|٢٣| يجب أن أطلب الطلاق منه!

8K 612 180
                                    

- الثامن من سبتمبر عام ٢٠١٧.
- الثالثة ظهرًا.

«عاجبك يعني اللي بتعمليه فينا دا يا بنتي؟ هيقولوا علينا إيه؟ دا لسه ملبّسك الدبلة امبارح لحقتِ تضيعيها؟ قولي يا ندى ربنا ياخدك خلعتيها فين؟ انطقي يا باردة يا كتلة جليد هتفضحينا!»

بالطبع تعرفون من صاحبة هذه الكلمات، وبالطبع تعرفون كيف هي ملامحها بينما تنطق بها، وبالطبع تعرفون أيضًا ما سبب نطقها لهذه الكلمات. ولكن ما لا تعرفونه أنني لمْ أكن أدّعي البرود كما تقول هي، بل كنتُ أموت من الرعب ناظرةً لها بجمودٍ.

وسبب ارتعابي؟

أنني عندما دخلتُ لدورة المياه فور نزول خالد لشقتهم أطمئن على خاتمي الذي ألقيتُه أرضًا خلف الباب لمْ أجده.

اختفى الخاتم من مكانه.

تبخّر.

طار وستطير خلفه رقبتي.

بالطبع تتساءلون ما هذه المبالغة؟ إنه مجرّد خاتمٍ من الفضّة إن كبُر سعره فلن يزيد بالطبع عن ألفي جنيهٍ.

ولكن دعوني أخبركم أن الخاتم لمْ يكن مجرّد خاتمٍ عاديّ من الفضة، بل كان به ماسةٌ كبيرةٌ بمنتصف نقشه، ماسة! ماااااااسة قال خالد أن سعر الماسة في الخاتم فقط هو خمسون ألف جنيهٍ. خمسوووون ألف جنيهٍ! أي ما يعادل الثلاثة آلاف دولارٍ ونصف. وهذا العدد لمْ يكن عاديًا في وقتنا هذا بالطبع.

مَن الغبيّ الذي يضع ماسةً بهذه القيمة في خاتمٍ فضيّ يقارب ثمنه الألف جنيه فقط؟

الغبي؟ هو خالد زوجي العزيز. الذي همس لي قبل نزوله لشقتهم وبعدما ألقى على مسامع والديّ ثمن الخاتم – بأنه لمْ يشَأ أن يقلّل من شأني ببعض الفضة البخسة لأنني أعاني حساسيةً من الذهب. وكانت ملامحه هادئة وهو يخبرني بهذه الكلمات التي أوقفتْ أنفاسي وجعلتني أشعر بقشعريرةٍ رافقتها بعض المشاعر الغريبة.

ومن نظرات والديّ بعدما أسمعهما خالد ثمن الخاتم أدركتُ أنّه لمْ يخبرهما من قبل عن ثمنه، وربما لمْ يخبر أحدًا أيضًا. ولكن.. أهذا يعني أنه اشترى الخاتم بأمواله الخاصّة كما الهاتف؟ رباه!

فور نطق خالد بكلماته الهامسة تلك لي تركتُ والدتي تصرخ في أخواتي الثلاثة بأن ينهضن للبحث معها عن الخاتم ناظرةً لي نظرةً سامّةً.. تركتُها وذهبتُ لدورة المياه سريعًا أبحث عن الخاتم خلف الباب ناويةً حمله ووضعه في مكانٍ ظاهرٍ لتجده والدتي وينتهي الأمر بأنها كانت صدفة وليس خطئي أو عِنادًا مني. ولكن فور رؤيتي للبقعة خلف الباب فارغةً نظيفةً سقط قلبي بمعدتي وأصبحتُ ألتفتُ حولي كالمجنونة بحثًا عن الخاتم بكل بقعةٍ بدورة المياه.

قلبي كان يعصف خوفًا من ضياعه حقًا، أريد الانتقام من خالد ولكنني لا أريد أن يضيع الخاتم. حتى وإن كان خالد غبيًا متسرِّعًا يتنفّس التملُّك ولكنه لا يستحق أن تُهدَر أمواله التي تعِب بالحصول عليها بهذه الطريقة. أعني.. كنتُ سأعيد لهم الخاتم بالنهاية، ولكن بعد حصولي على انتقامي وتلذُّذي به قليلًا.

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن