الفصل الخامس

16.3K 1.3K 131
                                    

عبث باسم الحب

الفصل الخامس :-

في الشقة المستأجرة في مرسى مطروح..

كان مروان جالسًا على الأريكة يضع قدم فوق الاخرى ومُتكئ بظهره للخلف يشاهد التلفاز، وفي يده طبق به "فشار" يتناوله في تسلية، منتظرًا إنتهاء "رهف" التي كانت تستحم في المرحاض..

مر وقت ليس بقليل ورهف لم تنتهي، فنهض مروان ليطرق باب المرحاض في هدوء وهو يسألها:
-إيه يابنتي كل دا لسه مخلصتيش؟

وفي الوقت نفسه، كانت رهف ساقطة على أرضية الحمام؛ فبعد أن مر الوقت دون أن تشعر به وهي تستحم بالماء السخن، ملأ الدخان اركان الحمام وقل الاكسجين، فبدأ يداهمها دوار قوي نجح في زلزلة ثباتها وإسقاطها أرضًا بلا حيلة؛ تحاول إلتقاط أنفاسها بصعوبة وهي تسعل عدة مرات وقد شعرت أن الهواء إنحسر تمامًا من رئتيها، حاولت تحريك جسدها لتنهض او حتى أن تنادي على مروان، ولكن الدوار مع نقص الاكسجين كانا أقوى منها..
فظلت كما هي منهكة القوى، بعينين زائغتين شاحبتين كبشرتها التي بدت وكأن الحياة إنعدمت منها...
لحظات مرت وهي تكتشف أن الهواء الذي كانت تتنفسه دون أي عناء او حساب؛ ما هو إلا نعمة كبيرة حُرمت منها في تلك اللحظات، وبدأت تحس أنها في مواجهة مباشرة مع الموت... أن تلك الدقائق هي الدقائق الاخيرة وتنتهي رحلتها في تلك الدنيا.
سمعت طرقات مروان على الباب وسؤاله، وجاهدت لتنطق، ولكن النطق كان بالنسبة لها بمثابة طيران طير مكسور الجناح لأعلى برج!
وكل محاولاتها لم ينتج عنها سوى همهمة بسيطة مكتومة بالطبع لم تصل لمروان..

فعاد مروان يطرق الباب مرة أخرى مناديًا إياها وقد بدأ القلق يُطلق جنوده بين أركان قلبه:
-رهف انتي سمعاني؟ اتأخرتي كده لية؟
وأيضًا لم يجد رد، فصاح مُحذرًا عساه يجد رد:
-رهف أنا هكسر الباب وهدخل.
وحين خاب أمله بإيجاد رد، بدأ يدفع الباب بعنف في محاولة لكسره والدخول، وبعد عدة محاولات نجح في كسر القفل وفتح الباب، وما إن فتحه حتى نال منه هذا المنظر الذي صفعه غارزًا في قلبه هلع حقيقي لم يسبق له الشعور به!

ركض نحو رهف التي قد بدأت تفقد الوعي بالفعل، وأمسك "البُرنس" ليجعلها ترتديه ويريطه على جسدها بإحكام، ثم حملها بسرعة وهو يناديها بصوت مذعور:
-رهف؟ رهف ردي عليا ؟ رهف سمعاني ردي عليا.
بدأ يسعل هو الآخر من تراكم الدخان في المكان لدرجة الاختناق، وخرج حاملًا رهف راكضًا نحو الفراش بسرعة ليضعها عليه، ثم جلس جوارها ووضع ذراعه أسفل رأسها، يهزها بقوة ويضرب برفق على وجنتيها في محاولة لجعلها تستعيد وعيها وحروفه تحمل قسطًا واضحًا من الخوف والقلق:
-يا رهف، رهف فوقي، رهف!
إنتفاضة عنيفة فزعة أصابت قلبه حين فشل في الحصول على استجابة، رباااه وكأن قلبه سيتوقف عن النبض من كثرة الهلع الذي هاجمه وجعل كل خلية فيه تضج بالفزع..!

نوفيلا " عبث باسم الحب " بقلم/ رحمة سيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن