النّجمَةُ ✧ ⁰⁶

84 16 42
                                    

أنت لن تفهم الكثير.. و لن تتمكن من قول
الكثير، عندما كل ما تسمع هو الهدوء.
عندما يصمُت عالمك و ترى كل حياتك..
تُصبحُ صورةً دون صوت.. و لا يحملْ شيء
منهم ذكرى صوتكَ... لقد كانت كمثلِ صورة
فقدتْ ألوانها تماماً.. و تمسحُ بكفّك على
شَعرِ شخص بها و تتذكر كم كان في الحقيقةِ
لونهُ جميل..

هكذا تماماً رأى جِيمِين كُل شيء،... حتى
عندما جرتْ إيلي تحتضنُ جُونغكُوك. و
نامجون الذي إبتسمَ بفخرٍ و إحتضنه أيضاً،
جِيمِين كان ينظرُ دون فهم لكُلّ شيء...
و مَا رادَ فهمه أيضاً، هو إستدارَ يتشبّث
بكتفيّ مَاريا و يُغلقُ جفنيه.. مَاريا الّتي
عاشتْ و رأتْ كيف هو جِيمِين.. عملتْ
ما شاءَ،... و نفّذتْ.

تأخذهُ إلى السّيارة و تضعهُ هُناكَ..
تراهُ يحتضنُ ذاتهُ،... تعلمُ أيضاً هو يشعر
بالنُّقصانِ،.. هو يفعلُ. حين لا يعِ ما حوله
و حين يشعر بعدمِ الكمال لفهمه.. أو عدم
أهميّة فهمه لكُلّ هذا. و تعلمُ أنه لم يعُد
يَود إعطاء ذاته فُرصَة... كانَ ضعيف.










هل تعلم.. أحياناً من المُهم ان تشعر، بأنك
شخص مرغوب.. يُهتم به، لا يُشكّل الثّقل
و لا يُنسىٰ،.. إنها طاقةٌ الجميع بحاجتها.
إنها سببٌ لِلما أحب البشر ذاته... و جِيمِين
لم يجد كل ذلك، فَلم يفعل.

غفى، و لم يشعُر سوى بحركة السّيارة التي
كان يتمدد بخلفها، يشعُر بوقوفِها.. حركتها
و إستجابة جسده لكل الحركات التي تَنتجُ
ضدّه.. هو فكّر.. قد يَحتاج أكثر من فُرصة
بسيطة للحياة..

جميعُنا، نحتاجُ أكثر من مُجرّد فُرصة واحدة
بسيطَة.. للحياة.

" مَاريا... لما إحتضنوا الفتى هناكَ؟ "
عندما تسائل، رآها تصفُّ السّيارة برُكنٍ
و تستديرُ... يشعُر بالنُّقصان، حين رأى أنها
تتحدث بِبُطئ، تأخُذ وقت أطول بالحديث
معه،... أطول من الحديث مع الآخرين..
يعلمُ أنها ترى كم يعقد حاجبيه، و كم يُركز
ليفهم.

" هُو... مريض نوعاً ما، و لم يُرد العلاج..
أراد إيذاء نفسه، لكن.. لقد قرّر أنه سيُحاول
العودة إلى حياتِه الطّبيعيّه.. "

" أود العلاج.. "

" كما قُلت، أود العلاج... و.. لا يهُم أين.
أنا أُريد المُحاولة.. " نظرَ له عمّه و إبتسم،
يشعُر بالطاقة الإيجابيّة و هو يرى هذه
الرّغبة تخرُج من جِيمِين.. فيقترب و يجلس
يجانبه تماماً، يجعل من جِيمِين يرى حركة
شفتيه.

" سنفعلُ، و ستُحاول.. لكُل مرض قد تود
علاجه، أو كل إصابة قد تود مُعاجتها...
نحن سنفعل.. و سأكون مَعك.. "

و هذا كُل ما تَطلبه الأمر،.. ليأخُذ نِيم قرار
أخذَ جِيمِين إلى بُلدان أخرى لبدء العلاج.
حيثُ كانت لمحة الأمل الأولى الّتي أبداها
جِيمِين و قد تمسّك عمّه بها بيأسٍ..
يدعو ألّآ تختفي مع المُحاولاتِ الفاشلةِ.

و كانتْ أوّل مرّة، إلتقيآ بها،.. و آخرُها.





إلتفتَ جِيمِين يبحث بمُقلتيه عن نِيم، يجده
يخرج من دورةِ المياه لتوّه و ثيابه أكثر
راحةً.. فأقترب يشرح بيأسِ ما يُعاني بالكفين
و مُحياه مُنزعج تماماً..
" لازلتُ أُعاني غثيان الطائره.. و لا أستطيع
الأكل.. "

" ميناه صغيري.. إن لم تكُن جائع لا بأس..
و إن كُنت كذلك سنجد لك بعض العلاج..
لتأكُل دون قلق بشأن الغثيان،.. و نَم جيداً
غداً سنبدأ العلاج كَتجرُبةٍ، جيدٌ؟ "

و قد رأى،... رأى بِعناية و لاحظ كيف جِيمِين
ذهب بهدوء إلى غرفة المنزل،.. المنزل الذي
كان صغيراً لأن جِيمِين أراد ذلك، المنزل
الذي كان أزرقًا، لأن جِيمِين أراد ذلك..
مع النّباتات، مع حمّام السّباحة، مع الكثير
من الحلوى.. لأن جِيمِين.. أراد.. ذلك.

لو سألتُم نِيم،.. لقال قد يدفع حياته لو
شاء جِيمِين. لو شاء هذا الفتى، إبن أخيه
الرّاحل.. هو لن يتمكن من عدم حُبهِ هذا،
ليس بعد أن وضع و كرّس أعوام من حياته
لأجله.. ليس بعد أن أحبّه كإبن.

و قد كان أنقى أنواع الحُب، الحُب الذي به
لن تخجل من قول شيء فقط لأنه قد تتم
إساءة فهمك.. أو قد تُحرَج من نفسك لأمر
أنت أقل به من الآخرين. هو كان بمثل
صديق أقرب من كُل صديق،.. و جِيمِين
كان صريحا بشأن هذا،.. لكنه لازال إنطوائي.

لذا، قد جلس نِيم يأكُل بعد أن رأى جِيمِين
ينَام بهُدوء.. و قد هاتفَ الطّبيب الذي من
المُحتمل زيارته قريباً. أحد عشرات الأطباء
الذين تحدث معهم نِيم..

بعد ذلك،.. هو تأكّد من أن جِيمِين لا يملك
شيء حَاد بغُرفته، هو يعلم أن جِيمِين يفعل.
لكن لا حيلة باليد، هو لن يُؤذيه بالضّغط
و لن يفعل، لكن..  أقل ما في الأمر هو أنه
سيحميه.

فنام نِيم.. و غفى بعد أن طمأنَ قلبه و عقله.
جِيمِين بخير، و سيكون كذلك..

الفصلُ ٠٦ ✓» ♡


إعتنوا بنفسكم ♥

و إلَى فصل جديد، ♡

النّجومُ ✧ JIKOOK « مُتوقفة » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن