chap~1

120 14 27
                                    

"عقلاطفية"
عاطفية جدا ..جدا
لكن ذلك لا يتعارض ابدا مع قدرتي على منح حق الزعامة لعقلي ،في المواقف التي تتطلب العقلانية ...
ليس لمشاعري سلطة مطلقة علي ،ولا تملك اي صلاحيات مرخصة للتحكم بمساري في الحياة ...
------------------------------

تنهدت مغلقة الكتاب امامها ،لقد وجدته قبل ايام في غرفة والدتها ، و توشك ان تقول انه بقلمها، نظرت لنافذة بجانبها بعد ان سمعت صوت العربة بالخارج ،نهضت بهدوء متجهة صوبها ،ابعدت الغبار عنها لتتمكن من الرؤية .
انها عربة اخيها عاد من المرج ووالدتها .

خرجت من المكتبة التي اضحت مكانها المعتاد بعد التدريب "تريڤانيا " كانت والدتها ،"نعم " اجابت بهدوء "اخبرني والدك انه سيكون هنا عند عودتي "
"في الحديقة الخلفية " اجابت متجهة للخارج " حسنا ،الى اين ؟" نبست متسائلة آخر كلامها ، "بربك امي منذ متى تسألين سؤال كهذا !" اجابت متجهة خارج القصر "كيف سؤقنعها بخبر انتقالنا ،هي حثما ستثير ضجة في الارجاء " تنهدت مبتعدة .

"يا احمق انا هنا " لوحت بيدها للذي يتذمر لتأخرها "لايزال الوقت امامك آنسة تريڤا لما اتيتي الان ،كان عليك التأخر اكثر هاه !"قال مع ابتسامة جانبية ، "كفاك ثرثرة الا تنوي التدرب " نظرت له بطرف عين "يا فتاة انا هنا لنصف يوم تقريبا سأموت من العطش وتتكلمين عن التدريب " .
"الجو حار اليوم لكن مناسب " ، " مناسب لك فقط ،هيا تدربي انتي انا سأستريح هنا "، اكمل مشيرا لظل الشجرة امامه ،جلس يشاهدها وهي تستعد لاطلاق السهم صوب البقعة المحددة على جدع الشجرة .
"بارعة ! لكن ليس ببراعتي " قلبت عينيها وهي تجهز الثاني "تريڤ! أجلي تدريبك لوقت آخر ودعينا نستمتع بايام الخريف الاخيرة " ،" ديلان ، انت تزعجني هلا اقفلت فمك ؟" نفظ ملابسه من آثار الاوراق الدابلة " اريد منك قضاء بعض الوقت معي بما انها آخر ايام لك هنا " كانت على وشك اطلاق السهم ،لكن تجمدت مكانها ،التفتت له وهي ترمقه بنظرات الاستفسار "ماذا لا تنظري لي هكذا ،انا فقط سأشتاق لك " نبس بصوت باكي مزيف "فسر " ،"فسر! ماذا سؤفسر ؟!"،
"ديلان لا تختبر صبري ،اقسم ان لم تفسر كلامك سيخترق هذا السهم جمجمتك الفارغة " نبست وهي تصوب السهم عليه " تمهلي با فتاة فقط اهل المنطقة يتكلمون عن انتقال الوزير الى آرتو ، وظننت انك تعلمين بالامر " ، "امي !" نبست عند اطلاقها للسهم بعصبية ،لملمت نفسها متجهة للقصر ، نظر للسهم المستقر على جدع الشجرة خلفه ، " قريب جدا ، تريڤ ! سأقتلك فقط انتظري " صرخ آملا ان تسمعه " خرقاء "

رمت القوس بهمجية على الطاولة ،" متى كنتم تنوون اخباري بالموضوع !" ، نظرت لها والدتها " تريڤانيا ،لقد علمنا بالامس ايضا " ، " يجدر بنا الذهاب غدا " ،" لكن ابي .. ،"تريڤانيا! ". حملت قوصها واتجهت لغرفتها ،"الصبر لعنادها " ،"لا تتذمر ،لانك المسؤول الاول ،لو تركتني اخبرها لما تطورت الامور ".

"يالها من عائلة عظيمة " نبست ساخرة .
داعبت الرياح بعض خصلات شعرها المتدلية بمجرد خروجها لشرفة ،نسمات الخريف الدافئة ،تجعلها تنجدب لهذا الفصر دون غيره ، فتاة هادئة ،ونسيم دافئ ، نزعت رباط شعرها ،فإذا به ينسدل على طول ضهرها وتتوقف مسيرته على منتصف فخضها ،الفتاة دات الشعر المعكوف ،البعض يلقبها بهذا الاسم ،من شبه المستحيلات رؤية شعرها منسدل ،فقط اما مربوط كديل حصان او كعكة مبعثرة .
نظرت لانعكاسها في المرآة ،لقد ازداد طول شعرها ،ابتسمت ترجعه للخلف "الان افظل " سمعت طرقا خفيفا على الباب ،انه لوان ،من الغريب تمييز الاشخاص من اشياء كهذه ،قلبت عيناها واتجهت للشرفة مجددا، تنهد لوان فهذه عادتها ،لا حياة لمن تنادي ،وقف بجانبها يحدقان امامهما " اذا ..الجو جميل " قال ملطفا الجو " نهاية الخريف ،لها لذة خاصة " ،نظر لها " بالضبط" ،تنهد يرجع بصره للامام"لوان " نادته ليكون جل تركيزه معها " هل توافق رأي ابي ؟" لم يلتفت لها فقط اجاب " وماذا تظنين ؟من الضروري اطاعة ابي في هذه الامور " ،ارجعت خصلة خلف اذنها "حسنا ،اشعر وكأني لن اعود لهنا وهذا يحزنني نوعا ما " ،" لا اظن ذلك ، لكن من الضروري اطاعته هذه الفترة" ،نظر لها واخيرا ترك يده تلمس شعرها ،" اصبح شعرك اجمل من ذي قبل " قبل رأسها و اتجه للخارج .
كانت آخر ليلة لها بهذا القصر ،كانت ليلة هادئة ،فقط صوت صراصير الليل ما كان يسمع في الارجاء ، تبقت بضع اسابيع ، بضع ايام ، توديعية للخريف ، و استقبالية للشتاء .

"اذا تقولين انك وافقت على الرحيل "، "نعم ديلان ، سأذهب " ،تنهد يجلس على اوراق الاشجار اليابسة ،"اظنه الوداع ، صحيح؟"
"لاتقل ذلك ،سوف نلتقي بالتأكيد "، "لا اظن ذلك تريڤ " جلست امامه تحدق به " انا حقا لا اريد الذهاب لكن شيء ما يجدبني او بالاحرى يحثني على اتباع قرار والدي هذه المرة " ابتسمت آخر كلامها " حسنا ، من الصواب اتباع قرار والدك ،سأكون بخير مع هذا ،لكن اظن اني سأزورك على الدوام يا صاحبة الشعر المعكوف " ضحكا على سخافتهما ،كانت آخر دقائقها مع صديقها الوحيد ،لذا قررت الاستمتاع معه قدر المستطاع ،كان توديعا لطيفا مع ابتسامات وضحكات .
.
. انتهى...
.
.
.
-تريڤانيا !
..اجل
-ياليته يختفي
..وانا ايضا

******************★****************

 ★عواطف مختلفة★حيث تعيش القصص. اكتشف الآن