-8-

344 42 5
                                    

رمز الفم ...
أنا أحتاج قطعة من الفم !
لكن أين سأجدها ؟!
خطرت على بالي الملاحظة التي سجلت في أحدى صفحات مذكرات
شقيقتي (هيذر)، لقد كتبت بها ...
القطعة من الفم بين الدماء ...
القطعة من الفم بين الدماء ...
القطعة بين الدماء ...
قد تكون الدماء التي كانت على الأرض و التي و جدت تلك الصفحة عندها !
****
قارب موعد الصباح و قد تعبت حقاً من السير ذهاباً و إياباً ...
و لكن على ما يبدو و أنها نهاية كل شيء ...
نعم بالتأكيد السر مخبأ في القبو، قد تكون شقيقتي هناك بالفعل ...
و تلك المفاتيح العالقة بين الخناجر لا بدو أنها مفاتيح أقفال ذلك القبو ...
عدت لمكان الدماء التي على الأرض مع منظف للأرضيات
وجدته من قبل في دورة المياه مسحت الدماء باستخدام الإسفنج الذي وجدته
في صندوق الإسعافات من قبل و بالفعل وجدته ...
القطعة الأخيرة، قطعة الفم ...
لقد كان سن ملقى وسط تلك الدماء و على ما يبدو بأن هناك من نزع سنه هنا !
عدت لتلك الحجرة و كلي أمل في أن أنهي هذا الغموض ...
وضعت القطع فوق كل رمز ...
النظارات الشمسية فوق رمز العين و السن فوق رمز الفم
و الشعر فوق رمز المشط و الخاتم فوق رمز اليد
و أخيراً قلادة القلب البرونزي فوق رمز القلب ...
فجأة سمعت صوت شخص ما يهمس في أذني بكلمات غير مفهومة الرياح
بدأت تعصف من حيث لا أدري أطفئت الشموع !
أغلقت عيني و ظننتها النهاية فجأة عم الصمت المكان ثم سمعت صوت سقوط
شيء ما على الأرض فتحت عيني و وجت أنها بالفعل تلك الخناجر ...
أخذت المفاتيح بسرعة ثم توجهت نحو باب القبو ...
بدأت أفتح تلك الأقفال ...
واحد ... اثنان ... ثلاثة ... أربعة ... خمسة ... ستة ... سبعة ... ثمانية ...
سقطت الأخشاب و ظل الباب ساكناً يدعوني مقبضه من أجل لفه ...
عقفت مقبض الباب و على غير العادة كان الباب مفتوح !
و وجدت درجات سلم القبو التحتي تدعوني للأسفل ...
نزلت بحذر و عندما وصلت !
رأيت فتاة ما تجلس بين ثنايا الظلام تشعل شمعة تضيء القليل مما حولها ...
فتاة بشعر أسود طويل و أشعث و فستان أبيض ملطخ بالدماء !
تجلس على ركبتيها و لا أرى سوى ظهرها ...
ببطء اقتربت منها خطوة وراء خطوة و عندما أصبحت قريبة للغاية منها
لفت رأسها نحوي ببطء، شيئاً فـشيئاً ملامحها المرعبة بدأت في الظهور فمها كان
ملطخ بالدماء و يشبه تماماً فم تلك الدمية التي رأيتها في الغرفة من قبل .
عينيها تغطيهما خصلات شعرها السوداء ...
و مع سواد شعرها ذاك شيئاً فـشيئاً أصبح كل شيء حولي مظلم
لم أعد أشعر بنفسي فقط غرقت في الظلام الدامس ...
فجأة استيقظت عند درج القبو مجدداً، ما كان ذلك ؟! هل كنت أحلم ؟
لا بل كان الواقع ! لكن كيف نمت ؟ تباً أين تلك الفتاة ؟!
نزلت مجدداً عبر الدرج لقد كان القبو مظلماً هذه المرة !
توجهت نحو قابس الكهرباء عند الجدار كنت أرى الشيء اليسير باستخدام ولاعة
للسجائر أحملها معي في العادة أنا لا أدخن لكنها معي دوما
لأنها ذكرى من جدي العزيز ...
عندما اقتربت من ذلك الجدار وجدت فتاة ملقية عند الجدار وجهها موجه نحوه
و لا أرى سوى ظهرها فتاة بشعر أشقر قصير تماماً كشعري و ترتدي فستان
أبيض بالي للغاية همست :
- (هيذر) ! لقد وجدتك أخيراً يا شقيقتي .
مددت يدي نحوها و نقرت كتفها لكنها ظلت ساكنه !
لففت جسدها النحيف نحوي و عندما نظرت إلى وجهها تحولت حنجرتي إلى بوق
أطلق أبشع صرخات الرعب التي يمكن سماعها ...
لقد كانت (هيذر) لكنها مجرد جثة هامدة تحلل وجهها بأكمله تقريبا تلك الدموع
التي أبت النزول من قبل أظن أن وقتها قد حان الآن ...
بعد فترة حاولت خلالها أستوعاب ما حدث معي قمت بالاتصال على قسم الشرطة
****
أخبرتني الشرطة أن أختي قد ماتت هناك منذ سنوات ...
كانت أثار سحب جثتها واضحة على الأرض و على ما يبدو و أنه عندما تم إلقائها
في ذلك القبو عند الجدار قامت برسم بيت صغير باستخدام دمائها ...
لقد قاموا بسؤالي مراراً و تكراراً .
ما إذا كنت أعرف شيءً عن ذلك الرسم ...
أو أنني أخفي عليهم شيئاً ما .
لقد كذبت ...
أنا أعرف تماماً رسم ذلك البيت، أنه بيت الشجرة خاصتنا ...
كنا نقضي معظم أوقاتنا هناك، عند بيت العائلة القديم .
كنت أسئل نفسي :
- ما الذي كانت تحاول أن تخبرني به ؟ .
لذا قررت الذهاب إلى هناك ...
*شخص ما يتحدث مع هولي* :
- إذاً كان هذا سبب قدومك إلى هذا المكان دون علم الشرطة بأمرك ؟ .
هولي :
- هل يمكنني أن أعرف من تكون ؟.
الشخص :
- يا آنسة ستون هوس تعازي الحارة بشأن شقيقتك، أعرفك بنفسي أنا أكون المحقق جورج ستالين، وقد عينت من أجل التحقيق في أمر موت شقيقتك المفجع و عندما سمعت عن إنكارك لأمر ذلك الرسم انتابني الفضول حقاً ما هو سبب وجودك في المنزل تلك الليلة و عن ماذا كنتِ تبحثين لذا تتبعتك و صولاً إلى باب منزل أسرتك القديم هذا .
- و فتحت معي هذا التحقيق و قمت بسؤالي عن حقيقة وجودي هنا مهدداً إياي بتبليغ الشرطة و إحضارهم إلى هنا ؟! .
- لم تكوني لتخبريني الحقيقة لولا أن فعلت ذلك ألست محقاً .
- إذا و بعد أن عرفت الحقيقة ماذا ستفعل ؟ .
- هذا يعتمد يا آنسة .
- يعتمد على ماذا ؟ .
- ما الذي تريدينني أن أفعله ؟، سأفعل أي شيء شرط أن لا أدعك بمفردك .
- و لما تفعل ذلك ؟! .
- حسب ما قلتي لي فأن تلك الفتاة لها علاقة بالتأكيد بما حدث لشقيقتك و بما أن ذلك المنزل المهجور لم يكن سوى المقدمة أظن أن هذا المكان أخطر من سابقه و إن أخبرنا الشرطة قد نكسب العديد من الضحايا ذلك الشيء أو لنقل تلك الفتاة تريدك بمفردك لكن من ناحية أخرى سوف أرافقك أيضا من أجل الحماية .
- و ماذا إن مت ؟ ثم لما تفعل هذا ؟! .
- لأنني محقق ما أن يستلم قضية يتابعها حتى أخر نفس قد يلفظه .
لاحت على ثغر (هولي) ابتسامة عابرة ثم قالت :
- حسناً إذا أيها المحقق (ستالين) على أي حال اثنان أفضل من واحد .
- بالطبع و الآن ما رأيك أن ندخل لذلك المنزل، منزل أسرتك القديم .
- نعم و ما سبب قدومنا إذا .
- هيا بنا ...
و هكذا تقدم كل من (هولي ستون هوس) و المحقق (جورج ستالين)
نحو ذلك المنزل الذي هجر منذ أكثر من عشر سنوات منزل أسرة هولي القديم
ليبدأ هناك فصل أخر من فصول الرعب و الخوف الحقيقي ...
يتبع في الجزء الثاني ...

بين ثنايا الظلام: لغز الماضي ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن