نَبذْ و إِحتوَاء|1

372 16 201
                                    

°•لويس•°

أفقت من أحلامي الغريبة على صوت العصافير و ورقة شجرٍ غبية ساقطة قربي .. راقبت الشمس و الغيوم و الشجر و كل شيء حولي لأتذكر أني مازلت في الغابة .. اعتدلت جالسًا ليتحطم عمودي الفقري كأني عجوز ما .. معبرًا عن شوقي لفراشي المريح الطري .. أنى لي الهروب و مفارقته لأيام!، لم أحسب حسابًا لهذا ولا لأي شيء أخر.

إستقمت وتمددت ومن ثم نزلت بسرعة كقطٍ بري من فوق الشجرة الطويلة بعد محاولتها للإطاحة بي أرضًا بمساعدة ذلك العمود الفقري .. حتى الجماد يريد قتلي!، هي لن تتغلب علي أبدًا ولو تحطمت كل عظامي!، لا هي ولا جدي ولا الشعب كله ولو اجتمعوا علي! .. مهلًا لحظه هل الشجرة جماد؟طبعًا لا يالك من غبي يا لو!، هي مخلوقٌ حي يتغذى عن طريق البناء الضوئي و أنا أتغذى عن طريق الفم وعبر المريء وصولًا إلى معدتي الفارغة!، على سيرة ذكرها أنا جائع علي البحث عن طعام و التوقف عن التفلسف.

بدأت البحث عن شيءٍ صالحٍ للأكل .. أصبحت جزءًا من السلسلة الغذائية في إيراكِس .. قد يبتلعني ضفدع أزرق في أي لحظة ويصبح سيد الغابة!،وطبعًا لست ضعيفًا لأسمح للوحوش أن تلتهمني فأنا غير قابل للأكل!، شقيقي قال من قبل أني شيءٌ لطيف يمكن إلتهامه!،هذا أخافني بعض الشيء .. لم أفهم ماذا قصد بكلامه، هو لن يلتهمني على أية حال .. تبًا أشتقت إليه، هل ياترى أنهى أعماله و علم بأمر هروبي؟قد يكون قلقًا و حزينًا و..

إمتنعت عن التفكير فقد اصطدمت بالشجرة متفرعة الأغصان أمامي و آلمت رأسي و السناجب تضحك و تلقي علي البندق .. أظن هذه الشجرة أخت الشجرة السابقة بل كل الغابة تريد التخلص مني!، سأنتقم و أكل كل بندقها لاحقًا.

أكملتُ الطريق باحثًا عن غزال أو دب لأقومَ بشوائه وأكله بعد تشريحه حتى سمعت صوت شيء قادم من بعيد و شممت رائحة دمه و لحمه .. هنا تحركت غريزتي كمفترس للأكل .. إنها فريسة حية و ناضجة .. إنتظري فأنا قادم اليكِ..

إتخذتُ وضعية الفهد الصياد و بدأت الجري بسرعة و خفة كما تعلمت في الأيام السبع الماضية.

°•إيكاروس•°

صباحٌ مشرق و جميل بدأته بوجه أخي العفريت الكبير الذي وكل إلي مهمة إحضار عفريته الصغير كان شعره الداكن شديد السواد مصفف بعناية و عيناه الياقوتيتان حادتا المِحجر تكادانِ تخترقانِ كياني حين يغضب،لا أحد يريد تجربة العبث مع الملك الغاضب صحيح؟..لذا لا يمكنني رفض تنفيذ أوامره هو الملك و الأب الحنون الذي يريد شطري نصفين،لذا أأمل أن يمر اليوم على خير..

تنهدتُ ضجرًا ثم أكملت المسير برفقةِ تنيني السحري .. أتعمق في الغابة ذات الأشجار المورقة الخضراء المنبسطة، و نهر مياهٍ عذب متدفق، هواء الصباح المختلط بقطراتِ الندى، الوحوش الصغيرة هنا و هناك، و تغريد العصافير .. و هذه جدارية رسومات تاريخية لماضي إيراكِس و أجدادنا .. إحداها رسمٌ لإبتسامة مريبة لعفريتٍ صغير بأنياب على تلك الصخرة الكبيرة و التي لا أذكر أنني رأيتها بالأمس رغم مروري من هنا .. و ذلك الثعلب يبدو أنه .. مهلا لحظة! هل رأيت تلك الإبتسامة للتو؟

إِيـرَاكـِس||IIRAKIS♛حيث تعيش القصص. اكتشف الآن