قناع الخطر الرواية 3 من سلسلة رجل المستحيل

8/ تحالف الثعالب

توقفت عربة ( فورد ) فاخرة أمام البوابة الحديدية الضخمة لقصر منيف ، وتقدم منها أحد ثلاثة رجال يحملون المدافع الرشاشة ، على حين صوب الآخران

مدفعيهما إلى العربة .. انحني الرجل ليفحص وجه سائق السيارة ، وراكبه الذي يجلس في المقعد الخلفي ..

قال الراكب بهدوء :- أنا ( حايم شیمون ) .. عندي موعد مع

( دون ریکاردو )

رفع الرجل جهاز إرسال واستقبال صغير أمام وجهه ، وقال دون أن يبعد عينيه عن ركاب السيارة :- ( حايم شیمون ) .. نحيل أصلع الرأس ، أشيب السالفين .. أنف أجدع ، عينان ضيقتان ومعه سائق بدين أحمر الوجه

ثم استمع إلى عبارة قصيرة عن طريق الجهاز الذي يحمله ، واستدار مشيرا للرجلين ، فقاما بفتح البوابة في الحال .. اجتازت ( الفورد ) بوابة القصر ، وسارت في الممر الطويل مدة ثلاث دقائق قبل أن تتوقف أمام القصر الفخم .. وبعد أن فحصها رجل ضخم الجثة يحمل هو الآخر مدفعا رشاشا سمح لراكبها بالهبوط .

هبط ( حايم ) بهدوء وصعد في السلالم ، ثم اجتاز باب القصر ، وابتسم ابتسامته الصفراء عندما وجد أمامه رجلا بدينا يرتدي نظارة طبية ،

ويقترب منه صائحا وهو فاتح ذراعيه :

مرحبا أيها الثعلب العجوز .. سنوات عدة

انقضت منذ آخر لقاء لنا

قال ( حايم ) بابتسامته الخبيثة :

-

( دون ريکاردر ) .. لقد أصبحت أكثر بدانة ، وأقصر نظرا

قهقه ( دون ريكاردو ) ، وهو يربت على كتف ( حايم ) بقوة ما زلت خبيثا ماكرا أيها الثعلب العجوز .. أي ریاح ألقت بك إلى هنا ؟

أجابه ( حايم ) بجدية :

- أريد منك خدمة يا ( دون ).

ابتسم ( دون ریکاردو ) ابتسامة ماكرة وهو يخلع نظارته قائلا :-  !! ( حايم شيمون ) ، أستاذ المذابح والاغتيالات يطلب خدمة من ( دون ریکاردو )

المسكين .. ما أنا إلا تلميذك يا أستاذي العظيم

بادله ( حايم ) الابتسامة الماكرة ، وقال :

- لا يليق بك هذا التواضع یا ( دون ) .. كل طفل في أمريكا يعلم أنك الأب الروحي لعصابات ( المافيا )..

قهقه ( دون ريكاردو ) ضاحكا ، ثم قال بابتسامة أكثر مكرا :- وما الذي يطلبه الثعلب العجوز من ( دون ریکاردو )؟

عاد ( حايم ) مقعده إلى الوراء ، وقال بهدوء :

- الأمر يتعلق بالتخلص من رجل

ضحك ( دون ریکاردو) ضحكة قصيرة ساخرة وقال : التخلص من رجل واحد فقط ؟

مال ( حايم ) مقعده إلى الأمام ، وضاقت حدقتاه وهو يقول :- إنه ليس مجرد رجل عادی یا ( دون ) .. إنه شيطان يدعى ( أدهم صبری ).

ارتسمت الجدية على وجه

( دون ريكاردو ) وهو يشعل سيجارا فاخرا ، وساد الصمت لحظة قبل أن

يقول :- لهجتك والتجاؤك إلى يدلان على مدى خطورة هذا الرجل .. أخبرني إذن أين أجده ؟

ابتسم ( حايم ) ابتسامة صفراء واثقة وهو يقول سأخبرك في الحال ، إذا سمحت لي باستخدام هاتفك ثم التقط الهاتف قبل أن يأذن له ( دون ريكاردو ) ،

واتصل ب ( جوزيف ) ، وسأله :

- هل قمتم بإجراء التحريات التي طلبتها ؟

أجابه ( جوزيف ) :- نعم ، ولكننا لم نجد أي رجل في أي فندق أو أي مکتب لاستئجار السيارات باسم

( أحمد صبحي ) ، أو ( أدهم صبري ) .. ولكننا حصلنا على أسماء كل العرب

الذين استأجروا سيارات سريعة كما أمرت

قال ( حايم ) بنفاذ صبر 

حسنا .. اخبرني بهم .

أخذ ( جوزيف ) يقرأ باهتمام :

( سلیمان منصور ) عراقي . ( فرید عمران ) کویتی .. ( إلياس صفوان ) لبناني .. ( راشد ...

قاطعه ( حايم ) صائحا :

- أعد على اسم هذا اللبناني

قال ( جوزيف ) بدهشة

( إلياس صفوان ) .. هل تعرفه یا سیدی ؟

ابتسم ( حایم ) ابتسامة صفراء ماكرة ، وهو يقول قبل ان ينهي المكالمة 

بالطبع يا صديقي .. بالطبع

ثم التفت إلى ( دون ريكاردو ) ، وقال وابتسامته الماكرة تعلو وجهه :

- حتي العباقرة لهم نزواتهم یا عزیزی ( دون ) ..

( أدهم صبری ) .. ( احمد صبحی ) .. وأخيرا ( إلياس صفوان ) .. كلها أسماء تبدأ بحرف الألف والصاد .. يبدو أن صديقنا مستر ( صبرى ) يعشق الحروف الأولى من اسمه

ثم مال إلى الأمام، وبرقت عيناه ببريق عجيب ، وهو يقول :

- ابحث عن هذا الاسم يا عزیزی ( دون ) في أحد

الفنادق الرخيصة ، وعندما تجده .. اقتله