يَركُض خَلفُكَ الكَثِير مِن الأشياءِ، يَركُض ورَاءَك الشعُور بالخوفِ المُستَمِر، الشعُور بفُقدَان شَغفَك، ويُمكِن أن يَركُض وراءَك شَخص، يُمكِن أنْ يَكُون صَدِيقُك الخَبِيث أو عَدُوَك الضَعِيف، يُمكِنُكَ الشعُور بأنّهُ خَلفَك الآن، وليسَ هذَا فقَط يُمكِنُكَ الشعُور بِه وهوَ يتحَسَس قدَميك الآن.
-
تستَيقِظ هيذر فجأَة وعلَى وجهِهَا علَامَات الفَزَع لتُحاوِل تَنظِيم أنفَاسِهَا ويقتَرِب مِنهَا أوليڤر سَرِيعًا ويَقُول:
"هيذر هل أنتِ بِخَير؟!"، لتُنقِل عينَيهَا نَحوُه وتَقُول:
"أنَا بِخَير إنّهُ كَابُوس فقَط"، لتَدُور بعينَيهَا فِي أرجَاء الغُرفَة ثُمَ تُخبِر أوليڤر:
"أينَ كلاي؟"، ليأتِيهَا صَوت كلاي مِن الخَارِج:
"أوليڤر لقَد وجَدتْ هذَا الطعَام أيَكفي؟، أوُه صبَاح الخَيرِ هيذر"، لتَرُد هيَ:
"صبَاحُ الخَيرِ كلاي، مَا هذَا الطعَام"، ليَأخُذ أوليڤر الطعَام مِن يَد كلاي ويُعطِيه لهيذر وهُو يَقَول:
"طلَبتُ مِن كلاي البَحثِ عَن طعَام هُنَا وأظُن أنّه وجَد، فِي الأغلَب مَن أتَى بِنَا إلَى هُنَا يُريدُنَا علَى قَيدِ الحيَاة"، لتَبتَسِم هيذر وتأخُذ مِن أوليڤر الطعَام وتبدَأ فِي تنَاولُه فكَانَت تحتَاج إلَى مَصدَر للطَاقَةِ بعدَ الإرهَاقِ التِي كَانَتْ تَشعُر بِه.
"ألَا زَال معكِ هذَا الدَفتَر الذِي وجدنَاه"، وجّه أوليڤر حَديثَهُ إلَى هيذر فعقَبَت علَيهِ وهِيَ تَأخُذ الدَفتَر مِن علَى الأرضِيَة بِجانِبهَا:
"هَا هيَ"، فأخذَهَا أوليڤر وبدأَ فِي فَتحْ أولَى صفحَات الدَفتَر وقرأَ أولَ صَفحَة:
"مُذكِرَات كَاليب ويلسُون"، وبدأَ فِي القرَاءَة.
-
الحَــادِي عَشـَر مِن نُوفمــبِر عَـام ١٩٩٨.
مُنذُ شعُورِي بالضَجَر فِي هذَا المكَان الغَرِيب قرَرتُ تَسلِيَة وَقتِي فِي كِتَابَة مَا أمُر بِهِ هُنا.
فِي بِدَايةِ الأَمرِ شَرحُ مَجِيئِي إلَى هُنَا أمر مُعقَد قَليلًا، كُل مَا أستَطِيع قَولُه هُو أنَنَا كُنّا مُراهقِين طَائشِين، نَعَم فلقَد جِئت هُنَا فِي أوِل يَوم مِن السَنَة لهذَا العَام مَع أصدِقَائِي، كُنَّا نُرِيد إكتِشَاف مَاهِيةِ الأمرِ فَقَط، حسنًا فِي جَمِيعِ الأحوَالِ مَا حَدَث قَد حَدَث.
أنت تقرأ
Vindicta | ✔️
Pertualanganعِــندَمَـا يتَـوَقَفْ الكُــونْ بأكمَــلَهُ عِنْــدَ لَحْــظَة مُعــيّنَة، اللَــحْظَةُ المُـنتَـظَرةُ مُنذُ عقُــودِ عَديـدَة، ليتَــغيّرْ كُلُ شئ، ليَنْقــلِبْ العَالَـم رأســًا على عـقْب، لتُـحَطّمْ الأحلَام الـوَردِية، أهلًا بِكُم في عـالَ...