-2-

723 56 9
                                    


عندما فَتَحت بوابة ذلك المنزل و تخطيت أسواره و صلت إلى الحديقة الرئيسية
هناك و عند المدخل الخاص بالمنزل رأيت فتاة ما بشعر أسود طويل و أشعث
ترتدي ثياب بيضاء ممزقة و ملطخة بالدماء كان ظهرها منحنياً
لم أرى وجهها أبدا فقط رأيتها تعرج مسرعة إلى داخل المنزل
فكرت لوهلة أنها قد تكون تعرف أين شقيقتي فأخذت أناديها لكنها لم تستجب،
فقط دخلت و تجاهلت ندائي لها تماماً ظل الصمت يحيط بي من كل صوب و حدب
أخذت جولة بعيني في المكان و وجدت أمامي كرسي هزاز و ضعت به أحدى
الدمى اقتربت منها أكثر و أخذت أتفحصها تلك الدمية أنا أعرفها جيداً
لقد كانت لشقيقتي و كنا نتشاركها في بعض الأحيان عندما كنا نلعب في بيت
الشجرة عند منزلنا القديم، توجهت نحو باب المنزل الرئيسي و هناك لاحظت
مجموعة من الأشياء الغريبة منها وجود شموع عند الباب و قرن لحيوان ما
و دمية مربوطة الأيدي و الأقدام و أخرى معلقة عند المدخل و مشنوقة بدت
تلك الدمى مثل التي تستخدم في السحر الأسود حيث تمثل الدمية شخصاً ما
و بمجرد ما أن تقوم بتعذيب الدمية يتعذب ذلك الشخص مثلها تماماً
كان باب ذلك المنزل مفتوحاً لكن و بمجرد ما أن اقتربت منه أُغلق فجأة و من
تلقاء نفسه نعم فقط هكذا و من دون أي مقدمات أقربت من المقبض و حاولت
فتحه لكنني لم أستطع فعل هذا لحسن حظي كان بذلك الباب نافذة زجاجية لذا فكرت
في أن أكسرها و أدخل كانت هنا مجموعة من الأغراض المبعثرة حولي في كل
مكان لذا و من بين كومة الخردة التي حولي وجدت قطعة خشب و قفازات كسرت
النافذة التي على الباب باستخدام قطعة الخشب أما عن القفازات فقد أرتديتها لكي
أدخل يدي إلى الداخل بين الزجاج المحطم دون أن أجرح و هكذا فككت قفل ذلك
المنزل من الداخل ثم دخلت إليه ...
كان المكان مظلماً ليس و كأنه قد دخله أحد ما قبلي منذ زمن و هذا ما جعلني
أتساءل حقاً من كانت تلك الفتاة ؟ أشعلت الأنوار لأرى الغرفة بوضوح لقد كان
المدخل الرئيسي للمنزل كان ورق جدرانه ممزق و بيوت العناكب في كل
مكان فيه وفي أخره هناك علاقة للمعاطف علق عليها معطف مطر و شال صوفي
و مظلة سوداء مع مجموعة من قبعات المطر بمختلف الألوان لاحظت شيئا ما
في جيب معطف المطر البني الذي أمامي اقتربت منه و أخرجت ما فيه و لقد كانت
قطعة من صورة ما بدت فيها مجموعة من الأشجار و السماء التي تزينها النجوم
ألتفت حولي لأرى المكان فوجت صندوق للإسعافات على الجدار و بقربه
ورقة قديمة معلقة انتزعت تلك الورقة التي كانت ملصقة على الجدار و بدأت
أقراء ما بها...
نفس ذلك الحلم الذي يتكرر مراراً و تكراراً نوع من المستشفيات...                                                    كل تلك الدماء ! أشعر و كأنني كنت هناك بالفعل ذلك المكان يبدوا مألوفاً للغاية، لكنني لم أكن هناك من قبل، هذا غير منطقي أبداً...
في أسفل تلك الورقة هناك رسم لمدخل لمكان ما وقد كتب على ذلك المدخل بخط عريض عبارة :
""welcome
"أهلا و سهلاً"
على ما يبدوا أن هذه صفحة من مذكرات شقيقتي (هيذر) فقط مثل حلمي!
في كل حين يصبح أغرب و أغرب ...
و ضعت تلك الصفحة مع القطعة التي وجدتها داخل مفكرتي التي أحملها أينما
ذهبت حاولت فتح صندوق الإسعافات عله يفيدني لكني لم أقدر على فعل هذا لقد
كان مغلق باستخدام مسامير معوجة مثبته بإحكام و عندما عجزت
عن فتحها قررت المضي قدما و توجهت لداخل المنزل أكثر وجدت السلم
الذي يقود للطابق العلوي ولكن كانت أخشابه محطمة و لا يمكنني صعوده
بقرب ذلك السلم كانت هناك صورة لشقيقتي (هيذر) اقتربت منها لأراها لكنني
و عوضاً عن ذلك رأيت شيئاً جعلني أتجمد مكاني من الخوف مثل ومضة ضوء
ظهر و اختفى لقد كان وحشاً إن صح التعبير لقد كان له -أو كان لها-
شعر طويل و أشعث و عينين سوداء معتمة و أنياب مرعبة جداً !
فجأة تحطمت صورة (هيذر) و سقطت على الأرض ذلك الأمر جعلني أنتفض
و أتراجع للخلف كنت أفكر في أمور منطقية لكي أهدئ من روعي و كنت أخبر
نفسي أن كل هذه أوهام أو ربما تكون الرياح أو جرذ يعيش بين الجدران و هكذا
أقنعت نفسي بأن كل هذه أوهام و بدأت أنتبه على ما حدث قبل قليل نعم الصورة
التي سقطت للتو لقد كان هناك مفتاح سقط معها لا بد و أنه سيساعدني
حملت ذلك المفتاح ثم أخذت أتفحص الغرف التي حولي هناك مطبخ في أخر الرواق
و سلم خشبي لا يمكنني صعوده إلا إذا ما وجدت بضع أخشاب و ثبتها عليه و غرفة
مغلقة توجد بالقرب من المطبخ و السلم و تتوسطهما اقتربت من باب تلك الغرفة
و أدخلت المفتاح في قفلها و بدأت ألفه حتى فتح أمامي كانت تلك الغرفة عبارة
عن غرفة جلوس بها كنبة حمراء ممزقة و تلفاز يطلق شحنات كهرباء هنا و هناك
لأن هناك شخص ما قد ألقى مطرقة حديدية عليه و عند الزاوية توجد ساعة ضخمة
و بقربها لوح من خشب و مكتبة خالية من الكتب و يوجد بأسفلها خزانة خشبية
و نافذة مغلقة تماما من الخارج باستخدام الخشب هناك بالقرب من ذلك التلفاز
الذي يكاد أن ينفجر توجد ورقة أخرى، اقتربت بحذر ثم انتزعتها من فوق ذلك
الجدار و بدأت أقرأ ما دون عليها...
على ما يبدو أن ذلك الملجأ قد أُغلق منذ سنوات
لكن... من الذي يجيب على رسائلي ؟!
لقد أرسلت لي العشرات من الدعوات
لزيارة ذلك المكان
في أسفل تلك الورقة هناك رسم للوحة لمكان ما وقد كتب على تلك اللوحة
بخط عريض:  
" DARK FALLS ASYLUM"
"ملجأ دارك فولز"
لقد كانت صفحة أخرى غامضة من مذكرات شقيقتي (هيذر) ترى ما سر ذلك
المشفى الذي يتكرر أسمه دوماً هنا و هناك ؟
ما هو سر "ملجأ دارك فولز" ؟
ترى هل سأقابل شقيقتي هنا ؟ أم أن قصتي سوف تتخذ مجرى أخر
مختلف تماماً عما قد أرغب به ؟!
نظرت نحو الجدار الذي كان أمامي كانت هناك كلمات كتبت بالدماء
جمدت الدم في عروقي...
لقد كتب عليه :
هناك شخص ما هنا يراقبني
                 أنهم يعرفون

                                   كل أسراري..

بين ثنايا الظلام: لغز الماضي ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن