|١٨| لقد وقعتُ بالفخ.

7.8K 707 232
                                    

- السابع من ديسمبر عام ٢٠١٧ـم.
- السابعة وخمسٍ وأربعين دقيقةً مساءً.

ما أقرب الكلمات المُناسبة لوصف مثل هذه المواقف؟

أعتقد أنها.. "لقد وقعتُ بالفخ!

لمْ يكن مجرّد فخٍ، كان موتي بالنسبة لي، موتي يقدّمونه لي في حفل خِطبةٍ بحضور العائلة والأقارب ووالديّ اللذين لمْ يتحرّكا حتى لينجداني.

كان الأقارب قد قدّموا التهنئة وأكلوا بعض الحلويات والمشروبات وكأنهم جاؤوا لأجلها ورحلوا قبل أن يشهدوا هذا الحدث العالميّ، وبقيت العائلة فقط، عمّاتي وأبنائهن وبناتهنّ، عمّاي وعائلتيهما، والداي وأخواتي، جدي وجدتي، وأنا وزوجي الذي سأصبح على اسمه خلال دقائق.

يحلمون.

«لحظة بس يا عمو الشيخ!»

نطقتُ بصوتٍ عالٍ رغم جلوسي المُباشر أمام هذا المأذون، ولكنني أردتُ أن يخترق صوتي آذانهم جميعًا ويصيبهم بالصمم كذلك، ماذا يفعلون بحق الله؟ ماذا يفعلون؟

نظر لي جدي بصمتٍ، وتوجّهتْ أنظار الجميع لي، عدا والدي وخالد، الشخصان الوحيدان اللذان أردتُهما أن ينظرا لي ويريا مدى غضبي، مدى صدمتي وتفاجُئي بما يحدث. حتى تحمحم ذلك المأذون قائلًا بابتسامةٍ بشوشةٍ:

«خير يا بنتي؟»

رفع والدي رأسه ينظر لي وكأنه شعر بما أنا على وشك النطق به أمام الجميع، فنظر لي بعينين تتوسلاني أن لا أتحدث، ولكنني تجاهلتُ نظراته كما تجاهلني من البداية وتنفّستُ أكتم نفسي بداخلي قائلةً:

«ممكن قبل ما تعمل حاجة أتكلم مع أهلي شوية!»

نهضتُ أستند على طرفي الكرسي حتى ارتكزتُ على عصاي، ودفعتُ الأيادي التي اقتربتْ تساعدني بعيدًا، لا أريد أن يلمسني أحدٌ، تحركتُ أعطيهم ظهري متجهةً لآخر غرف الشقة، دخلتُها واقفةً أنتظر مَن يدخل.

أعلم أن حركتي تلك تُعد وقاحةً بالنسبة لهذه العائلة، ولكنهم مَن بدأوا، زواج؟ أيمزحون معي؟ يأتون بمأذون ليعقد قرآني على خالد دون أن أعلم حتى؟ هذا يُعدُّ إرغامًا. لمْ أكن أعلم أن عائلتي جاهلة لتلك الدرجة. لمْ أتوقع أن شيئًا كهذا قد يحدث يومًا. دون تفسيرٍ حتى!

تنفستُ أكبح بكائي، كنتُ أشعر بالدموع في عينيّ وحاولتُ أخذ أنفاسي متتاليةً. سقطتْ خصلات شعري على عينيّ حينما أخفضتُ وجهي.

وقبل أن أزيحها شعرتُ بأصابع تمرُّ على وجهي تُبعدها للخلف.

فرفعتُ رأسي منتفضةً، ولكنني شعرتُ ببعض الراحة لدى رؤية والدي، الذي دخل للغرفة يستند على عصاه هو الآخر وربّت على شعري بخفةٍ جالسًا على السرير بهذه الغرفة. ومن خلفه كان جدي وعمّاي وابن عمي العزيز.

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن