أنتَ لن تَعرّف فَراغْ الوّحدَة
ولنْ تَعّرِفها مِن غارّقيّها.
ـــــــــــ✧ـــــــــــ02:20 بعدَ مُنتصفِ الليّل
مّددتُ يَدي اليُمنى لِجيبي بَاحِثًا عن الولّاعَه لأَعقُد حاجِباي، قَد نسيتُها ...
زَفرتُ بيّأسٍ من ذَاكرتي لِأتلقى ضربةً طَفيفه بمَعدتي قُبيّل رَفع رأسي لِأركِزَ بمّا يَستقِرُ بِحُضني .. ولّاعه!« لمَّ تُدخِن؟ »
تسائَل تشانيّول لِأنظُر لَهُ بِصَمت، يُشارِكُني الجِلوسَ على الأُرجوحةَ، المُتوِحشُ صُلبُ الجَسد ..« لَم أكُن آفعَل »
آجبتُ بِهدوءٍ بعدَ رّميّ لِلولّاعه إليّه وتركتُ السِيجارة تَتسلَلُ من بيّنِ شَفتاي لتَسقُط آرضًا وأدوسَ عَليها.« لَكنّك كُنتَ عَلى وشكّ ذلك، ما يَدفَعُكَ لِلتدخين؟ »
رَفعتُ رأسي لحيث تكون النُجوم على مَرئى نَظري مُتخِذًا الصَمت كإجابه ..وبِما إنهُ تشان فَهو لن يَصمت إلّا حينَ مَعرِفتهِ الإجابه
لِذا وبِبساطَه ظّل يُردد كلِماتٍ عَشوائية وأُخرى مُستفِزة حَسبّ مَا يَظنُ هوَ.« لا آدري بِدوري »
نَطقتُ بِخفوت مُلتفِتًا إليه، ناظِرًا لِعينيه وهُنا تِهتُ في الفَراغ حَيثُ لا وجودَ لِأحد سِوايّ والكيانُ السَاكِنُ هُناك.-•-•-•-•-•-•-
« إنهُ جَيّك تُلفظُ جَيّك لا جاك! »
نَطقتُ بِصوتٍ مُرتفِع لِأُحاوّل ترسيُخ المَعلومة في عَقله، ذَاكرتهُ مُثيرة للسُخريه آكثرُ مِن خَاصتي.« أنا جَائِع »
قَلبتُ عَيناي لِمطلبِه، هَذا السُعلوك الصَغير« تَعي بِأننا لِلتو تناولنا وجبةَ الغَداء، صَحيح؟ »
رَددتُ بتملمُل مِنه لأمُسك مؤخرة رَقبته ضاغِطًا هُناك بِخفه « إدرُس بِصمت قبلَ أن أُسحقَ رَقبتك »« لَكنني جائِع »
أردفَ بنبرةٍ مُهتزة لأشهق بِعُمق مُحاوِلًا عدمَ الصُراخ بِه.« عَقلُك لا يَستوعِبُ المَعلومات، فَكيفَ بِكَ أن تتناولَ الطعام بينما تَدرُس؟ دِماغُكَ لن يَعمل أثناءَ هَضمِ مَعدتك، أتَفهم؟ »
حاولتُ أن أشرحَ لهُ بأبسطِ طريقةَ شَرحٍ لَدي وهو أُومئ عَلى مَضض يعودُ لِقراءة الكلماتِ الإنگليزية
يبدوّ بأنَ جلستي مَعهُ طَويله، اللعنه كُوك.
-•-•-•-•-•-•-إتجهتُ لمهجعي أخيرًا مُحاولًا عَدمُ التنَفُسُ بِصخب، لأعطُس بِقوة آلمت صَدري .. رائِع الزُكامُ مُجددًا
وددتُ رمّي جَسدي على السرير لكن« أيُّها الـسَاقط كيف تَجرؤ بِالنومِ على سريري! »
تايهيّونغ .. هَذا القَذرُ عديمُ الجَدوى،نظرَ لي بِإبتسامةٍ باهتة بينما يمسكُ هاتفهُ وكأنهُ تذكر للتو في أيّ مكانٍ هو مُتسطح ..
وفي حين إمتّدادِ يدي إليه إختفى حيثُ لم يّكُن لهُ أثر، حيثُ لم يّكُن على فِراشي وآخرُ مَا سمعتُه صوتُ إغلاقِ الباب بِقوة.تَنهدتُ بِخفه وهُنا .. حيثُ إمتدت تلك اليّدُ الشَفافه قابضة بوسيّلةِ الحياةِ لدي لأنحني مُتقرفصًا مُفرقًا شفاهي مُتدارِكًا الإختناقُ الذي حَلّ بي، يدي حيثُ أيسّري تَقبضُ بدورها مكانَ الألم وكأنَ الإنقباضَ بالداخل سيخفُ إثرَّ الخارج ..
حاولتُ الوقوف مع الإرتجاف الذي حّل بجسدي عاضًا على شفتي بمحاولةٍ بائسه لتخفيفِ الإرتجاف مع أن جَسدي كانَ حارًا، تعرقتُ بِخفه أهذا مَا يُدعى بالعرقِ البارد؟
ألقيتُ جسدي على السرير مُتخذًا وضعيةَ الجنين، حيثُ حضنتُ رُكبتاي طامِسًا وجهي بينهُما والغِطاءُ بعيد .. بعيدٌ في الطَرفِ حيثُ أعجزُ الوصولَ إليه.
جسدي ليسَ بارّدًا، جوفي هو المُتجمد
ذاكَ الشعُور، حيثُ الصقيع يكمنُ داخِلك، أن ترتجف للبردِ الذي فيك لا لِلّذي يحويك.وكأنَ العالم تَوقف لساعاتٍ دونَ إدراكٍ لِهذا الثلج
رنَّ هاتفي مُعلّنًا وصولُ رِسالةٍ ما، زفرتُ بِعُمق لألتقِطه ناظِرًا للمُرسل، ظللتُ أنظرُ للأسمِ من شاشةِ القُفل إلى أن إنطفئَ الهاتف لأفتحهُ واضعًا لهُ على الوضعِ الصامت، ناظرتُ السَقف بِهدوء رامِشًا بِبُطئ
ألن يكونَ جيّدًا مُشاهدةُ الإنمي الآن؟نهضتُ بِتثاقُل لِأتجه نحو خِزانةِ الملابس، أخترتُ السواد ليُغلفَ جسّدي، خرجتُ من المَنزل بملابسٍ واسِعه، قُبعه مُتصله بالهُودي تُغطي رأسيّ و .. واه نسيمُ الفَجر، الوقتُ الهادِئ والمِثالي للتسكُع.
ـــــــــــ✧ـــــــــــ
حَتى لو إستطعتَ إلتماسَ الجُرح،
لنْ تَستطيعَ التَظاهُر بِحُرقته ✧.
أنت تقرأ
عُبوّس || FROWN
Mystery / Thrillerعَبوّسٌ كَثيّرُ الشُرود، شَديدُ الرّكادةِ والسكُوّن، هَادِئٌ بِشكّلٍ مُستَفِز. « أنتَ بائِـس! » « وقِحٌ كذَلِك » ـــــــــــ♚ـــــــــــ - ما فوقَ الغِطاء لا يُشابِهُ ما تَحته وما تحتَهُ لا يُدرِكُ ما حَولهُ، غارِقٌ بِغيّاهِبِه.