١

1.3K 128 25
                                    

ماذا إن وَجدتَ نَفسكَ بِجَوفة مَكانٌ دَيْجُور
يَجوبهُ اللَونُ الأسود لِظَلامِةِ الحالِك
ضَبابٌ مُخيفٌ ياكلُ تَفاصيل السَماء
وَ أصواتُ المَطر تَتَخلل مَسامِعكَ كَمَعزوفهٌ
مُخيفةٌ كَما تَجدهُا تِلكَ الفَتاة الَتي تَتَوسطُ سَريرها
..
أفتَحُ مُحِيطاتُ عَيناي الَتي غَلَبها اللونَ الَسود وَالغَواش لِأُعايدُ أغلاقها بِمحاولة البَحلقة جَيداً
رائِحة الأدوية وَالعِلاجات قَد طَغت عَلى رائِحة إي شئٍ أخر يَتَخللُ أنفيَ
فَتَحتُ مُيحِطاتُ عَيناي مَجَدَداً ليقابِلَنيَ ذَلكَ السَقفُ الرَمادي
أشحتُ بِعَيناي مِن عَلى السَقف مُحَرِكَةً إياها بِعَشوائية داخِل تِلكَ الغُرفة الكَئيبة
التي قَد طَغى عَليها اللونَ الرَمادي بَينَما زَغارِفٌ هادئهً رُغمَ لَونَها الَأسود قَد تَوسَطت بِضعاً مِن تَفاصيل الغُرفة
أستَفقتُ مِن تأمُلي لِتَفاصيل الغُرفة عَلى ألَمٌ فَتاك إختَرقَ رأسي جاعِلاً مِني أضَعُ أنامِل يَدي الصَغيرة عَلى رأسي ضاغِطَةً عَليةِ بِخِفة
بِمُحاوِلةً فاشِلة كَي أخفي الألم او أجعَلَهُ أخَف
..
دَخَلت عَلي تِلكَ السيدة الَتي قَد تَعَدت بِدايات العَقد الثاني،أي إنَها تَكبِرَني عُمراً وَكيفَ لي أن لا أعلَم وَهُنلكَ تَجاعِيدٌ خَفيفةٌ عَلى مَلامِح وَجهَها
كَما قَد بانت إنَها بِنِهايات العَقد الثالِث مِن عُمرَها

تَقَرَبت مِني بِخَطَواتٌ رَزينة بَينَما إبتِسامةٌ صَغيرة قَد جَعَلت مِن تَجاعيد عَينَيها تَظهرُ أكثر
مُردِفةٌ بِصَوتٌ هَجس
"أ أنتي بِخَير عَزيزَتي"
هَزَزتُ رأسيَ بِخِفة سائِلَةً أياها
"أين أنا!؟"
"أنتِ بالمَشفى لَقد إسطَحَبَتُكِ امرَأةٌ كَبيرةٌ بال سِن إلى هُنا، قَد وَجَدَتُك مُغمى عَليكِ وَ أحضَرَتُكِ لِهُنا قَبلَ أسبوع"
صاعِقةٌ قَد حَلت عَلى رأسي
'أُغماء،أسبوع،سَيدةٌ عَجوز!'
أفكارٌ كَثيرةٌ تَتَصارعُ داخِل عَقليَ...أسِئلةٌ أوَد أن أطرَحَها عَلى أحَدٌ أعرِفَةُ لَكِن ليسَ لَدي أحدٌ وكأنيَ فَقَدتُ ذاكِرَتيَ
مَاذا يَحدثُ مَعي!

إستَفَقتُ مِن شِروديَ عَلى صَوت الطَبيبة
"عَزيزَتي لَقد فَحَصتُكِ سأخبرُ المُمَرضه بِإحضار مَلابِسٌ جَديدةٌ لَكِ بَينَما أنتِ يُمكِنَكِ الذَهاب لِلأغتِسال"
إيمائٌ صَغيرٌ قَد خَرَجَ مِني
بَينَما الأُخرى قَد إكتَفت بِالرَحيل موالِيةً ظَهرَها لي
..
إذ إشارةٌ كَبيرة وَ رَسمةٌ حالِكة السَواد قَد وُضِعت عَلى مُنتَصف مُعطَفها الطِبي
رَسمةٌ غَريبةٌ قَد بانت كقَصرٌ أسودٌ قَديم
..
إستَقامَت مِن عَلى سَريرها لتَخطوا خُطَواتِها
الَتي بانَت كال خَطوات المُضطَرِبة
بِسبب عَدَم مَشيها لِفَترة إسبوع تَقريباً
لتَسمع صَوت نَقَراتٌ قَويةٌ عَلى النافِذة
فُضولٌ أجتاح اوصالِها
لتَتَوَجهُ نَحوَ تِلكَ النافِذه الكَبيرة
تَأمَلَت بِها لِلَحَضاتٌ كادَت أن تَصبح أعوام لِشِدة طولها
ليَمرُ كَياناً أسودٌ كَبير
قَد جَعلَ مِن الأستِغراب غِلافٌ لِمَلامِحها الساحِرة
وَما أجمل مَلامِحُها الأنثَوية
مَلامِحٌ هادِئةٌ لَطيفةٌ إمتَزَجت بِبَعضٍ مِنَ الحِدة وَالقوة
ليُغافِلَها كائِنٌ أشبَهُ بِالغُراب الضَخم ذا أعينٌ جاحِظةٌ مُخيفة ذات لَونٌ زُمُرديٌ صارخ
جاعِلاً مِن كِلتا عَينيةِ الجاحِظة أعينٌ مُخيفة،
فَرَغت فاهَها لتَخرجُ مِن ثُغرَها صَرخَةٌ أُنثَوية بِسَبب خَوفها مِن ظهورةُ فجأة
ليَبدء النَقر عَلى النافِذة وَ أصواتٌ لَطيفةٌ خَرَجت مِن بَينَ مُنقارةُ الحاد وَالضَخم إذ كان أشبه بِمِنقار نِسرٌ ضَخم

لَحضات حَتى سَمعت صَوت طَرَقاتٌ عَلى الباب يَصحَبها صَوت فَتاةٌ
"سَيدَتي إنَ الطَبيبة أرسَلت لَكِ هَذه المَلابِس"
تَقَرَبت مِنَ السَرير واضِعةً الألبِسةَ عَلية مُغادِرة الغُرفة
..
لتأخُذ نآمي المَلابِس
مُتَجِةً لِلحَمام
إذ بِه
حَمامٌ مُتَوسطُ الحَجم يَطغي عَليه اللَونَ الَسود الحالِك وَالذَهَبيَ اللامِع
أذ إنعَكس عَليه وَجهَها وَ جَسَدَها عَلى الَأماكِن ذات اللَون الذَهَبي بِطَريقةٌ غائِشة
بَينَما حَوضُ الأستِحمام ذات لَونٌ ذَهَبيٌ مُماثِل قَد ملأتهُ بالمياة الدافِئة مُغرِقةً بِهِ جَسَدَها الصَغير ذا القَوائِم المُثيرة
ما أجمَل أصغَر تَفاصيل هَذه الفَتاه الَتي تُدعى نآمي..فَهيه مَثَلٌ أشبَة بِال مَلاك وَ أقرَبُ للهَلاك
ذات أعينٌ تَتَغَلب بِجَمالِها على مُحِيطاتُ العالم ، وَ بَشَرَةٌ حَليبية، بَينَما تَمتَلِك شَعرٌ طَويل يَجتَمعُ بِه سَواد الليل وَ حَلاك الهاوية ، شِفَتين أشبَهُ بِزَهرة أمارلس وَ طَعمٌ يَجتَمعُ بِه أفخَم أرحِقة الخَمر
ذات طُولٌ لا يَتَجاوزُ المائة وَالسِتين
تِلكَ الفَتاة الجَميلة الَتي وَقعَ بِحُبِها جَميع رِجال العالم ..لِشِدة فَتانَها

خَرَجت مِن حَوضِ الَستِحمام لتَقِف أمام تِلك المِرآة الكَبيرة فاضِحةٌ عَن جَسَدَها العاري وَ وَجهَها الباري
تَقَدَمَت بِأنامِلَها واضِعَةً أياها عَلى المِرآة الَتي تَشَوَشت بِفِعل بُخار الماء الدافئ
ماسِحَةً عَليها لِتَظهر مَلامِحُها بِصورةٌ واضِحة
عَقَدَت كِلتا حاجِيبَيها مُستَغرِبة لِسبب
وجودِ عَلامةٌ أشبَه لِأجنِحَةٌ ضَخمةٌ سَوداء
مَرَرَت أنامِلَها عَلى العَلامة الَتي تَوَسَطت مابَينَ عَظمَتين تُروَقِها
طَرَدت أسئلَتَها الَتي أكَلَت رأسَها مِنَ الداخِل لِكُثرِها ماخِذةً تِلكَ المَلابِس مُرتَديةً أياها
خارِجةً لِخارِج غُرفَتها
...

غُموضٌ بدأء بِأكلَ رأسي
وَ أسئلةٌ جأبت عَقلي
فَما سأفعلُ يا هَذا بَعدَما الشَكْ قَد غَلفَ عَقلي؟!
.
.
تَجاهلوا الأخطاء الأملائية
لا تَنسوا التصويت من فضلكم

ومشاركة رأيكم بالقصة او الأحداث💬
شكرا
💖

نَعيْقُ الغُرابْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن