إِيـرَاكـِس||IIRAKIS♛

سَيفٌ مُستَذِل|5

°•آنجلوس•°

أشعة الشمس تتخلل الفراغات بين أشجار الصنوبر المتشابكة
شعاعها يسقط مفرغًا، نقيًا، مشعًا على الفسحة الخضراء من الأعشاب الرطبة وازهار الأقحوان المنثورة عليها امامنا حيث جلست اعانق ساقيَّ مفكرًا بعبارة لويس الذي القى نفسه بجانبي بكسل .. لو بقي مكانه مستلقيًا لنام بعد دقائق النسيم الخفيف يداعب خصلاته السوداء يعطيها منظرًا مشعثًا، لطيفًا كملامح وجهه الغارقة بالتفكير .. جوهرته البلورية أضاءت بلونها البنفسجي الفاتح، لتخفة سامحةً للألوان حولها بتخلل أوجهها البلورية.

كان كل منا غارقًا في عالمه الخاص حتى إزدادت سرعةُ الرياح وحُجبت الغيوم والسماء عنا، كان ذلك التنين كينور الذي استقر أمامنا.

كان كينور شبيه بالتنانين المذكورة في الأساطير الصينية، كائن طويل أفعواني بأربعة أرجل وخمسة مخالب وجناحين، ذا قشور زرقاء ولحية بيضاء .. لذا نسمي هذه النوع من التنانين هنا بطائر الفونيكس الصيني.
لطالما إعتراني الفضول لأعرف كيف حصل على تنين نادر كهذا!

لويس صعد على ظهره بدون أن يتشاجرا لأول مرة، وجولاي جلس في حضنه و:"خذني معك!"

-"أخشى عليك من أذى خالي، أبي سيغضب إن عرف بذهابي أنا، فما بالك إذا ذهبت أنت؟"

اعطيته أكثر وجه حزين في العالم:"دعني أرافقك، أنا أتمنى أن أراك معهم، أن أعرفك أكثر عن كثب، أن أرى ما مدى سعادتك مع إنتمائك الآخر .. أريد أن أترك أثرًا لي في عالمك وأخطو فيه كأخاك الأكبر، أن أشاركك الإنتماء إليهم، وأُبصر الحقيقة!"

إبتسم وأشار لي أن أصعد خلفه:"حسنًا لك ذلك إن كان هذا سيجعلك سعيدًا، لكن لن أتحمل المسؤولية إذا لم تعد قطعة واحدة"

قفزت لأنتطي كينور الذي إنزعج من حماسي، وكذلك جولاي كان كمن يخطط لإسقاطي في أقرب فرصة ممكنة.

حوطت أخي جيدًا وإلتسقت به، غمرت وجهي في شعره ليلتقط أنفي رائحة شامبو الأطفال لأسمعه يطلق بعض الشتائم هامسًا.

رفرف كينور بجناحيه وإرتفع عاليًا جدًا ليطير بوتيرة سريعة لنخرج من العاصمة بيوليتا مرورًا بالمدن الأخرى حتى وصلنا لحدود القارة حيث بحر ديجور.

-"مالذي يفعله أبي وإيكا هناك؟ ألا يفترض أن يأخذ قسطًا من الراحة؟"

وجهت انظاري حيث أشار أخي، فرأيت الكثير من السفن ترسو على ساحل البحر، وأبي كان في أحدها يقف ويفكر وخلفه إيكا يتحدث بشيء ما .. لم يكن أبدًا سعيدًا ولم يكن أبي مكترثًا له حقًا.