البارت الثاني "المنقذ"

257 20 61
                                    

"قل لمن يبصر الضباب كثيفاً إنّ وراء الضباب فجراً نقياً"
هل هذا الكلام ينطبق على صغيرنا الاكرماني هل حقاً لايزال هنالك نور وراء هذا الظلام اللذي يحيط به.
لايزال هذا الطفل جالساً مكانه لايقوى على تحريك جزءٍ من جسده، يغرق نفسه في المكان المظلم ربما أصبح هذا المكان مظلماً بسبب اختفاء بريق عينيه  الزرقاء ماباليد حيلة فليس امامه اي فرصة للنجاة،
انعدمت سبل الحياة لديه وصار وحيداً تماماً بعد وفاة والدته، حسناً إنه طفلاً حتى ولو امتلك إلارادة للحياة فيستسلم عند أول عاصفة عندما تأخذ هذه العاصفة منه شيئاً كالحياة لديه(والدته) وبينما هو مستسلمٌ للموت الجائع في الحياة المظلمة تسلل خيطُ نورٍ يدعى الامل فرفع رأسه لينظر من اين تسرب هذا النور فإذا به باب المنزل يُفتح بهدوء ثم يدخل منه رجل طويل القامة نحيف كانت قد رسمت تفاصيل حياته ملامح وجهه، يظهر على وجهه القسوة والبرودة والحزن والندم والثقة يلقب ب (كيني السفاح) حسناً لقد تخلى هذا الرجل عن أخته كوشيل ولكنه لن يتخلى عن ابنها كأنه يريد أن يكفر عن ذنبه لهجران اخته الوحيدة.
لم يكترث له ليفاي وبقي ساكناً في مكانه حتى تكلم الرجل:كوشيل يبدو انك نحفت جداً حتى أصبحت كالجثة، كلامه كان بارداً خالي من المشاعر كأنه قرر قتل مشاعره في هذي اللحظه فهو يراها امامه ميتة  بوضوح ولكنه يراوغ نفسه حتى لايضعف. فيجيبه ليفاي بنبرة خالية من الحياة :إنها ميتة.
كيني: وانت هل انت ميت.. حسناً مااسمك؟
ليفاي : اسمي ليفاي فقط ليفاي.
كيني: فهمت ،انا احد معارف امك واسمي كيني فقط كيني.
ثم اخذه وغادرو البيت بعد أن قام كيني بدفن جثة اخته، اطعمه الطعام فبدأ يأكل بشراهة كالنمر الجائع يأكل فريسته، وصار يأخذه معه اينما ذهب. لم يكن سيئاً في معاملته ولكنه لم يكن يستطع تأدية دور الأب له.
كيني في نفسه حسناً ياكوشيل يمكنك ان ترقدي بسلام وترتاحي فابنك صار قوياً يستطيع مواجهة الحياة وحده لقد علمته كيف يثبت نفسه، بالقوة وحدها يستطيع فرض نفسه على الآخرين والتسييد عليهم (ان يصبح السيد ولا أحد يجرؤ على معارضته) ولقد نجح في هذا، الجميع هنا يخشونه حتى مع صغر حجمه لا أحد يقدر على مجاراته بل لا أحد يجرؤ.ههههه
صار وحشاً حقيقياً ولقد اعطيته سكيناً يسلح بها نفسه ولكنه لم يستخدمها بعد فهو يستطيع النيل من خصمه بقوة جسده وحده ولكن عندما يحتاج لاستخدامها سيجد الطريقة بنفسه وسيكون قد حرر نفسه من هذا النفق القذر وعندما يفعل هذا يمكنه رؤية مافوق الأرض (العالم الخارجي)،حسناً اظن أنه لم يعد بحاجة إلي الآن فأنا في النهاية لست والده.
ثم غادر ذاك المنقذ السرابي الغامض تحت أنظار هذا الفتى(ملاحظة :ليفاي في هذا الوقت أصبح بعمر العشر سنوات) دون الالتفات للوراء ولا النطق بكلمة واحدة.

                           *بعد عشرين سنه*

مر عشرون سنة على رحيل كيني وعاش بطلنا الاكرماني وحيداً خلال هذه السنوات  وقد تغيرت ملامح وجهه فازداد وسامةً وبروداً وقسوةً ولاتزال  عيناه الزرقاوان جميلتان ولكن لم يعد البريق فيهم يظهر بوضوح اما قلبه فازداد ظلمةً وبرودة فكلما مرت عليه سنة من حياته زادت قلبه ظلمة أكثر وأكثر فأفلحت هذه السنين بقتل المشاعر في داخله فلم يختلط مع الآخرين إلا صديقاً واحداً(فارلان) قد حصل عليه خلال مشوار وحدته وقرر ان يحافظ عليه للأبد، أجل فصديق واحد يكفي ليؤنس وحدته ولا يحتاج للمزيد حتى دخلت فتاة(ايزابيل) حياته وغيرت قواعده وعلم أنها ملاحقة من قبل رجال قذرين تعرف نواياهم بالنظر إلى قبح مظهرهم وانها ضعيفة لاحول لها ولا قوة ولطالما كره أن تذل النساء وتتم معاملتهم كالقمامة لقد رأى هذا الشاب هذا النوع من الاذلال أمام عينيه عندما كان طفلاً، كره ان يتخذ الرجال النساء كالسلع يفرغون بهم شهواتهم القذرة ثم يرمونهم كالنفايات، لقد كان يمقت هذا الواقع بشدة.
فقرر أن يحميها هي الأخرى، فأصبح لديه صديقين لم يتعلق بهما كثيراً فمشاعره العاطفية باهته لذا مشاعره نحوهم هي مشاعر الثقة والتضحية يريد أن يحافظ عليهم وألا يفقدهم أبداً.
لقد أصبح الموت الدّ أعدائه فهو الذي سلب منه بهجة الحياة بعد أن اخذ والدته وتركه وحيداً، لذا يريد هذه المرة تحديه بكل شراسة لن يسمح له باخذ صديقيه الوحيدَين، لايريد لذلك الألم المدمي ان يتكرر من جديد داخل صدره وقلبه، فلطالما كانت الوحدة السبب الرئيسي في حزنه وزهوده.
لم يكن ليفاي مغروراً ولا مختالاً بنفسه ولكنه يحب التسلط واخضاع الآخرين.. كانت النظافة هي أولى اهتماماته(مهووس النظافة هه) مدمن على الشاي يحب الهدوء ويكره الضجة والثرثرة يجب ان يكون مكانه دائماً نظيفا كحال ثيابه وصحن طعامه واناء مائه وكوب شايه والتنظيف هو روتينه اليومي الضروري وعلى الاثنان اللذان معه ان يلتزمو بشروطه وقوانينه
وليس معنى هذا ان يجلس ليراقب وحسب بل يعتبر نفسه الأفضل لهذا الدور. (شوفو واحكمو اليس الأفضل ههه) 😊

هي في قلبي املا" لايختفي ونورا" لاينطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن