ضَحِيَةُ إِختِلاَفْ|2

312 13 169
                                    

°•آنجلوس•°

تثائبت مَلِلًا و حدقت بالكتاب أمامي، لم تأتني رغبةٌ حتى بفتحه لذا ألقيته بعيدًا بلا إهتمام، و على سطح الطاولة الرخامي أرحت رأسي و عادت الأفكار تعصفني إلى الماضي و تعيدني لتلك الأسطورة التي أنجت شعبي من براثن الموت.

نصت الأسطورة أن مولودًا سيأتي للحياة حاملًا بين شرايينه دماءً ملكية .. هو لن يكون كأي طفل .. لا، ليس لأنه من نسل الملك لويس الأول؛ بل لأنه سيورث جزءًا هامًا من الجوهرة .. التي تعتبر قلب إيراكس.

المعروف أن الحرب بيننا و بين وحوش السيرافيليوس أخمدت حالما عاد والدي برفقة تلك المرأة .. أمي .. كيف حصل هذا؟ ببساطة ودع والدي القصر و ساكنيه وخط رحاله صوب الجوهرة عازمًا إقامة عهد جوهري، لا أدرِ كيف علم بطريقة عمله أساسًا! .. لكن على أيةِ حال عندما رفد إليها قابل السيدة يوكيكيو التي و رغم كونها من وحوش السيرافيليوس .. لكنها لم ترغب بتأجج الحرب لرغبة أسرتها عن الجميع و أبدتها لوالدي.

لذا اتفقا على إقامت عهدٍ جوهري محتواه كان واضحًا"تقيد سيرافيليوس إيقافًا للحرب، مقابل طفل الجوهرة"..أقيم العهد سريعًا، وتزوج والدي بوالدتي و ولد الطفل المنتظر.

حالما حصل ذلك؛ مُنع الوحوش من تخطي حدود أرضنا من قِبَل الجوهرة-لم يشمل هذا الأمر أسرة السيرافيليوس الحاكمة-و هذا ما أكسبنا سلامًا أملنا أن يدوم مستقبلًا

لكن .. شاء القدر أن يكون أخي الصغير لويس هو طفل الجوهرة .. و تذكرت كيف ترآء لنا العهد الجوهري كطوقٍ للنجاة و كم بدا جميلًا حينها .. جميلًا و مُنصفًا..

كنت أحب هذه الذكرى و أقصها لأخي قبل النوم كما قصها لي جدي، كعمل بطولي نفتخر به طول الأمد .. لكن عندما قصها لي أخي الصغير من وجهة نظره، إرتمى في حجري باكيًا،بث لي بقليل من الكلمات الحقيقة، معاناته بكونه هجينًا،أيقنت حينها أن العهد هذا ما هو إلا ظلم بحت!

ظلم بحق من سيكون الطفل الجوهري المنتظر فإن لم يكن صيدًا للمتعطشين للفخر و القوة
فهو سينبذ بكل الأحوال .. وكأنه عاهة بلا حقوق..

كما حصل مع أخي..

خطيئته كانت إختلافه! .. كونه لم يشبههم و لم يرضي مطالبهم .. لذا نبذوه، استحقروه و كرهوه، وعاملوه كمن ولد مجرمًا ليبيد أحلامهم.

لا بأس فعندما وقعت عيناه ذوات لون العقيق المكسوتان ببرائة على وجهي للمرة الأولى .. في ذلك الحين كانت سنين عمري لا تتعدى اصابع كفايَّ ..
ورفرف قلبي سرورًا بشعور الأخوة.

عاهدت أني سأحميه بكل استطاعتي وبكل ما أتيت من قوة .. و إن لم أستطع فلا بأس أن أودع حياتي .. ليحيا مبروءً سالمًا..

إِيـرَاكـِس||IIRAKIS♛حيث تعيش القصص. اكتشف الآن