لقد كان يوما ما هنا

698 35 20
                                    


اصوات كثيرة هنا و هناك، ضجة بالأرجاء تعبث بأذنيه و تحثه على الاستقاظ

كان هناك جسد صغير، صغير جدا يحتظنه و يغرس بنفسه بداخله، لم يفتح عينيه فهو بذكريات جميلة، داخل قوقعة من الوجوه القديمة

هز خفيف اتبعته تنهيدات صغيرة و ترديد لكلمة :بابا استيقض هيا

فتح عينيه بخمول ليرمش عدة مرات، نظر امامه ليرى تلك الشعيرات الفحمية الكثيفة التي تنزل مغطية رقبتا شاحبة لفتا صغير

عيون رمادية خالصة تحدق اليه ببراءة مع بعض التذمر، انامل صغيرة نحيلة بيضاء ناصعة تلامس بشرة كتفه تحاول اقاضه

كان يجلس بالقرب منه مع ثياب مدرسية، تأفأف مجددا قبل ان تلين عيناه الحادة لحزينة مردفا: بابا ان وجنتاك رطبة...هل عدت تبكي مجددا

حاول التكلم لكن انعقد لسانه بينما يتلمس تلك الوحنتان الرطبتان، نعم لقد كان يبكي

كما العادة دائما، بين غفلته و ذكرياته و تألم فؤاده تنزل دموعه شفقتا و انتقاميتا لما فعله سابقا

للخطأ الذي لن يغتفر ابدا...

استقام يمسح وجنتاه و عيناه التي تنذر بهطول مطر جديد، تقدم الطفل الصغير ليجلس بحجر والده يق اليه

ابتسم ليقول محاولا تغيير مزاج والده، قبل ان يدخل بأكتآب جديد :بابا اتعلم ما هو اليوم

رفع ايرين احد حاجبيه ليبتسم بعدها قائلا : انه يوم عيد ميلاد اصغر و الطف و اجمل و ارق مخلوق بهذا الكون

ازدادت ابتسامة الفتى الصغير البالغ من العمر الست سنوات، ادعى الجهل متسائلا: و من هو هذا

:اذا اجابتي كانت صحيحة...و لكن من هو؟

تماشى ايرين مع جهل ابنه الذي عاد لتأفأف محاولا الخروج من حظن والده، لكن الآخر اعاده ليقول: بالطبع اعرف صغيري....فليس هناك من يملك هذه الصفات غير ليفاي ييغر

كوب الطفل وجه والده مبتسما بوسع ثم يقول: نعم ..هذا انا....و الآن بابا انا اريد كعكة عملاقة بنكهة الشكولا و الفنيلا، و احتفالا ضخما

:هل هذه حفلة عيد ميلاد ام مراسم تتويج_سخر ايرين بحاج مرفوع ليبعد الفتى يديه و هو منزعج ليصرخ قائلا: اب سيء

نزل من حظن ايرين الذي يقهقه على شكل طفله ليكمل الآخر: سؤخبر ماما عندما يعود يوما انك كنت تتنمر علي

و من ثم يخرج من غرفة والده بخطوات مثقلة غضبا، و لكن ابتسم بسعادة و من ثم تتدحرج للحزن و تغرورق عيناه بدموع ساخنة نزلت على وجنتاه

ماما، امي، اماه، متى سيعود

كل عيد ميلاد كان يتمنى شيئا واحدا بينما يطفؤ الشموع و هي "ماما انا مشتاق لك...اتمنى ان تعود الينا"

انت لي وانا لك(ج2)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن