للفجرِ رائِحه

101 12 11
                                    


أوتظنُ أنكَ تبكي وَجعًا؟ إنهُ كيانُك، يقتلُ نَفسهُ لأجلِ عدم النظرِ لعينيك الخاويه.

ـــــــــــ✧ـــــــــــ
 

04:00 فَجرًا

جلستُ عَلى مقعدٍ أمامَ النهر الذي يُبعدني عرضَ الشارعِ عنه، تداركتُ كوني نسيتُ هاتفي بالمَنزل لكنتُ أعلمتُ جيمني أني هُنا
زممتُ شِفاهي لافعالي اللامُبالية.

شبحُ ابتسامه تسلّلَ لِملامحي الراكدة لافعلنا الطائشة عندما نجتمع .. لا هوَ بعاقلٍ معي ولا أنا بارِدٌ بقربه

كانَ ولازالَ شَخصي المُفضل رُغمَ سوءه الذي يزدادُ يومًا بعدَ يوم لازلتُ أُعاملهُ كما السَابق.

لم آشعُر بالوقت إلا بعدما جعدتُ ملامحي لشدةِ صليّل عظامي لبرودةِ الطقس وتواجُد نُدفاتِ ثلجٍ باهته لأنهض جارًا خطواتي للمنزل

خطواتٌ معدودة ليعترضني جسدٌ صغيرٌ وهزيل
رفعَ رأسهُ ناظِرًا ليده التي امسكت بسترتي بينما عينايّ مُعلقة على فروة رأسهِ الأشعث، لا يبدوّ بِخير

« ماذا هُنالك يَا صَغير؟ »
نطقتُ بخفوت عندما ظلّ صامتًا مُحافظًا على مسارِ نظره، خصيصًا بعد رؤيتي لإهتزازِ جسدهِ إثرَّ لفحةٍ صعيقية لرياحٍ باردة.

« هِيونغ، آشعرُ بالبرد .. هلّا آعطيتني سُترتكَ من فضلك؟ »
نطقَ بخجلٍ بينمّا نبرتهُ كانت مُرتجفة، عضضتُ سُفليتي لأزفر مُنزعجًا ..

« أيُّها الطِفل، ما رأيُّكَ بمرافقتي؟ سأعطيكَ سُترتي إن وافقت! »
إرتجفَ آكثر عندما نعتهُ بالطِفل ليبتعد بضعَ خطواتٍ عن مجالِ سيري السابق بعدَ آخر جملة نبستُ بها، حَقًا؟ آه الرحمة..




عضضتُ سُفليتي بينما أحرك أنظاري بينَ الطفل الذي عادَ للجلوسِ على إحدى المقاعد والتي غطاها الثلج تقريبًا ينفخُ بيداه عسى للدفئِ أن يسري بِهما وبينَ طريقِ عودتي للمنزل لأظلَ واقفًا بتشَتُت، محاولًا إيجادَ حلٍ لغبائي، فبحقِ إسحاق من يُبقي محفظتهُ بِغُرفته وهو خارِج!


إتجهتُ للطفلِ لأُلبسهُ السُترة بعدما خلعتُها، أغلقتُها بإحكامٍ مُحركًا قبعتها لتغطي رأسه، حضنتُ وجنتاه لينتفض لشدةِ برود كفتايّ لأهمس أمامَ وجهه « تعالَ معي وسأُعطيكَ الكثيرُ من السترات، ما رأيُّك؟ »
نفى بحزمٍ لأُتنهد مُفكرًا

« ماذا إن رافقتني لمقهى قريبٍ من هُنا، يحوي الكثيرُ من الحَلوى ومشروبُ الشوكولا الساخن .. ستشعرُ بالدفئ »
كان ينفي عند كل حرفٍ أنطقُ به لحينِ وصولي للحلوى، قد ركدَ لينزل رأسهُ مُلاطِفًا أصابعهُ بخجلٍ وتوترٍ بادٍ، أنزلتُ يدايّ مُحتضنًا يداه محاولًا إيقافَ إرتجافها لأدنو برأسي محاولًا إلتقاطَ عيناه ونظراته

عُبوّس || FROWNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن