"البارت الأول" أحداث من الماضي... طفولة ليفاي اكرمان

513 22 47
                                    

في مكان لايصله نور الشمس أبداً في باطن الأرض يعرف بالمنطقة السفلية يسكن أناساً يأكل فيه القوي الضعيف ويتنمر فيه الغني على الفقير المتشرد وفي هذا المجتمع الوحشي القذر تعيش امرأة مع ابنها تكافح بكل مالديها لكي تحافظ عليه تضحي بكل ماتملك حتى أنها باعت نفسها لتحمي ولدها من وحشية الحياة وقسوتها تحتمل شتى انواع الاهانات وتقذف بالوان من الشتائم بسبب طبيعة عملها ينعتونها بالقذرة حتى ان ولدها كان له نصيب من معاناة امه، هو طفل بريئ صفحة بيضاء ماذنبه حتى يتم نعته بهذا اللقب الكريه ولكن الناس في هذا المكان لاترحم وهذا كان سبباً لحرص السيدة كوشيل على ابنها كل الحرص لاتريد أن يهان من قبل احد ولا ان يتعرض لأية اذية مهما كان حجمها،صحيح أنها انجبته بطريقة غير شرعية لكنها تريد الحفاظ عليه لاتقبل فكرة أن تتخلى عنه كيف تتخلى عن قطعة من قلبها.
السيدة كوشيل :ابني حبيبي انا متعلقة بك كن متعلقاً بي(وقد اسمته ليفاي ومعناه المتعلق).
عاش هذا الطفل لعمر الخمس سنوات طفولته داخل البيت اللذي تعتقده امه ملجأ له وحصنا يحميه"من شظايا المجتمع الجهنمي، لاتثق بأحد البتة وعلمت طفلها الايثق بأي احد او يكلم اي أحد لاتريده ان يختلط مع هذا المجتمع الشرير.
تخيلو هذا ان يعيش طفلاً طفولته فقط برفقة والدته الشخص الوحيد المسمى بعائلة داخل بيته المتواضع الصغير الهرئ اللذي بالكان نستطيع تسميته منزلاً
لايبرح المنزل الا برفقة امه عند ذهابها لشراء حاجيات المنزل يبقى معها اينما كانت يقضي كل وقته يراقبها كيف تغسل الأطباق وتعد الطعام وتنظف البيت وتغسل الغسيل وقد اعتاد على مساعدتها في كثير من الأعمال
هذا بدل ان يعيش في عائلة متكاملة على السطح يركض فوق الحقول برفقة الأطفال وتلفح أشعة الشمس وجهه الناعم فتضفي على خدوده حمرة لطيفة وتعطي جسده الصغير النشاط والقوة اللتي تساهم في نموه، ومع هذا يرى ان الحياة جنة برفقة والدته لايريد شيئاً آخرا"يريد فقط ان تبقى امه معه دائماً ولكن هل يتحقق كل مانتمناه.
أعدت كوشيل الطعام الشحيح لولدها فتناولت منه الربع وتركت له الباقي.. انها تجوع ليشبع ابنها وتعطش ليرتوي تتعب وتشقى لمنحه حياة آمنة.
ليفاي :امي ارجوكي عليكي ان تأكلي المزيد فأنتي لاتأكلين سوى القليل.. امي اخشى ان تمرضي يقولها بخوف طفولي.
فتضحك هذه الوالدة المضحية رغم بحر الألم في داخلها فهي لم تكن تريد رؤية ابنها يقلق عليها ولم ترد ان تصل الحال إلى ماوصلت اليه من سوء.
كوشيل :هههه بني حبيبي لقد اكلت كفايتي فأنت تعلم ان امك جميلة وتريد ان تحافظ على جمال ورشاقة جسدها،كما ان الكبار لايحتاجون للطعام بالقدر اللذي يحتاجه فيه الصغار.
ليفاي :بلى يحتاجون...حتى لايمرضو يقولها بغضب وقلق.
كوشيل بحرقة وحسرة تحدث نفسها ان ابني يخشى علي من المرض يخاف ان يفقدني ولكني اريد ان امنحه الأفضل دائماً، ابني عزيزي سامحني لأني اجعلك تقلق عليي في عمرك الصغير هذا، سامحني لأنانيتي مع نفسي وإهمالي لصحتي ولكن اعلم دائماً انني احبك وافعل هذا كله لاحافظ عليك، يوماً ما ستدرك معنى التضحية.
ليفاي :امي امي لم انتي حزينة.. هل انتي غاضبة مني؟

هي في قلبي املا" لايختفي ونورا" لاينطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن