11/ جاسوس في البنتاجون

539 60 0
                                    


احتقن وجه ( دون ريكاردو ) من شدة الغضب ، ولكنه تمالك أعصابه ، وقال بصوت هادئ النبرات هكذا بكل بساطة ، تخبراني أن رجلا واحدا قد تغلب عليكما وأنها تركبان سيارة

قال ( ماريو ) بصوت مرتعد : صحيح أنه

رجل واحد یا ( دون ) ، ولكنه ليس رجلا عاديا .. إنه شیطان

خبط ( دون ريكاردو ) على المائدة التي أمامه وصاح بغضب شديد : وهل أنتما ملاكان ؟ هل تعجز ( المافيا ) عن التخلص من رجل واحد مهما بلغت قوته

ثم استعاد بروده وهو يقول :

- كما أن قوانيننا لا تسمح بالفشل

صاح الرجلان بذعر ، وأخذا يتوسلان عندما صوبت إليهما عدة مسدسات في آن واحد، وتوالت الجدران العازلة للصوت إخفاء دوی الرصاصات التي انطلقت بلا رحمة

اجتازت عربة سوداء فاخرة مبنى الإدارة العسكرية الإستشارية للبنتاجون ، وقدم راكبها التصريح الذي يحمله إلى حارس البوابة وهو يسعل ..


ألقي حارس البوابة نظرة سريعة على التصريح ، وابتسم وهو يقول :

- ولماذا التصريح هذه المرة يا مستر ( جوزيف ) ؟

فالجميع هنا يعرفونك ، حتى لو حضرت مبكرا بخلاف عادتك

أبتسم ( جوزيف )، وأشار بتحية بسيطة إلى الحارس ، وانطلق بسيارته إلى الداخل ، ثم توقف بها أمام مبنى من أربعة طوابق ، وهبط بهدوء ، ثم اجتاز مدخل

المبنى بثبات ، واتجه إلى المصعد الخاص واستقله إلى الطابق الرابع .. وهناك وقف ينظر في أنحاء الممر ثم اتجه إلى المكتب الذي يحمل لافتة كتب عليها

( مدير مكتب الرئيس الاستشارى )،


وحياه عامل النظافة وهو في طريقه قائلا

بصوت مملوء بالدهشة :- صباح الخير يا مستر ( جوزيف ) .. لماذا أنت مبكر هذا الصباح ؟

سعل ( جوزيف ) وهو يخفي وجهه بمنديله ، ثم فتح باب الحجرة واندس داخلها ، متجاهلا إجابة سؤال عامل النظافة ، ثم أخذ يجول ببصره في الحجرة ،


وعلت شفتيه ابتسامة ساخرة ، وهو يقول لنفسه : ترى أين توضع الملفات السرية الخاصة بالتسليح يا مستر ( جوزيف ) ؟

وجعل يبحث بسرعة ومهارة ، ولكنه لم يجد شيئا على الإطلاق ، فاجتاز الباب الذي يفصل بين مكتبه ومكتب رئيس المكتب الاستشارى العسكرى ، وألقى

نظرة على صورة الجنرال ( روبرت مارك ) التي على مكتبه ، وقال بنفس اللهجة الساخرة عذرا يا عزيزي الجنرال سأقوم بتصوير هذه المستندات تحت سمعك وبصرك وبعد دقائق من الفحص السريع رفع عدة أوراق أمام وجهه ، وابتسم وهو يقول :- أخيرا .. ها هي ذي الأوراق اللازمة .. والآن إلى الخطوة التالية

وتناول أحد الكتب العسكرية التي في المكتبة الصغيرة بجوار مكتب الجنرال ( روبرت مارك ) ، ووضعه فوق جرس الاستدعاء المثبت على المكتب ،

وتأكد أنه في الوضع الصحيح ، ثم أخرج آلة تصوير صغيرة ، وأخذ يلتقط عدة صور للاتفاقيات العسكرية السرية بسرعة ومهارة .

وما هي إلا لحظات حتى فتح أحد رجال الحرس باب المكتب .. وهو يقول مبتسما :

- هل استدعیتی یا سیدی ؟

ثم حدق بدهشة في ( جوزيف ) ، الذي انحنى على. الأوراق يقوم بتصويرها ، وصاح بدهشة :- مستر ( جوزيف ) ؟.. ماذا تفعل بهذه الآلة التصويرية ؟

تناول ( جوزيف ) محبرة صغيرة من فوق المكتب ، وقذف بها رجل الأمن متعمدا أن يخطئه .. تفادي رجل الأمن المحبرة بدهشة ، ثم أسرع يسحب مسدسه ، ولكن ( جوزيف ) كان أسرع منه .. فقفز عليه برشاقة وعاجله بعدة لكمات سريعة ومتلاحقة ألقت بالرجل أرضا ، ثم أسرع يجري في الممر ، ويهبط السلم بدلا من

انتظار المصعد ،


غير ملتفت لعامل النظافة ، الذي أخذ

يصيح بدهشة وذعر :- ماذا حدث يا مستر ( جوزيف ) ؟ يا إلهي !! ماذا حدث ؟

أسرع ( جوزيف ) يهبط درجات الطوابق الأربعة بسرعة ، ثم يقفز في سيارته وينطلق بها بسرعة ، وعند البوابة أوقف السيارة ، وصاح في حارس البوابة بلهجة

حادة آمرة

افتح هذه البوابة اللعينة ، بسرعة

أسرع الحارس يفتح البوابة وهو يتساءل في دهشة :

- ما الذي حدث یا مستر ( جوزيف ) ؟

وما أن فتحت البوابة حتى أسرع ( جوزيف ) بسيارته بسرعة كبيرة ، ولم تكد تغيب عربته في الأفق حتي تلقى حارس البوابة اتصالا لاسلكيا من رجل الأمن الذي قال :- أوقف المستر (جوزيف )، لا تسمح له بالخروج .. هناك ما يؤكد أنه جاسوس

فتح حارس البوابة فمه دهشة ، وأسرع يلتفت إلى عربة ( جوزيف )، ولكنها كانت قد اختفت وبداخل العربة


أبتسم ( أدهم ) بسخرية ، وقال لنفسه

وهو ينزع تنكره المتقن :- لنر كيف ستواجه هذا الموقف یا مستر ( جوزيف ) .، وما هذه إلا البداية ما دمت قد قررت محاربة ( أدهم صبری ).

قناع الخطر الرواية 3 من سلسلة رجل المستحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن