|١٢| بتاكل بيتزا زي ما أنت شايف.

8.4K 722 277
                                    

- التاسع والعشرون من أغسطس ٢٠١٧ـم.
- الخامسة عصرًا.

كان اليوم هو موعد درس الفيزياء الغبيّ، وانتهتْ الحصة بالفعل، وكنتُ جالسةً بمكاني المُعتاد بآخر صفٍ إلى جانب إيمان صديقتي ألملم ما تبقى لي من كرامة بعد هذا الاختبار المفاجئ الذي وضعه لنا المعلم وأهان كرامتي بشكلٍ كبيرٍ، لا بل سحق كرامتي.

لم أجِب ولو عن سؤالٍ واحدٍ فقط في الاختبار، الآن متأكدةٌ أنني سأحصل على صفر، وبجدارة.. رائع!

«عايزين نصيع شوية يا ندى بعد الدرس، وما ترفضيش بالله عليكِ! ما خرجناش من أول الشهر وبقينا في آخر الشهر أهو.»

بالطبع كان هذا صوت إيمان اللحوحة إلى جانبي، إنها خجولة وهادئة بعض الشيء بعكس شروق المرحة كثيرًا والمنطلقة بحريةٍ دائمًا، طويلةٌ ولكنها أقصر مني ببضع سنتيمترات، أنا الأطول حتى الآن بين فتيات الدرس بأكمله، وهذا شعورٌ رائع.

إيمان بيضاء البشرة بجسدٍ ممتلئ قليلًا يناسب طولها، ترتدي الحجاب بالطبع ونظارةً طبيةً، وملابسها غالبًا ما تكون عبارةً عن سراويل وقمصان طويلة تصل للركبة، عيناها بنيتان وأنفها طويل قليلًا، تمتلك جاذبيتها الخاصة بملامحها العادية بلطافةٍ.

حسنًا سأتوقف عن النظر لها وتأمل ملامحها؛ لأنها ترمقني الآن وكأنني مجنونة، وهذا من حقها. تنهدتُ بقلة حيلةٍ، منذ بداية الحصة وهي تستمر في التوسل لأخرج معهم، وأنا لستُ من النوع الذي يحب السير وسط الناس بين الشوارع، العزلة أفضل لديّ من أي شيء.

ولكنها إيمان، ولأنها إيمان لن تهدأ حتى أوافق.

لهذا نهضتُ أخرج من المكان للشارع مقررةً مهاتفة والدي لأستأذن منه الخروج قليلًا.

والدي وليس والدتي، حسنًا؟

فوالدتي لن توافق، تعترض دائمًا وترفض أي شيء قبل أن أطلبه منها حتى، والدتي في منزلنا بدور الرافضة فقط.

«بابا حبيبي الـ مافيش زيه اتنين عم الناس كلهم وأحلى أب على الكوكب و..»

«من غير المقدمات دي يا غلطة عمري، قولي عايزة إيه مش فاضي؟»

لديّ والدٌ يفهمني من الكلمة الأولى، ولهذا أحبه كثيرًا كثيرًا أكثر من أي أحدٍ بالمجرة، قررتُ الدخول في الطلب مباشرةً ودون مقدماتٍ أخرى لأجيبه:

«ينفع أخغج (أخرج) شوية مع صاحباتي  في مطعم نتغدا؟»

«خلصي الدرس وارجعي البيت يا صايعة يلي ماحدش عرف يربيكِ!»

وسيداتي سادتي، تمت إهانتي بنجاح. تبًا.
كنتُ أتوقع رد الفعل هذا منه؛ لهذا رفضتُ طلب إيمان من البداية، هناك قانونٌ صارمٌ في عائلتنا، يمكن للفتيات الخروج في أي مكانٍ وفي أي وقتٍ ولكن ليس بمفردهن أو مع صديقاتهن.

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن