شكلك موافقه علي الشرط ده علشان كده جيتي هنا
استمعت حور لحديثه دون أن تفهم ماذا يقصد ولكنها ألتزمت الصمت ...
قطع جاسر صمتها وقال:
ومافيش داعي تتظاهري بالبراءة و اكيد عارفه قصدي كويس ...
لهجته اللاذعه شتتت تفكيرها ، ففضلت الصمت بينما اهتم جاسر بالقيادة ..وبدون شك كان ينظر بفراغ صبر ان يصل الي منزله ليتخلص باسرع وقت من هذه المهمة التي اوكلته بها جدته ..
فكرت وهي تراقب وجهه العابس بصفات أهل الصعيد المشهورين بكبريائهم و عصبيتهم ، وأنهم شعب مضياف واجتماعي لكنهم في اكتر الأحيان يميلون إلى العزله و التمتع بحياة الريف علي ضجيج المدن هل ينطبق هذا الوصف علي جاسر ؟ لانه قضي معظم حياته بأمريكا و يمتلك الطبع الغربي و الشرقي أيضا هل هو يحمل صفات اهل الصعيد من غيره و عصبية أم صفات اهل الغرب من التحرر .عامة هو بجفافه يشبه الدب الشرس ،
قطع شرودها صوته وهو يقول:
- خلاص مفاضلش كتير قالها وهو يغير السرعه كي يسلك طريق ملتويا ...
قالت حور بصوت يأس :
إذا اضطريت لاي سبب ارجع القاهرة لازم افكر كتير قبل ما ارجع من طريق ده تاني ..
قالت لنفسها وهي تحبس أنفاسها .ربنا يستر من اللي جاي علشان لو مرتحتش في الشغل مش عارفه هرجع تاني الزاي الطريق بجد صعب جدااا انا ايه اللي عملتو في نفسي ده كان فين عقلي ساعتها
قررت قطع الصمت وقالت :
-شكل الحياه هنا صعبه جدااا
قال لها جاسر وهو مستمر في القياده:
-لو تقصدي علي حياة الناس هنا .. فعلا هي قاسية جدااا وارتسمت ابتسامة احتقار من زاوية شايفه ،،،،، بس متقلقيش حياتك هنا حتكون سهلة جداا خاصة وأن جدتي فكرت في كل حاجة علشان تريحك هتيعيش ملكة هنا ثم أضاف بنفس الاحتقار
أحست حور بالحقد من خلاله نظرة الكره التي رمقها بها يبدو أنه مستعد دائما لاذلالها . او أبعادها عن جدته . تذكرت كلام فادي .أنه شغلها هيكون قليل و الأجر عالي .
كلام جاسر أكد كلام فادي .. انتابها احساس أنهم يخفيان عنها شيئا ما ..
ليه مدام فضيلة محتاج لها ماهي ممكن تجيب دكتورها الخاص في اي لحظة
الحكاية فيها سىر
سألته حور مستفسرة :
- هو صاحبك فادي قالك علي السبب اني جيت هنا
أجاب جاسر باشمئزاز :
أكيد طبعا فادي صاحبي ومش بيداري عليا حاجة
أرادت أن تسأله ماذا قال له ؟ .لكنه زاد من سرعة السيارة وتخطي عدة سيارات ثم انعطف في طريق فرعي ...
قال جاسر بملل:
- أووف وصلنا أخيرا الحمد لله
بعد دقائق أوقف السيارة أمام قصر كبير ، أطلق زمور سيارته . في ممر مظلل بالاشجار .
أحست حور بضيق في صدرها ،، يبدو أنه غير مرغوب فيها هنا . أنها تجهل ما قد يكون قاله فادي لصديقة . ولن تتفاجأ بأن يكون فادي خانها للمرة التانية واتهمها أنها هي اللي تركته بعد أن جذبها المال الذي سوف تقدمة لها مدام فاضيلة ...

صعيدي ولكن عاشق بقلم نرمين قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن