النّجمَةُ ✧ ⁰³

96 17 47
                                    

إنّهُ هُو، لقد تذكّر الآن فقط كيف بدىٰ
إحساس السّمع... لَقد تذكّر الذّكريات، قديمةٌ
لكِن بطَريقةٍ ما إستشعرَ الأصوات بِها..
لم يعرفْ كيف يصفُها، إحساسٌ بأمرٍ سمعيّ
يبدو مُحال حين تفقد السّمَع، لكنّه الآن...
في مَكانِ ما، يرى تلك الذّكريات و يشعر
أيضاً بتلك الأصوات الخاصّه بها.

والده، والدته و قد رأى ذاته أيضاً هُناك
و قَد علم الآن كيف إشتاقَ لكلِّ تلكَ اللّحظات
إنّه صوتُه، كأمر بداخله يجعلُه يعلم..
لَقد شعر أفضل بسببِ هذا، لقد إحتاجَ فُقدانه
للوَعي، إحتاجَ رُؤية الذّكريات و سماعَ صوتها
في وقتٍ ما، إحتاجَ الماضي...

لكن عالمُه أنكَسر، حين شعر بالأيَادي التي
تأتي فجأةً و تسلبُه هذا النّعيم، دون شفقةٍ
أو إكْتراث، أو أدنى تقدير لأمره الذي أخيراً
شعر أنه أفضل من أي وَقتِ مضى..
أيْدي تُلامس شعره، تنده بخفّةِ بجانبِ فكّه
لربما صاحبها يعلم أن الفتى لا يسمعْه
و إستغلّ أن ذبذباتِ الصوت تصل
عبر الجسد للجسد و كفوفٌ تُربّت.

لكن بعيداً عن عالم جِيمِين الصّامت..
كان نامجون في حالةِ هلعٍ، يتحدّث بينما
يجعل فكّه على وجنة جِيمِين لجعله يشعر
أن هُناك من يتحدث معه.. يُلامسه بكلّ نيّة
بريئة مقصدها و مصدرها الإهتمام و الخوف.
لقد أراد رؤيةَ الفتى يفتح عينيه...
ليعُد إتصاله بالعالم المُحيط به.

جُونغكُوك كان واقف بجانب السّرير، و
تايهيونغ هُناك يُهاتف مَاريا لقدومهَا...
هُوسوك بطريقةٍ ما أصبحَ هنا مع شقيقِه
الأكبر،... بينما بين كل تلك الضّجة، إيلي في
زاويةٍ ما تُراقب ما يحدث في المنزل لأول
مرّة، بعد أن إعتادتْ على كونها وحيدةٍ و
جُونغكُوك في سريرِه خارجَ نطاق الوعي
بما حولِه.

" نَامجون توقفْ، ربما هو لن يستَفيق..
ألآ يخوّلنا هذا لأخذه للمَشفى؟ " تايهيونغ
ناقشَ و يداهُ تحتضنُ تلك الكفين الصغيرين
و قد أبصرَ جُونغكُوك... كل هذا الإهتمام
الذي يتوجّه للفتى الذي لا يستقبل منه
شيء حتى الآن.

" لا، ألم تقُل مَاريا أنها ستكون هُنا قريباً؟ "
دون حتى إستمراره بالحديثِ، لقد توجّهتْ
جميع تلك الأنظار إلى صاحبِ الأنين...
و نظرَ جُونغكُوك نحو السّاعة، مضى وقتٌ
طويل حتى الآن على أمرينِ...

فُقدان هذا الفتى لوعيه، و آخر جُرعة الآن
ينفذُ مفعولها من هذا الجسدِ الذي يمتلك
روحه.. لرُبّما سيفقد عقله هُنا ما لم يذهب
للغُرفةِ بوقتِ قريب، و سيحتاج الإبتعاد دون
مُلاحظتهُم... لقد وعدهُم سابقاً بمُحاولاتٍ
كاذبةٍ لتركهِ، ها هو ذا يتسوّل لإدخال جُرعة
أُخرى بجسدِه..

" مِيني، إستَفق أيُّها الجميل، هيّا عزيزي..
لا تُقلقني عليك، تحرّك جِيمِين.. " نامجون
رددها بِبطئٍ حين رأى إنفلاق جفني الفتى
و جُونغكُوك علمَ، أنّه يُدعى جِيمِين الآن.

و بدى جِيمِين كَشخص أخرس.. هذا ما لاحظه
جُونغكُوك، جِيمِين لم ينطق بشيء، ليس
حتى كونه بخيرِ و انه لا يجدُر بهم القلق...
مع هذا تايهيونغ جثى بجانبه على السرير
و إستخدم لُغة الإشارة، بطريقةٍ ما تفاعل
جِيمِين معه و هزّ رأسه بشكلِ طفيف.. هو
بخير.

لقد نفذتْ الطّاقة التي إستجمعها جُونغكُوك
لصبرِه على إحساسِ فُقدان مفعول آخر
جُرعة بجسدِه الآن... يداهُ ترتجفُ، مُضطرب
و رُبما إيلي لاحظتْ هذا كَوضوح الشّمس..
إنه يتحمّل بشكلٍ كبير، و ضعيفْ.

بدء يرتَجف، يتعرّق و غضب يسير في شرايينِه
و إستدار دون إلفات نظرهم، يخطو إلى
غرفته و بأملٍ قد أغلق الباب- هُناك إيلي...

" أرجُوكِ ليس الآن، أنَا حقاً لا أود إيذائَكِ "
و تقدّم من الخزانةِ، يرى الفراغَ الذي حلّ
محلّ تلكَ المُخدّراتِ... الأفيونْ.

" أنتَ تقتلُ نفْسك.. ألا تُقدّر خوفي و حُبي
لك؟ أنَا لا أود فُقدان أخي الصّغير، جُونغكُوك
أنَا خائفة من فُقدانك "

" تباً، تباً.. إيلي، أنَا لا أود إيذائَكِ الآن، أنَا
لا أستطيع الصّمود طويلاً، لا تجعلِي صوتي
يعلُو.. أرجوكِ أُختي، أعطِني القليل- "
لقد شعرَ عندها بالغضبِ، هو لن يتمكّن من
الصُّراخ بسبب أحبّ أصدقاءه الذين هُم
في الخارجِ، غُرفته خالية من الأدوات الحادة
أو ما قد يقوم بتحطيمه للتنفُّس عن غضبِه
لقد كان سجيناً، شعر بالعدوانيّة

" لقد وعدتَني، جُونغكُوك.. أنَا خائفة عليكَ..
دعنا نتخطّى هذا سوياً أخي، قُم بأيِّ شيء
مهما كان، لا بأس.. لكن لا تكُن كالميت بينما
أنتَ معي "

لكنها تخاف على أخيها، تود حمايته من ذاته
و جعله ببيئةٍ آمنةٍ.. لقد تراجعتْ، تراهُ
ينتحبُ و يكاد على إقتطاعِ شعره، عيناهُ
تبحث. و أنينٌ غاضب في صدره يكتمه من
خروجِه كَصُراخ، لقد إنتهى، إنه الحد الذي
به و يبدأ شيء جديد...

" دعني أُذكّرك... " همستْ له، تُراجعُ ما قاله
الطّبيب عن أخيها، عن نتائجِ ما يفعله الآن.
" هِيون يتيم، هِيون ليسَ مثلك يا جُونغكُوك
هو لا يمتلكْ شيء، أنَا هُنا لأجلك، نامجون،
تايهيونغ، هُوسوك، أمّي و أبي.. أنتَ شيء و
هِيون شيء آخر "

" أنتَ أفضل، أنتَ تمتلك الكثير جُونغكُوك..
ألآ تذكُر؟ أخبرْتَني ذات مرّةِ أنك تُكرّس ذاتك
لشخص رُبما تهواهُ في المُستقبلِ.. ما تأخُذه
الآن يُضعفك.. كرُجل، كشريك جيد لمَن قد
يحبك و تحبّه، قد تخسر قوّة جسدك التي
تراها أنتَ أنّها تُكمّل مثاليتكَ.. مُستقبلكَ-
أنتَ ستفقده.. فكّر قبل فعلِ كلّ هذا يا أخي "

لَقد فقدَ ذاته، لكن لم يفُت الأوانُ بعد..
لكنّه يكادُ.

لقد وعتْ إيلي على إجتذابِ جُونغكُوك لثيابها
و تهديدهَا، لقد كانتْ خائفة، بقدرٍ كبيرٍ...
على أخيها.

" و اللّعنه، سأفقد عقلي، إيلي أعطِني أيّاه! "

لكن تلكَ اللّحظة، دَخل نَامجون... يرى
جُونغكُوك بحالِ بائس، يكادُ على ضربِ
شقيقته، و قد فَهِم الأمر.. يرى الإهتياج بعينيّ
جُونغكُوك. يراه غير طبيعي،... لقد عَلِم.

هُناك ألف سبب و سبب خلف الحقيقة.

الفصلُ ٠٣ ✓» ♡

توقُعاتكم للقادم؟ ╥﹏╥
و إعتنوا بنفسم ♥

إلَى فصل جديد، ♡

النّجومُ ✧ JIKOOK « مُتوقفة » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن