نوفيلا "نوتفكيشن"
الفصل الخامس
تحركت "ميرا" داخل غرفتها في خطوات سريعة تقذف بعض ملابسها في إهمال داخل حقيبة الظهر تستعد لقضاء بضع أيام في منزل والدها، حتى تعود والدتها من رحلة عملها التي ستستغرق أسبوع كامل أو هكذا تظن والدتها لأنها بالطبع ستعود إلى منزلهم ما أن تسافر متظاهرة بانها قضت أيامها مع والدها المنشغل سوى عن منافعه الشخصية، قطع عبثها بأغراضها أتصال "زيدان" المبكر عن المعتاد فاتسعت ابتسامتها سعيدة ببدء يومهما منذ طليعته ثم اجابته:
-صباح الخير.
-امممم .. صباح الورد، صوتك كان واحشني جدًا.
انتقلت لها مشاكسته في صوته الخشن المنخفض الدال على استيقاظه للتو، فعضت شفتيها قائلة:
-أنت لحقت، احنا لسه متكلمين بليل.
طغت ابتسامتها الواسعة على كلماتها فابتسم ابتسامه صغيرة وهو يتحرك داخل غرفته:
-والله العظيم وحشتيني.
-شكرًا.
همهمت في خجل وقد احمرت وجنتيها فخرجت منه ضحكة ساخرة ولم ترى اهتزاز رأسه المتعجب من ردودها الخجلة فتشدق متهكمًا وقد تحولت هالته الهادئة، كغيوم ضربت السماء الصافية فجأة:
-مش فاهمك وخايف تكوني بتلعبي عليا.
-العب عليك؟
- أقصد أقول على طبيعتك، عشان غريبة أوي تبقي عاملة متجوزة في السر وبتخجلي كوكتيل غريب جدًا الصراحة.
انعقد حاجبيها في ضيق كأنه صفعها فطوال الأيام الماضية كان يتعمد جرح مشاعرها بكلماته الغير متوقعه، ولن تنكر انها كلما سمعت تحليله لتصرفاتها في صوتٍ عالٍ، تشعر بغصة تمتلك جوارحها وكأنه ينعش بويصلة الصواب والخطأ داخل قلبها كالكهرباء، لكنها تداركت الموقف فأخبرته غاضبة:
-أنت قصدك أيه؟
تبدلت نبرته تمامًا وكأنه لم يحتقرها منذ لحظات وهو يردد في تلقائية:
-مش قصدي أزعلك، لكن أنا ملاحظ حاجة غريبة فيكي وأنتي مع أصحابك.
لعقت شفتيها في توتر وقد استرجع عقلها الكلمات العدائية المنبعثة من أبناء جيلها حول كونها مسخ اجتماعي يجب تقييده وعدم السماح له بمخالطة البشر، لكنها جلست على فراشها تشعر بالدوار متسائلة في نبره ظنتها حادة لكنها خرجت مهتزة: