Love Or Bortherhood ?//Jinkookmin

🌺8🌺

دلفَ المُحامي جونغ أعتاب الحَديقة الأماميّة للمُستشفى متبخترًا بمَشيتِه ذات الخُطى الواسِعة ؛ لِطول ساقيه النَحيلتين بينما وجههُ يحمِل جديةً كبيرةً و وسامةً لا تُضاهى .

ابتَسم بإشراقٍ حالما وقَع بصرهُ على طفلةٍ تَجلس على الأعشاب وحدها عاكفةً يديها ضِد صَدرها و هنالِك عبوسٌ طفوليٌّ يُزين ملامِحها المُختفي بعضها خلف شَعرها الكستنائيّ الطويل .

لمْ يسَعهُ سِوی الاقتراب منْها ليَجثو أمامها مُرجعًا خُصلاتِها للوراء بينما يُخاطِبها بحَنانٍ و رقةٍ لا مَثيل لهُما ، و كأنّ مَن أمامهُ كائنٌ زجاجيّ يخشى تحطُمه إنْ قَسا قليلاً عليه أو تحَدث معهُ بنبرةٍ حادةٍ :
"لمَ سمو الأميرة مُنزعِجة ؟!"

حدقتْ بِه الطفلة بعَينيها اللوزيتين و سُرعان ما امتلأتْ عيناها بالدُموع ، لتَنفجر باكيةً في صدرِه متمتمةً بكلامٍ غير مَفهومٍ للألفا الذي همهَم لكُل ما تقوله مربتًا على ظهرِها و شَعرها لعلّها تُهدئ منْ روعِها قليلاً .

بَعد دقائقٍ استكانتْ أنفاسُ الطِفلة ذات أربَعة أعوام و توقفتْ عن البُكاء مخرجةً رأسها من صَدر هوسوك سائلةً إياه بوجهٍ مُكفهرٍ بينما تلعبُ بأزرارِ قميص المُحامي :
"أجاشّي ، هل مينا فتاةٌ سيئةٌ ؟ لمَ الجميع يرحلُ و يتركنْي لوحدي ؟!"

- بالطَبع لا أميرتي ، أنتِ فتاةٌ جيدةٌ للغاية كما أنكِ منْ أجمَل الفتيات و ألطَفهُن .
نفَى هوسوك مداعبًا أنفها بخاصتِه ، لتبتسم الفتاة و تُحيط عنقَهُ بذراعيها القَصيرتين ، ثُم استفهمتْ منهُ مجددًا بنبرةٍ بدتْ أقل حُزنًا :
"إذنْ لماذا تركتنْي أمي وحدي و ذهبتْ لتعمَل دون أن تقولَ لي أنها تُحبنْي ؟ و أيضًا لماذا أوبا تركنْي و يجلسُ مع تِلك الفتاة هُناك ؟!"

أشارتْ الفتاة نَحو شقيقها ذو التِسعة أعوام باصبَع سبابتِها الصَغير ، فضحك هوسوك بخَفةٍ مقبلاً اصبعها و مجيبًا عنْ اسئلتِها بعدما استنتَج أن والدتِها تعملُ في هَذه المُستشفى :
"لابُّد أن والدتكِ كانتْ متعجلةً يا أميرَتي الجميلة و نسيتْ أن تُخبركِ أنها تحبكِ ، أما اوبا هو يُحاول التَقرب مِن تلك الفتاة ليَجعلها حبيبتهُ و تصبِح صَديقتكِ فيما بعدْ"

اومأتْ الفتاة برأسِها بابتسامةٍ بريئةٍ ثُم دنتْ واضعةً قُبلةً رقيقةً على شِفاه هوسوك كما تفعل مع والدِها و والدتها ، إنّ ذلك بمَثابة تعبيرٍ عن حُبها له .

اندهَش هوسوك لبُرهةٍ قبل أن يَحتضِن الفتاة تحتَ أنظار ذلك الشاب الذي يُراقب المَشهد منذ البِداية ، و في داخِله يغبطُ تلك الفَتاة ، و يتمنى لو يَعود طفلاً صغيرًا لكي يُعانِقه أحدٌ ما عندما يَبكي .