١٦- لنبـدأ مـن جـديد.

57 8 13
                                    

مَر يَومَان علَى عَودَتِهم إلَى المَنزِل مُجدَدًا، الأجوَاء بِالمَنزِل مَشحُونَة بِالتوَتُر، مُنذُ عودَتِهم تغيّرَت حَالَة هيذر كَثيرًا ويُحَاوِل أوليڤر البقَاء بِجَانِبهَا.

يُحَاوِل الطِفلَان أيضًا نِسيَان مَا حدَث وكَان ذَلِك صَعب أكثَر علَى كلاي بِسبَب مَا حدَث مَع والِدِه أمَامَه، ولِذَلِك اليَوم لَا يُرِيد التحدُّث حَولَ مَا كَان يَمُر بِه وهُوَ وَحدُه كُل مَا قَالُه هُوَ أنّ سبَب عدَم عَودَتِه للمَنزِل أنهُ لَم يُكمِل مُبَارَاة الشطَرَنج بِشَكلِ صَحِيح.

جيمس لَم يُدرِك أمر وفَاة صَديقِه فِي بَادِئ الأمر ولَكِن بَعدَ استيعَابِه لُوحِظ أنهُ لَا يتحدَّث مَع أحَد وكَأنّ أدم كَان الوَحِيد الذِي يُشعِرُه بِالأمَل.

أما أوليڤر فهُوَ عَالِق بَينَ كُل هَذِه النِيرَان، فلَا يَعلَم مِن أينَ يَبدَأ، هَل يَجلِس مَع الصَغيرِين ويُحَاوِل أنْ يَجعلهُم يَنسُوا مَا حدَث ويستَكمِلُوا حيَاتِهم بِشَكلِ طَبيعِي، أمْ عَليه أنْ يَجلِس مَع والِدِه ويُحَاول تبَادُل أطرَافِ الحَدِيث مَعهُ وتَحسِين حَالَتِه النَفسِية، أمْ يلتَفِت إلَى المُشكِلَة الأكبَر هيذر، التِي لَا تأكُل أو تَشرَب وتَجلِس بِغُرفَتِهَا مُنذُ عَودَتِهم، حَاولَ كَثيرًا التحدُّث مَعهَا ولَكِنهَا لَا تُعطِيه فُرصَة، أم يُحَاوِل أنْ يَشرَح إلَى نَفسِه كَل مَا حَدَث، يُحَاوِل أنْ يستَوعِب كُلَ شَئ.

أثنَاء جلُوسِه بِمُفردِه فِي غُرفَتِه استمَع إلَى صَوتِ خُطوَات أقدَام قَادِمَة مِن الأعلَى، فخرَجَ مِن غُرفَتِه سَريعًا مُتجهًا إلَى الطَابِق العُلوِي ليرَى مَا يَحدُث.

رأى هيذر تتقدَم نَحوَ إحدَى الأبوَاب فاقترَب مِنهَا سَريعًا وأمسَكَ بِهَا وقَال:

"هيذر مَاذَا تَفعلِين!"، فقَالَت بِصُوتِ مُنخفض:

"ذَاهِبَة لِوالدِي ووالِدَتِي"، فحَاولَ أوليڤر إبعاَدَهَا فقَالَ:

"هيذر لقَد إنتهينَا مِن كُل هذَا لَم يَعُد هُنَاك وجُود لتِلكَ الأمَاكِن"، فلَم تُعطِ لحَدِيث أوليڤر أهمِية واقتربَت مِن إحدَى الأبوَابِ لتُبَادِر بِفتحِهَا، وكمَا قَالَ أوليڤر لَم يَعُد هُنَاك وجُود لتِلكَ الأمَاكِن، فنظَرَت هيَ قَليلًا لِلبَاب وسألَت:

"أينَ هُم؟"، فاقترَب مِنهَا أوليڤر وأمسَك بِيدَيهَا وأخبرَهَا:

"هيّا هيذر لِنَعُود إلَى غُرفَتِك"، فاستَسلَمَت لهُ وسَارَت مَعهُ نَحوَ غُرفَتِهَا.

-

أجلسهَا أوليڤر فِي فِرَاشِهَا وكَان سيهّم بِالرَحِيل ولَكِن أوقفَتُه هيذر:

Vindicta | ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن